لا يعرف عم محمد عبده(67 سنة) أي معلومات عن ورقة العمل التي أعدتها غرفة القاهرة التجارية لتقديمها إلي المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة, بالرغم من أن الورقة تتعلق بحياته. فهي تحمل خطة متكاملة لضم الباعة الجائلين للاقتصاد الرسمي واستيعابهم في تجمعات تجارية صغيرة أسفل الكباري, وبجوار الحدائق العامة والأراضي الفضاء غير المستغلة بالأحياء. وعم محمد عبده( واحد) من مليوني بائع متجول مطاردين في الشوارع والميادين من شرطة المرافق والتموين والصحة وأصحاب المحال ذات التراخيص التي يفرشون الأرصفة أمامها. وعم محمد عبده( لم يتعلم), والمدهش أنه متزوج من سيدتين في وقت واحد, ولديه11 ولدا وبنتا, منهم4 تخرجوا من التعليم المتوسط, دبلومات تجارة, يعني عشوائية في العمل, وعشوائية في الحياة. أما إسماعيل فهو مؤهل عال( ليسانس آداب2003), يسرح بعربة لبيع ملابس الأطفال خير من الجلوس علي رصيف البطالة, وقد سمع عن ورقة الغرفة التجارية التي ستنظم حياة الباعة الجائلين, وينتظر صدور قانون جديد بها علي الأقل يحمي نفسه من سيطرة البلطجية الذين يفرضون قوتهم علي الشوارع. ويرسم إبراهيم العربي رئيس الغرفة صورة للمستقبل في حالة تطبيق الأفكار الواردة بورقة العمل, بأن الباعة ستكون لهم كارنيهات وبطاقات ضريبية وسجلات تجارية, وكل كارنيه فيه رقم البائع, ونوع البضاعة التي يتعامل فيها, وثمنه قد يصل إلي50 جنيها في الشهر. وتسعي الغرفة إلي طلب مساعدات من البنوك التجارية والصندوق الاجتماعي لتقديم قروض تحول الباعة الجائلين المطاردين إلي باعة شرعيين يساعدون المواطنين في الحصول علي سلع بأسعار رخيصة نسبيا.