تعطي زيارة الرئيس مبارك لكل من ألمانيا وإيطاليا, دفعة جديدة للعلاقات والتعاون المشترك بين مصر وهذين البلدين الصناعيين الكبيرين بما يعود بالنفع علي الاقتصاد المصري الذي تسعي الحكومة جاهدة منذ سنوات لتحديثه وإزالة كل العقبات التي اعترضت في الماضي الاستثمارات الخارجية فيه, فلكل من ألمانيا وإيطاليا خبرة صناعية كبيرة وتاريخ طويل في التنمية الاقتصادية وتجارب ناجحة وأخري لم تحقق أهدافها كاملة وهو ما يمكن أن تستفيد منه مصر في مساعيها للنهوض بالاقتصاد ورفع مستوي المعيشة للمواطنين واللحاق بالدول المتقدمة بعد البقاء سنوات طويلة ضمن مجموعة الدول النامية. ويأتي افتتاح الرئيس مبارك للأكاديمية المصرية للفنون في روما اليوم بعد تجديدها في إطار الإسهام المتميز لمصر في الحضارة العالمية بحكم حضارتها العريقة كدولة من أقدم دول العالم وأولاها ممارسة لنظام دولة المؤسسات في وقت كانت الفوضي والحياة البدائية هي الأكثر شيوعا في أرجاء العالم. وقد استفادت دول كثيرة من إشعاع الحضارة المصرية في إقامة حضاراتها, خاصة دول الغرب. والأكاديمية المصرية هي أحد رموز الحضارة المصرية التي تذكر الغرب دائما بها. ولا تقل أهمية عن ذلك نتائج مباحثات الرئيس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني حول عملية السلام في الشرق الأوسط, وقضايا متفجرة أخري مثل السودان والعراق والملف النووي الإيراني والمبادرة المصرية لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل, فهذان البلدان يتمتعان بمكانة كبيرة داخل الاتحاد الأوروبي, ولمواقفهما وتأثيرهما في سياسة الاتحاد الذي يعد هو نفسه عاملا مؤثرا إلي جانب الولاياتالمتحدة في مجريات الأحداث في المنطقة, ولابد أن تفهمهما لوجهة نظر مصر بشأن تلك القضايا يمكن أن يساعد في إيجاد حلول أسرع لها.