بورت أوبرينس وكالات الأنباء: تصاعدت حدة الأزمة الانسانية في هايتي المنكوبة بعد زلزال الثلاثاء المدمر, حيث تصاعدت أعمال العنف لليوم الثاني علي التوالي مع تفاقم الشعور باليأس. واقتحم المئات المتاجر في وسط العاصمة بورت أوبرينس. واشتبك اللصوص فيما بينهم بالمدي والمطارق ورشقوا بعضهم البعض بالحجارة, بينما حاولت الشرطة تفريقهم باطلاق النار في الهواء, وقال شهود إن اثنين علي الأقل ممن يشتبه بأنهم لصوص قتلا بالرصاص. وأعلنت السلطات في هايتي أنه تم انتشال70 ألف جثة ودفنها في مقابر جماعية, في حين فرضت الحكومة حالة الطوارئ حتي نهاية يناير الجاري. كما أعلنت الحداد الوطني وتنكيس الاعلام فوق المباني الرسمية لمدة شهر كامل, حتي17 فبراير المقبل. وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من حالة اليأس التي يعيشها آلاف المنكوبين من الزلزال المدمر الذي وقع في هايتي أخيرا, مشيرة الي أن مستشفيات مدينة بورت أوبرينس لم تعد قادرة علي استيعاب الجرحي الذين يتدفقون عليها بلا انقطاع. وفي سياق متصل, تمكن طاقم إعلامي استرالي من إنقاذ طفلة تبلغ من العمر18 شهرا من تحت الانقاض بعد ستة أيام من الزلزال المدمر وكان بجوارها جثة والديها. من جانبه, توقع الجنرال كين كيين قائد القوة الخاصة التي أرسلتها الولاياتالمتحدة الي هايتي أن يرتفع عدد ضحايا الزلزال الي200 ألف قتيل. وعلي صعيد الجهود الدولية, وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرارا استدعي بموجبه جنودا في الاحتياط لمساعدة هايتي بعد الزلزال المدمر الذي ضربها, وشمل القرار خصوصا جنود الاحتياط في الوحدات الطبية للعمل علي متن السفن الاستشفائية, وخفر السواحل لحماية المرافئ. وأوضح البيت الأبيض في بيان أن قرار استدعاء جنود الاحتياط سيتيح للقوات العاملة في هايتي التناوب علي أداء المهام, لا سيما الطواقم العاملة علي متن السفينة الاستشفائية يو أس إن أس كونفورت المتوقع وصولها الي المنطقة بعد غد, وكذلك خفر السواحل المكلفون بحماية المرافئ. وصرح مسئول آخر بالمنظمة بأنه سيجري طلب1250 جنديا اضافيا لمساعدة القوة الموجودة في هايتي, ومن جهته, وصف بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي زار عاصمة هايتي أمس الأول الموقف بأنه إحدي أسوأ الأزمات الانسانية في عقود وحث شعب هايتي علي التحلي بالصبر.