تعرضت مدينة العريش فجر أمس الثلاثاء إلي اندفاع كميات كبيرة من المياه قادمة من منطقة سد الروافعة بوسط سيناء لتلتقي هذه المياه مع المياه المتدفقة من منطقة وادي الازارق وقد التقي الاثنان بمنطقة الحفن بسيناء ثم اندفعتا بسرعة إلي مجري وادي العريش. في الوقت نفسه أعلنت محافظة شمال سيناء حالة الطواريء القصوي بمختلف ميادين المحافظة وجابت فرق الانقاذ من الدفاع المدني الشوارع بحثا عن غرقي ومفقودين,أتي ذلك في الوقت الذي يتابع فيه الرئيس مبارك تطورات السيول المتدفقة علي مدي الساعة. وأعلن السيد مراد موافي محافظ شمال سيناء ان الرئيس مبارك علي اتصال مستمر لمتابعة الموقف بشمال سيناء, كما تم توفير عدد كبير من سيارات الاسعاف والمطافي بمختلف انحاء المحافظة فضلا عن توفير مروحية لانقاذ المواطنين الذي قد يتعرضون للغرق. ويشرح المهندس طلعت الحريزي والمحتجز حاليا بالجانب الغربي للمحافظة لمتابعة السيول موقف تطور السيول بالمحافظة بقوله ان المياه تدفقت من وادي الازارق جنوب مدينة رفح بنحو20 كم إلي مدينة العريش وبعد14 ساعة كان خزان سد الروافعة الموجود بمنطقة وسط سيناء قد امتلأ تماما بالمياه بارتفاع السد وبمساحة300 متر مربع وبعد ان فاضت المياه من السد تدفقت إلي مدينة العريش بسرعة لتلتقي بالمياه القادمة من وادي الازارق وتندفعان معا إلي مجري وادي العريش. وأضاف ان كل ما نخشاه ان يكسر جسم السد لاسيما انه لم يختبر نهائيا منذ انشائه عام1958 موضحا انه في حالة كسر جسم السد فستتدفق المياه بسرعة كبيرة جدا إلي مجري وادي العريش وسرعتها ستدمر جميع المنشآت في طريقها, اما اذا تماسك جسم السد فستكون السيول ناتجة عن الفائض من السد باتجاه العريش. وفي منطقة وسط سيناء أدت السيول العارمة التي شهدتها سيناء أمس وفجر أمس الي قتل بدويين في الوسط وتجريف مئات الافدنة وجرف سيارة هامر اسرائيلية إلي الحدود المصرية وفقدان عشرات البدو. وقال موسي الدلح من قبيلة الترابين ان السيول العارمة وغير المسبوقة أدت إلي اندفاع سيارتي هامر وأشياء أخري من الجانب الإسرائيلي إلي منطقة وادي الازارق بسيناء قرب العلامة الدولية رقم36, واضاف ان هناك قتيلين هما راعيا ابل( عوض أبو مرازيق) و(مرازيق الحمدان) من منطقة وادي الأزارق وتم انتشال جثتيهما بينما هناك العشرات من المفقودين. كما أدت السيول المتدفقة بمدينة العريش إلي فصل مدينة العريش إلي نصفين الجانب الشرقي ويضم مديرية الأمن وديوان عام المحافظة وعلي مسافة40 كيلو مترا حتي رفح اما الجانب الغربي فيبدأ من مستشفي العريش العام وحتي مدينة العريش. وقد احتجز العديد من المواطنين في الجانبين وفي رفح أكدت مني برهوم عضو مجلس محلي مدينة رفح ان اهالي المدينة فتحوا منازلهم للمحتجزين من مدينة العريش والذين لم يتمكنوا من الوصول إلي مدينة العريش بسبب السيول. وفي مدينة العريش قال الشيخ يحيي الغول انه تم فتح الديوان العام لقبيلة الفواخرية واستضافة المئات من المواطنين العالقين بالجانب الغربي حتي تنتهي أزمة السيول. يأتي ذلك في الوقت الذي لم يتمكن فيه العشرات من الطلاب من الذهاب إلي مدارسهم وجامعاتهم الواقعة علي جانبي المدينة وكذلك جميع العاملين بمديرية التربية والتعليم, وتلقت الأهرام العديد من الاتصالات الهاتفية من المواطنين المحتجزين بالجانبين, وكانت معظمها إما صرخات لأم تركت اطفالها باحد الجانبين وتطلب توفير مساعدة لتتمكن من الوصول إلي ابنائها أو لحالات انسانية ملحة كما حدث من طالبة في كلية الهندسة ببورسعيد جامعة قناة السويس, حيث كانت تصرخ بأعلي صوتها خوفا من ضياع مستقبلها فعندها امتحان اليوم بالجامعة وحضرت لزيارة الأهل بالعريش محتجزة حاليا بالجانب الشرقي ولاتوجد أي وسيلة يمكن ان تنقذها بالذهاب إلي جامعتها, الطالبة سمر عادل بالفرقة الثانية بكلية الهندسة وتناشد رئيس جامعة قناة السويس بالتدخل لتأجيل امتحاناتها واختباراتها بعد انتهاء أزمة السيول. ودخلت مياه السيول بكميات مبني مستشفي العريش العام واحاطت به من مختلف الجوانب ويقول الدكتور طارق المحلاوي وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء ان المياه تدفقت إلي المستشفي وتم وضع المرضي بالادوار العليا خشية وصول المياه اليهم. كما أعلن الدكتور سامي أنور مدير الطوارئ والاستقبال بمستشفي العريش العام أنه تم اخلاء المستشفي من جميع المرضي البالغ عددهم أكثر من75 مريضا وتوزيعهم علي مستشفيات بئر العبد والاسماعيلية. كما دخلت السيول إلي المنازل المجاورة للموقف الجديد والقريبة من مجري وادي العريش مما دفع العديد من المواطنين لمغادرة منازلهم خاصة بعدما وجهت سيارات الشرطة عدة( نداءات تحذيرية) عبر مكبرات الصوت تحث المواطنين المجاورين للوادي من مغادرة منازلهم.. وقام العديد منهم بحمل ما خف وزنه وثقل ثمنه وغادروا منزلهم بصحبة ابنائهم خشية ان تنالهم مياه السيول. وفي المساجد التقت الاهرام بعدد منهم, يقول محمد عبدالكريم من سكان عزبة مليم إنه فوجيء باندفاع المياه إلي منزله فاصطحب اولاده وزوجته وغادر المنزل إلي بيت من بيوت الله وقال ان كل ما كان يهمني هو ابنائي فقط. وقالت مصادر أمنية ان عمليات بحث واسعة بالطائرات في مناطق السيول بحثا عن عشرات المفقودين, وأكثر من1000 عالق في الجانبين. وفي السياق ذاته أكد الدكتور حسام رفاعي عضو المجلس المحلي لمحافظة شمال سيناء أن جميع الصيدليات بالعريش قامت بالتبرع بكميات كبيرة من الادوية للمواطنين. كما ان هناك حملة ضخمة تشارك فيها المئات من السيارات النقل لجلب كميات كبيرة من الرمال. هناك اكثر من50 أسرة محاصرة بمنطقة عزبة مليم وبركة حليمة وتحاصرها المياه من كل جانب. ومن ناحية أخري تعرض مبني الاسكواش بالقرية الاوليمبية إلي انهيار جزئي بسبب تدفق السيول علي المبني.
