لكل مجتمع في هذا العالم محرمات لايسمح بالاقتراب منها أو الخوض فيها بغير حذر أو انتباه. هذه المحرمات لم تأت بها الأديان, وإنما جاءت بها المصالح العليا للمجتمع, وضرورات الأمن والسلام التي لاتستقيم بدونها الحياة. هي محرمات توافق عليها الناس في كل مجتمع يريد حياة آمنة ومستقرة.وهي في كل الأحوال تلقي الدعم من الأديان السماوية والوضعية علي السواء. في مصر وخلال السنوات الماضية اجترأ الكثيرون من المسلمين والمسيحيين علي الخوض في تلك المحرمات بتأويلات ظالمة وفاسدة لنصوص من ديانتين جاءتا من أجل الأمن والسلام للإنسان علي الأرض.وشيئا فشيئا تزداد الجرأة وتطل الفتنة برؤوسها, تهدد سلاما امتد قرونا طويلة, ولا بديل عن استمراره من أجل حياة المصريين. لم يعد هناك فرق أن يثير الفتنة جهلاء أو أنصاف متعلمين أو متعلمون. الكل يهدد مصر بفتنة لن تصيب الذين ظلمونا بإثارة ما أثاروه.. فالإسلام في مصر ليس في خطر والمسيحية أيضا ليست في خطر, ولكن مصر بمسيحييها ومسلميها قد تصبح في مرمي الخطر بذلك التراشق البغيض والحوار الحرام. إن الله لايقبل من عباده إلا الطيب من العبادات, ولا يقبل ولن يقبل أن يتقرب إليه مسلم أو مسيحي بمعاناة أو دماء الآخر. إن الذي يجري اليوم ليس حوارا وليس نقاشا يبتغي رضا الله وأمن الوطن, ولكنه حوار حرام وفتنة بغيضة تهدد أمن الجميع. **** كنا نأمل من أبواب الحرية التي انفتحت طوال الأعوام الثلاثين الماضية أن تأخذنا نحو أفق أرحب, وتنمي في عقولنا معني التعايش الآمن وتجمع بين أبناء الوطن الواحد قوة واحدة تقود الجميع إلي مستويات حياة أكثر رخاء وأمنا وسلاما. ولكن البعض منا يصر علي استغلال مناخ الحرية لندخل كل حين في معترك جديد يفضي بنا نحو الخلاف والاختلاف, ثم التهيؤ للاحتراب. ماذا يريد بنا هؤلاء وماذا يريدون لنا؟؟ **** العبث بأمن المجتمع مهما يكن مصدره هو نوع من الهرطقة حول مقدسات المجتمع. ومهما تكن أطراف الحوار فإن أمن مصر مقدم علي احترام مكانة هذا وعلم ذاك من أطراف الحوار الحرام الذي جاء صادما للجميع. اجتراء علي نصوص مقدسة هنا واتهامات بلا دليل هناك. لا أدري كيف تطوع البعض حتي ولو كانوا من العلماء بكيل اتهامات بلا دليل لبيوت العبادة المسيحية وهم يعلمون قبل غيرهم أن ما يقال قد يصنع الفتنة أو يدفع إليها.. ولست أدري كيف جاء رجل دين ليرد علي اتهامات باطلة فيزيد الأمر سوءا ويكشف عن خرافات وأوهام يبدو أنها سكنت أعماقه زمنا ويعطي لنفسه الحق في الهجوم علي عقيدة لايؤمن بها ولايفهمها, ولم يطالبه أحد لا باعتناقها ولا حتي يفهمها. **** هذا الحوار الحرام والتلاسن المشين الذي لا يليق بأسماء كبار نحسب أنها قوة تضمن سلام المجتمع وأمنه من الفتنة, لاينبغي أن يمر مرور الكرام, وإلا فإن الجرأة علي مقدسات المجتمع سوف تزيد, وسوف تصبح الفتنة بضاعة ملقاة علي الأرصفة في الشوارع. وعلي العقلاء من المسلمين والمسيحيين أن يضربوا علي يد كل من يحاول إثارة الفتنة مهما تكن دوافعه, وأن تعلم كل وسائل الإعلام أن المجتمع لن يتسامح مع أي محاولة لاستخدام الحوار وسيلة لاستثارة الأحقاد والفتن فذلك في ثقافة المجتمع المصري هو الحوار الحرام المجرم.. يحاكم أصحابه مرتين: الأولي أمام أنفسهم وضمائرهم.. والثانية أمام قضاء عادل يأخذهم إلي حيث نستطيع بيقين أن نحمي مجتمعنا بكل قوة وبلا خوف أو تردد. [email protected]