الساكت عن الحق شيطان أخرس.. وتزييف الحقيقة مصيبة؟! كيف تنهض أمة وتستعد لمعارك أشد ضراوة من المعارك الحربية مثل معارك التنمية الاجتماعية والثقافية والأقتصادية؟.. معارك لابد لها من قدرات فكرية وإمكانات مادية للانتصار فيها. ولابد من تكاتف الشعب مع الحكومة ليتم القفز بإذن الله من مستنقع الفقر إلي سماء الدول المتقدمة التي تحترم آدمية الانسان وحقه في الحياة بشكل كريم يليق بإنسانيته؟ إن الانتصار علي الفقر ممكن جدا بما نملك!!! وكما قال د. أحمد زويل إن عشر سنوات كافية للإطلال علي مجتمع أكثر تقدما ورقيا. والمهم أن نبدأ.. والأهم أن ننطلق بفكر سليم وعقل ثابت علي الحق والحقيقة حتي لا يتوه المنطق ويظل اللا معقول يناطح الرخاء المرجو, وينتصر عليه؟!! وإذا كان الصبر جميلا, فإن له حدودا.. لقد غرقنا جميعا في مشاهدة برامج حوارية, فالتليفزيون يستضيف فنانين وصحفيين وإعلاميين... نماذج يفترض أنها تضيف للمشاهدين معلومة.. فكرة ترشد إلي الصواب وتعكس قدوة تشد أزر عقول مرتبكة منهكة. هؤلاء الضيوف علي شاشة التليفزيون لهم دور مؤثر في معركة التنمية والتنوير! ولكن للأسف صدمت من الإصرار علي تلميع العقول الفارغة الصغيرة حجما وفكرا, وإهالة التراب والطين علي العقول المتميزة وتجاهلها مع أن الاستماع إليها ومشاهدتها سوف يضيف فكرا ومباديء وقيما وعلما نحن في حاجة شديدة اليها.. التليفزيون جهاز خطير وسريع في توصيل المعلومة.. وأسرع في تعديل سلوكيات خاطئة إذا صدقت النيات.. التليفزيون وسيلة رائعة لمحاربة الفساد وليس استضافته وتلميعه!! أتقوا الله يا أصحاب القرار ولا تجروا وراء مكسب كبير من ترفيهة تولد مأساة فادحة!!! أن الصدق أقصر الطرق للوصول إلي قمة جبل التميز! فأرجوكم أرضوا الله والوطن والحق باستضافة من يضيف شيئا إيجابيا يغذي الوجدان ويزيد إثراء العقول ويعيد الاتزان إليها. وليس مطلوبا للترفيه عن الجمهور استضافة من يغيب عقله أو يستولي علي رجاحته ويجعله مثل الأرجوحة لا تعرف روعة ثبات المبدأ ووضوحه؟! كفانا أقنعة يرتديها بعض هؤلاء المزيفين.. فتطيح بالحق وتدفن القيم والمباديء بلسان معسول يضحك علي الدقون!! إنهم يقولون ما لا يفعلون... ويفعلون ما لا يقولون؟!!! إن التصفيق الحاد للكذب مصيبة واستسهال الخداع بداية للاستيلاء علي قدرات كان من الممكن ان تكون إيجابية قادرة علي تغيير أوضاع كثيرة سلبية في بلد لديه الكثير من العقول المستنيرة. الكلام سهل... والعمل أسهل إذا دخل منظومة لا يحركها إلا الضمير الواعي... والوعي الصادق يلتفت إلي وسائل الإعلام لتأخذ بيد الأمة وتسرع من تقدم خطاها إلي أعلي... وليس لتبرير الخطأ أو تمرير أفكار سطحية تافهة أو تلطيخ سمعة هذا أو هذه.. إنها تفاهات وتفصيلات لأنهم إلا أصحاب العقول الضحلة؟!! والمصريون أصلهم عملاق لا يعرف الضحالة.. وإذا هوجم فكر المصري بالركاكة... لابد أن نقف له بالمرصاد وليس بالتصفيق الحار والحاد للأسف... بعد سماع ما لا يعجب عدوا ولا حبيبا لأن كله كذب في كذب؟!! الترفيه والضحك هدف جميل نسعي جميعا لتحقيقه والمهم كيف نضحك وعلي ماذا؟! وكيف نقول بجد وجدية لإثراء العقول فنطل علي الوطن وعلي الدنيا بفهم ونستفيد مما نشاهده وليس ترسيخ مفاهيم معجونة بألوان باهتة ومعلومات كاذبة لا تعرف نقاء الصدق والوضوح؟!! هنا نقول مصري أصل وليس أصلي مصري ولأن المصري الأصلي حكاية ليس لها مثيل في الدنيا.. وارجعوا إلي التاريخ القديم والحديث وأيضا حرب أكتوبر!! هادية المستكاوي