مأساة إنسانية تلك التي تعرض لها مواطنو قرية أبو صويرة التابعة لمدينة رأس سدر بمحافظة جنوبسيناء إثر تعرض القرية لسيول عارمة وأمطار غزيرة لم تشهدها المحافظة منذ14 عاما. وقد أدت السيول إلي دمار بعض البدو وقد اقتلعت أربعة منازل من أماكنها وأودت بحياة سيدة بدوية وفقد طفل في حين أصيب26 مواطنا آخرون. وتم نقل جميع الناجين إلي معسكرات الإيواء التي أعدتها المحافظة بتوجيهات من السيد محمد عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء بالتعاون مع القوات المسلحة بمناطق عديدة بالمدينة وقد تحولت فرحة البدو بنزول المطر الذي يمثل في البداية رمزا للخير وامتلاء آبار المياه الجوفية إلي حالة من الذعر والحزن بين صفوف المواطنين الذين تضرروا جراء تلك السيول حيث تروي ل الأهرام تفاصيل المأساة الحاجة أم صالح تبلغ من العمر45 عاما أرملة من قبيلة الترابيين وتعول ثلاثة أبناء أنها فوجئت في أثناء نومها وأفراد أسرتها بأصوات صراخ المواطنين وحالة من الهلع والفزع وعبارات استغاثة بسبب غمر المياه بيوت القرية بأكملها مما أدي إلي انقطاع التيار الكهربائي وحدوث تلف بمحتويات المنازل فأيقظت أبناءها وعلي الفور توجهوا بعيدا عن القرية حيث تم إجلاؤهم إلي معسكرات الإيواء بالمدينة التي وفرت لهم البطاطين والأغذية لكنها تعيش الآن دون مأوي أو من يعولها ويعينها علي تحمل مشقة الحياة.. وطالبت بتوفير وحدة سكنية تعيش فيها وأفراد أسرتها في أقرب وقت ممكن هذا بالإضافة إلي سرعة صرف التعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم. ومن جانبه أكد أحمد عبدالسميع محمد البالغ من العمر50 عاما ويعمل محفظ قرآن كريم بإدارة أوقاف أبو صويرة أنه متزوج ويعول ثلاثة أبناء جميعهم في مراحل تعليمية مختلفة فجأة تحولت سعادتنا بسقوط الأمطار التي تعد مصدرا للخير إلي حزن شديد لما تعرضه له القرية من مأساة حقيقية حيث غمرت مياه السيول منازلنا وأتت علي جميع محتوياته ولم نستطع أن نأخذ معنا شيئا من متعلقاتنا الشخصية فكان همي الوحيد إنقاذ أفراد أسرتي وعلي الفور تم نقلنا إلي معسكرات الإيواء وتركنا كل شيء.. وأشاد بدور الجهاز التنفيذي الذي حرص علي سرعة إجلائنا إلي معسكر مركز شباب المدينة مع تقديم المعونات اللازمة من خدمات الإعاشة والإقامة والخدمة العلاجية ولكن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا هي عدم وجود خصوصية حيث إن دورات المياه مجمعة للنساء والرجال مما يجعلنا نقف طوابير استعدادا لاستخدام دورة المياه.. وطالب بسرعة توفير وحدة سكنية لأفراد أسرته. وتضيف السيدة وفاء محمد عبدالغفار تبلغ من العمر30 عاما ربة منزل متزوجة وتعول ثلاثة أطفال أنها فوجئت في أثناء نومها وأفراد أسرتها بصراخ الجيران فاستيقظت مسرعة لكنها وجدت مياه السيول قد حاصرت جميع المنازل بارتفاع ما يقرب من أربعة أمتار وشاهدت بعض المنازل قد تهدمت فهرولت مسرعة إلي مسجد القرية الذي غمرته المياه فصعدت إلي أعلي منطقة في المسجد وبعدها خرج زوجها للإسهام في إنقاذ الجيران ولم يعدإليها حيث ظنت حينها أنه فقد في المياه حتي عاد مع رجال القوات المسلحة بواسطة القوارب المطاطية وتم إجلاؤنا إلي معسكر الإيواء.. وطالبت بتوفير وحدة سكنية في أسرع وقت ممكن تؤويها وأفراد أسرتها حيث من بينهم طفلة رضيعة تبلغ من العمر ثلاثة أشهر لا يمكنها أن تتحمل عناء الإقامة في معسكر الإيواء. وأكد سعيد عبدالرحمن علي البالغ من العمر50 عاما ولديه6 أبناء ويعمل مدرسا بالتربية والتعليم برأس سدر ضعف القدرة المادية لتوفير المسكن المناسب لأفراد أسرته بعد أن غمرت مياه السيول منزله وأتت علي محتوياته وأصبح الآن دون مأوي وكأنه ولد من جديد.. وطالب المسئولين بتوفير مسكن بديل يكون بعيدا عن منطقة مجري السيل بالإضافة إلي سرعة صرف