الضمانة الاساسية لتحقيق نزاهة الانتخابات هي اقبال المواطنين علي صناديق الانتخابات لإختيار الافضل والاصلح لتمثيل الشعب. وعدم ترك أي فرصة للتزوير وتسويد قوائم الاقتراع. . وكلما زادت نسبة المشاركة في الانتخابات جاءت النتائج معبرة عن الإرادة الحقيقية للجماهير دون تزييف أو تزوير. لذلك يجب ان تحرص الدولة وجميع الاتجاهات الحزبية والقوي الوطنية والنقابات المهنية والعمالية ومنظمات المجتمع المدني علي حث الناس وتشجيعهم علي المشاركة وابداء الرأي والابتعاد عن السلبية التي شاهدناها في الانتخابات السابقة. نريد ان تكون الانتخابات العامة لمجلس الشعب مثل انتخابات النقابات وانتخابات الاندية الرياضية التي تحشد لها كل الاصوات فتأتي النتائج مؤكدة للارادة الحقيقية. نريد من اجهزة الامن الضرب بيد من حديد علي عمليات البلطجة التي تصاحب الانتخابات وبعث الطمأنينة في نفوس الجماهير التي تقاطع الانتخابات خوفا من ممارسات البلطجة والسلبيات التي تحدث من بعض المرشحين لفرض نفوذهم علي الناخبين بالارهاب والضرب والقتل والتحرش, ولا نريد ان تتحول الدوائر الانتخابية لمسرح مفتوح للعمليات القذرة وشراء الذمم. ثم يجب ان نطبق بجدية القانون الذي يفرض غرامات مالية علي من لا يمارس حقه ويشارك في الانتخابات وهو للاسف مطبق فقط في الاندية الرياضية لذلك يحرص الجميع علي المشاركة. ونحتاج من الآن إلي حملات اعلامية لحث الرأي العام علي أهمية المشاركة وتوضيح حرمة شراء الصوت الانتخابي الذي أصبح يباع ويشتري للاسف بمئات الجنيهات. والتوعية لاختيار المرشح المستنير الواعي بعيدا عن المرجعية الدينية والعصبية والقبلية. نريد اعضاء برلمان لا يرون في عضوية المجلس وجاهة أو نفوذا يعينهم علي تحقيق مصالحهم الشخصية. نريد اعضاء يعملون من أجل خير الوطن وكل الشعب ولا يتسترون وراء دعاوي دينية أو شعارات اسلامية تخدع الناخبين. نريد اعضاء همهم الأول والاخير الرقي باحوال المجتمع والاصلاح وانصاف محدودي الدخل والفئات المهمشة. نريد اعضاء قادرين علي رقابة الحكومة ومحاسبتها, ونائبا للامة يخدم المصلحة العليا, نظيف اليد حسن السمعة, يمتلك الدفاع عن الوطن والحق والوعي والثقافة اللازمة للتحدث والمناقشة والاسهام في صياغة التشريعات ويتقن فهم وتطبيق معني المواطنة والدولة المدنية. نريد برلمانا يرسخ دعائم الديمقراطية ويعمل علي جذب المزيد من الاستثمارات, برلمانا يطرح الحلول لمشكلات المجتمع ولا يقامر بالامن والاستقرار, برلمانا يعلي قيم المواطنة وينأي بالدين عن السياسة ويعي الابعاد الاجتماعية للاصلاح والتحديث والتنمية, برلمانا يترجم التفاعل والحراك الاجتماعي الذي نشهده في الشارع السياسي الي قوة عمل رائعة من اجل الوطن دون تناحر أو صراع يضع المستقبل في مهب الريح. فمستقبل الاوطان لا تصنعه الشعارات والمزايدات والمهاترات, نريد ان نمضي في الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ونحن واعون لظروف مجتمعنا ومحاذرين من انتكاسات تعود بنا الي الوراء ونحن مقبلون علي انتخابات برلمانية خلال ايام وانتخابات رئاسية العام القادم.