الله عظيم.. وعظمته تفوق المدركات والمحسوسات.. هي أكبر من ذلك بكثير.. ولكن نوره يغمرنا ويهدينا سبلنا, مثلما قال الله عمن كان في الضلالة كالميت فأحياه الله بالإيمان جعل له نورا يمشي به, وهو نور الله. وهذا يختلف عمن حجب الله عنه هذا النور, فهو يتخبط في الظلمات ليس بخارج منها أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به, في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون.. الانعام122 والله يقول في حق هؤلاء وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم النمل81 أي أنهم عمي القلوب والبصائر, فهم محجوبون عن نور الله. وقد يكون نفر من هؤلاء قد أقروا كتابا لأحد الفلاسفة القدامي أو المحدثين, فانبهروا بما قرأوه, وظنوا أنهم وجدوا لديهم الحكمة التي خفيت علي الأنبياء والمرسلين, مع أن حصيلتهم لا تعدوا كونها افتراضات وتخمينات, وأسئلة ليست لها عندهم إجابات.. فهم بعيدون كل البعد عن الغيبيات, التي يقتضيها الإ يمان بالله ورسله ولا نقاش فيها ولا جدال حولها... أقول ربما أعجبهم ما قرأوه لهم, مما ليس لهم به علم ولا بآبائهم.. فاتبعوهم ظانين أنهم امتلكوا ناصية العلم, وحازوا ثقافة لم تتح للعامة, وهي تتلخص في أنه ليس هناك شيء وراء الطبيعة, وأن الطبيعة كانت دائما حيث هي لم يخلقها أحد! فضلوا وأضلوا من سار علي دربهم واتبع ملتهم وهي ملة المنكرين له عز وجل, غير المؤمنين به.. عموما ليس كل من قرأ لهؤلاء الفلاسفة تأثروا بفرضياتهم أو اقتنعوا بنظرياتهم, فإن منهم من زاد إيمانا مع إيمانه, ورسوخا في يقينهم بالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسله ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء المدثر31. والذين في قلوبهم مرض والمرتابون موجودون من أزمنة بعيدة, منهم من تساءل عمن يحيي العظام بعد أن تكون قد بليت, وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم, قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم( يس78 و79).. بل الله خالق كل شيء, والذين يكفرون به أو يتشككون في وجوده ليسوا علي شيء, قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين, وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين, ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين, فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحي في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم فصلت9 12 العظمة لله عز وجل, ونوره يملأ السماوات والارض, الله نور السماوات والارض.. النور35 والذين حجبوا أنفسهم عن نور الله هم في الظلمات,, ومن لم يجعل الله له نورا فما من نور,, النور40 والمكافأة السخية لأهل الجنة أن الله يتيح لهم أن ينظروا إليه سبحانه وجوه يومئذ ناضرة, الي ربها ناظرة القيامة22 23