التعويضات. ويطالب عبدالمقصود طلخان عبدالمقصود البالغ من العمر51 عاما ويعول أربعة أبناء ويعمل موجها بالتربية والتعليم بإدارة رأس سدر التعليمية علي أنه عقب إدانة صلاة العشاء شاهد البرق يضيء السماء وارتفاع أصوات الرعد مع سقوط أمطار خفيفة في الساعات الأولي من الليل وفي الصباح استيقظت علي هدم المنازل والمقام علي مساحة90 مترا وتبلغ المساحة الكلية له290 مترا وجرفه نتيجة لتعرض القرية لسيول غزيرة وبعدها تدخلت فرق الإنقاذ التابعة للقوات المسلحة بعد أن حاصرتنا المياه من كل جانب ونجحت في انتشالنا في غضون دقائق دون حدوث أية إصابات وتم نقلنا إلي معسكرات الإيواء بمدينة رأس سدر حيث نقيم به مشيرا إلي أنه يتم توزيع عدد كبير من البطاطين والأغذية بصورة يومية هذا فضلا عن صرف إعانات مادية عاجلة بواقع100 جنيه لكل فرد. ويضيف كمال محمد أمين عمر البالغ من العمر60 عاما ويعمل ميكانيكي سيارات أنه متزوج ويعول3 أبناء كنا نائمين وسمعنا أصوات الجيران تعتلي القرية فهرولت مسرعا وأفراد أسرتي بعيدا عن منطقة المياه وفي غضون لحظات شاهدت المياه تغمر ورشتي بما فيها من معدات ميكانيكية تبلغ قيمتها15 ألف جنيه وفي لحظات سقطت بعض جدرانها وتم نقلنا إلي معسكر الإيواء والآن أصبحت بلا مأوي أو عمل يعينني وأفراد أسرتي علي تحمل مشقة وأعباء الحياة الصعبة مشيرا إلي أنه تقدم منذ7 سنوات بطلب الحصول علي ورشة بالمنطقة الصناعية برأس سدر وتمت الموافقة وقمت باستخراج جميع التراخيص المطلوبة بعد سداد قيمتها المالية وإلي الآن لم يتم تسليمي الورشة بالمنطقة الصناعية. كما أكد عبدالخالق السيد محمد يبلغ من العمر62 عاما متزوج ويعول3 أبناء أعمال حرة أنه رغم تحذيرات بدو القرية بسقوط أمطار غزيرة وربما تؤدي إلي سيول عارمة فلم نأخذ حذرنا وخلال ساعات قليلة فوجئنا بالمياه تغمرنا من كل جانب فصعدت مسرعا إلي سطح المنزل لأحتمي به من المياه ولم أطمئن علي زوجتي وأولادي إلا في اليوم التالي وبعدها شاهدت منزلي قد غمرته المياه بارتفاع أكثر من3 أمتار حيث تم نقلنا إلي مساكن الإيواء.. وطالب بسرعة توفير المسكن البديل. ويضيف محمد عبدالمنعم عبدالقادر مدير مركز شباب رأس سدر المسئول عن معسكر الإيواء أنه بناء علي تعليمات محافظ جنوبسيناء تم استقبال المتضررين جراء السيول التي غمرت قرية أبو صويرة برأس سدر البالغ عددهم60 أسرة يمثلون200 فردوفور وصولهم تم تقديم بطاطين كافية لجميع الأسر المنكوبة هذا فضلا عن تقديم عدد كبير من الأغذية الأساسية وتسهم الشركة العامة للبترول والقري السياحية المقامة بالمدينة بتقديم الوجبات الثلاث لكل فرد علي مدي اليوم بالإضافة إلي مرور طبيبين يوميا بصفة دورية لتوقيع الكشف الطبي عليهم مع وجود سيارة إسعاف مجهزة علي مدي24 ساعة بجانب المعسكر تحسبا لتعرض أي فرد من الأسر المنكوبة لمرض مفاجئ. ومن جانبه أكد السيد محمد عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء فتح120 وحدة سكنية بوحدات إسكان مبارك الاقتصادي للشباب لاستقبال الأسر المنكوبة من مواطني قرية أبو صويرة مشيرا إلي أن القوات المسلحة أقامت معسكرا لإيواء المتضررين كما تتم إقامة معسكر آخر بمركز الشباب وتم إجلاء252 أسرة للإقامةبتلك المناطق وسيتم تخصيص وحدات سكنية للأسر المنكوبة أو تعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم بمبالغ مالية أيهما أفضل لهم كما تقرر صرف15 ألف جنيه لأسرة كل متوفي دعما من المحافظة ووزارة التضامن الاجتماعي و1000 جنيه لكل مصاب و100 جنيه لكل فرد وقال إن تلك السيول دفعتنا إلي أن نتعلم درسين مهمين الأول ضرورة تغيير النظام الهندسي لرصف الطرق حيث إنها أقيمت في مستوي منخفض مما يؤدي إلي سهولة تدميرها فور وقوع سيول والثاني البعد تماما عن تقديم التسهيلات عند إنشاء مبان في مجري السيل.