52,7% من المدمنين يعيشون مع أسرهم هذه الاحصائية الكارثية كانت وراء انطلاق الحملة القومية لمكافحة المخدرات الاسبوع الماضي تحت عنوان اختار حياتك. وتهدف الحملة لمواجهة خطورة ادمان أفراد الأسرة ومعاناة الأمهات في مواجهة ادمان بناتهن خوفا من الفضيحة في حالة الذهاب للعلاج. السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان تقول إن مشكلة المخدرات تعد من أشد مشكلات المجتمع تعقيدا وتشابكا وتتطلب مواجهة حاسمة مع جميع مؤسسات المجتمع حيث وصلت الي جميع شرائح وفئات المجتمع سواء الأغنياء أو الفقراء والمتعلمين وغير المتعلمين وأيضا الإناث والذكور ولذلك كانت الحملة القومية للوقاية من المخدرات التي إنطلقت تحت رعاية الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء هي فرصة جيده لإلقاء الضوء علي ما يعاني منه المجتمع في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تحت عنوان إختار حياتك خاصة بعد أن دخلت شرائح الطفولة الصغيرة في المشكلة. وقد تكلفت هذه الحملة120 مليون جنيه وستستمر لمدة5 سنوات من خلال الصندوق القومي لمكافحة المخدرات وبمشاركة المجتمع المدني والشركات والمؤسسات في إطار المسئولية الاجتماعية خاصة أن تدني سن التعاطي وصل الي9 سنوات وأن99% من المدمنين يدخنون السجائر وذلك يعود الرغبة في خوض التجربة وحب الاستطلاع وزيادة وقت الفراع والمشاكل الأسرية والاعتقاد بأن المخدرات تؤدي للتغلب علي الاكتئاب كما يعتقد البعض بأن المخدرات لها علاقة بخفة الظل والإبداع وأن69,2 من الشباب يعتقد أن المخدرات لها ضرر علي المدي البعيد وليس القريب. ويوضح الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وتعاطي الإدمان أن الهدف العام من الحملة هو تهيئة مناخ ثقافي وإيجابي تدعمه الأسرة والإعلام وقادة الفكر في المجتمع لخفض الطلب علي المخدرات والوقاية الأولية تعني تخفيف منابع المشكلة وتهيئة مناخ اجتماعي ثقافي رافض لمشكلة المخدرات ويعزز من قدرة الفرد علي رفض الخوض والهدف هو تهيئة مناخ إيجابي بين الشباب يساعد علي رفض ثقافة التدخين والمخدرات وهو هدفنا الأساسي من الحملة ولهذا الهدف استندت الحملة الي عدة مباديء ومحاور عامة أهمها الأسلوب الايجابي في التوعية والبعد عن النمطية والترهيب والذي يثبت عزوف الشباب عنه واستيعاب ما يسمي بثقافة المخدرات بين الشباب والعمل علي إختراق المفاهيم والمعتقدات الخاطئة التي تغذي هذه الثقافة السوداء والسعي الي تنفيذها بأسلوب علمي سليم وبمنهج يتفق مع شكل ونمط التفكير السائد بين الشباب والتركيز علي الوقاية الأولية في المقام الأول مع الإعلان عن خدمات العلاج والتأهيل التي تقدمها الدولة مجانا لمرضي الإدمان وتنوع الفئات المستهدفة من الحملة والتي تضم طلاب المدارس والجامعات من10 الي22 سنة والعمال والحرفيين من سن18 الي35 سنة والأسر ممثلة في الأب والأم من25 سنة الي50 سنة لدعم دورهم في الوقاية الأولية والاكتشاف المبكر والتشاور النشط مع جميع الفئات المستهدفة لتطوير مضمون وشكل رسائل الحملة بما يتضمن التأثير الإيجابي لرسائلها عليهم وذلك تحت إشراف نخبة من أساتذة ومتخصصين والإطلاع علي نتائج الحملات الإعلامية السابقة في هذا المجال علي المستوي المحلي والعالمي والاستفادة مما توصلت اليه هذه الحملات من نتائج وما اعترض مسيرتها من عقبات وتحديات وتنوع شكل وأدوات الحملة لتتضمن تنويهات تليفزيونية وإذاعية وانشطة من خلال شبكة الإنترنت والفيس بوك وضمان التقييم المستمر لمردود الحملة وعمل بحوث ربع سنوية لرصد نتائج الحملة ومدي مساهمتها في تغيير المفاهيم والاتجاهات المتعلقة وبالقضية لدي الفئات المستهدفة والعمل علي استدامة فاعلية الحملة. وهناك تقرير حديث لصندوق مكافحة وتعاطي الإدمان التابع لوزارة الأسرة والسكان عن تأثير الحملة الإعلامية للوقاية من المخدرات كشف أن عدد الاتصالات الهاتفية بعد إطلاق الحملة بمدة14 يوما وصل الي2568 اتصالا هاتفيا وبنسبة77,6% مقارنة بعدد760 اتصالا هاتفيا قبل فترة الحملة بمدة14 يوما بنسبة22,8%, أي أنها تضاعفت بمقدار ثلاث مرات ونصف تقريبا وأشار التقرير الي أن هناك زيادة في عدد المكالمات الواردة من المرضي أنفسهم بعد الحملة من عدد218 مريضا قبل الحملة, الي1000 مريض بعد الحملة. ويضيف د. عثمان بأن هناك تدابير هامة لتهيئة المناخ الاجتماعي والثقافي الداعم للحملة أولها الإعلام بكل روافده والمواجهة الحاسمة للأعمال الفنية التي تغذي ثقافة المخدرات وإلقاء الضوء علي خدمات الخط الساخن لعلاج الإدمان(16023) والحملات المجتمعية والاتصال المباشر من خلال التوسع في تنفيذ مبادرات وزارة الأسرة والسكان لإعداد القيادات الشبابية بالتعاون مع جميع الشركاء ودمج رسائل التوعية بالمناهج التعليمية وتكثيف الأنشطة المجتمعية لتمكين الأسرة من الوقاية الأولية والإكتشاف المبكر ومراجعة المنظومة التشريعية وقانون المخدرات ومزاولة مهنة الصيدلة. وقد بدأت الوقاية الأولية وآليات تحقيقها وتنوع الوسائل وتكاملها سواء إعلاما مرئيا أو مسموعا أو مقروء أو إلكتروني واتصال مباشر وأصبح التقييم مستمرا عن طريقة عينية بلغت10 آلاف شخص مع عمل بحث تتبعي دوري لكل ثلاثة شهور لعينة مقدارها5 آلاف فرد لرصد التغيير في المعرفة والتوجيهات وتطوير محتوي المادة الإعلانية علي أن تستمر لمدة5 سنوات كاملة وتغطي نطاقا جغرافيا واسعا من مناطق حضرية وريفية وساحلية ويتابع الدكتور عمرو عثمان الحديث عن مفهوم الوقاية الأولية وآليات تحقيقها وأهمها العناصر الأساسية التي تستند اليها الحملة لتحقيق الوقاية الأولية وعمق المضمون وذلك ينطلق من الأسباب الحقيقة للمشكلة ويواكب التغيرات التي تطرأ علي المشكلة ويخاطب فئات متنوعة ويناسب كل مرحلة عمرية وشريحة اجتماعية مستهدفة ويركز علي الفئات الأكثر عرضة ويرتبط بالثقافة المصرية ويلائم الأنماط الفكرية والسلوكية للشباب ويعتمد علي الإيجابية والبعد عن الترهيب ويبدأ الجانب المعرفي لمفهوم وقائي أولي وآليات تحقيقه تبدأ من الجانب المعرفي الذي يعتمد علي التوعية غير المباشرة تفنيد المفاهيم المجتمعية التي تنسج ثقافة المخدرات مثل الارتباط العاطفي بإثبات الذات والقدره علي الإبداع والعمل لفترات طويلة وزيادة القدرة الجنسية والمفهوم الخاطيء عن أن بعض المخدرات لا تحدث إدمانا وتكون من أول آليات تحقيق الوقاية تعزيز الشخصية الإيجابية لدي النشيء والشباب وتنمية المهارات والتفكير الإيجابي والتعبير عن الرأي والمشاعر ومواجهة المشاعر السلبية وضغوط الأقران والتواصل واحترام الاختلاف والمشاركة في الأنشطة التطوعية والاجتماعية وممارسة الهوايات وقد تحددت أهداف ومضمون وفلسفة عمل الحملة بعد تحليل متكامل للعينة البحثية الوطنية التي أجريت بشأن هذه القضية ومنها البحث القومي للإدمان الخاص بالأمانة العامة للصحة النفسية وأبحاث صندوق ومجلس مكافحة الإدمان بوزارة الأسرة والسكان الذي يهتم بقضية تعاطي المخدرات بين الشباب في العشوائيات وتعاطي بين شباب الأندية ومراكز الشباب وثقافة المخدرات في المناطق الشعبية وعلاج ثقافة المخدرات في مارينا والساحل الشمالي, والإطلاع علي نتائج حملات إعلامية دولية ناجحة في هذا المجال.