لا تزال أحداث11 سبتمبر تلقي بظلالها علي العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي وهو الأمر الذي تجلي بقوة خلال الأزمة الأخيرة التي تمثلت في تعالي موجات من الاحتجاج من جانب قطاعات من الرأي العام الأمريكي. و ذلك علي بناء مركز إسلامي في مدينة مانهاتن بالقرب من موقع برجي التجارة العالمية بنيويورك وهي الأزمة التي دفعت بأحد القساوسة في ولاية فلوريدا بالدعوة إلي حرق نسخ من القرآن الكريم. الأهرام كان له لقاء مع مارجريت سكوبي سفيرة الولاياتالمتحدة لدي مصر حيث تحدثت عن الأزمات المتجددة التي أسفرت عنها هجمات11 سبتمبر بما في ذلك ما جرته من حروب خاضتها واشنطن علي دول وأنظمة حكم في العالم الإسلامي. إلا أن الأهم هو ما طرحته السفيرة من تصورات لحل تلك الأزمات من خلال عدة وسائل أهمها الحوار والتعاون في مجالات عدة لطي صفحة قديمة وبداية صفحات جديدة وهذا نص الحوار.. * عقب الهجوم علي برجي التجارة العالميين ارتبط اسم الإسلام في أذهان قطاعات من الشعب الأمريكي بالدعوة لمحاربة أصحاب الأديان الأخري.. ما تعليقك؟ { في الواقع أن هجمات11 سبتمبر- وغيرها من هجمات أخري في أنحاء متفرقة من العالم وقف وراءها أناس استخدموا اسم الإسلام لتبرير عملياتهم الإرهابية ولكن يجب أن ننتبه إلي أن الرئيس السابق جورج بوش أكد في أعقاب هذه الهجمات أنها لا علاقة لها بالإسلام, فنحن ندرك أن الإرهاب لا يتحدث بلسان أي ديانة, أمات بالنسبة للرئيس باراك أوباما فإنه أعرب خلال خطابه الشهير من القاهرة في العام الماضي عن رغبة قوية في توطيد العلاقة من جديد مع العالم الإسلامي تقوم علي الاحترام والمصالح المتبادلة والتعاون في مجالات التكنولوجيا والتعليم والثقافة وذلك لإنهاء سوء الفهم الحادث مع العالم الإسلامي. * لكن العديد من الأمريكيين لا يزالون يعارضون تنامي الوجود الإسلامي بالولاياتالمتحدة فكيف يمكن التعامل مع هذه القضية؟ { لا بديل عن الحوار المنطقي وإيصال الحقيقة للعالم ألا وهي كذب هؤلاء الأشخاص الذين يقدمون علي مثل هذه الهجمات بزعمهم وجود صراعات بين قيم الإسلام والقيم الأمريكية وهو الأمر الذي يعد بمثابة صدمة لمئات الآلاف من المسلمين الذين يعيشون في هذه البلاد منذ سنوات عديدة. * علي الرغم من موافقة بلدية مانهاتن علي بناء مسجد بالقرب من موقع سقوط برجي التجارة إلا أن هذا القرار لقي معارضة شديدة من قطاعات كبيرة من المجتمع الأمريكي ورجال الدين المسيحي هناك بماذا تفسرين ذلك؟ { الرئيس أوباما قال أفضل ما لديه في هذا الشأن خلال حفل إفطار دعا إليه مجموعة متميزة من المسلمين الأمريكيين حين أكد حرية العقيدة واحترام الديانات الأخري بالإضافة إلي دعمه100% رغبة أي شخص في إقامة مكان للعبادة علي الأراضي الأمريكية بما يتماشي مع قوانينها الأمريكية وهو ما يضمنه دستورنا. وبالنسبة للأصوات التي علت منددة ببناء المسجد, فهذا أمر متوقع في أي مجتمع من المجتمعات. * بدت وعود الرئيس أوباما في خطابه بالقاهرة إيجابية إلا أن أغلبها لم ينفذ مثل حل القضية الفلسطينية في عام واحد وإغلاق معتقل جوانتانامو..ما تعليقك؟ { لقد تحدث الرئيس أوباما بوضوح عما ينوي القيام به لكنه لم يعد بأنه قادر علي حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي في عام واحد, بل قال إنه سيعمل علي طرح حلول للقضية وأوضح في كثير من الفقرات أن هذه المشاكل ليست في استطاعة الولاياتالمتحدة أن تحلها بمفردها بل يجب علي الآخرين أن يضعوا خلافاتهم التاريخية جانبا وأن يظهروا استعدادا حقيقيا لحل هذه القضايا العالقة. أما بالنسبة لموضوع إغلاق معتقل جوانتانامو فإنه بالفعل تم نقل العديد من المعتقلين منه لكن المشكلة الآن تكمن في وجود بعض المعتقلين الخطيرين لم تسوي أوضاعهم القانونية حتي الآن, لكنني أؤكد أن الرئيس وإدارته ملتزمون بما تعهدوا به بطريقة مسئولة وتتماشي مع القوانين الأمريكية. * كيف تقيمون قرار رئيس وزراء إسرائيل نيتانياهو الأخير بشأن استئناف الأنشطة الاستيطانية بالتعارض مع وبالتزامن مع إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية؟ { موقف واشنطن واضح ولم يتغير بشأن المستوطنات والنشاط الاستيطاني الإسرائيلي من أنهما غير قانونيين وليست لهما شرعية وهو ما يجوب علي الطرفين أن يوفرا مناخا مناسبا من أجل مفاوضات تساعد في الوصول إلي السلام. * كيف تنظرون إلي مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل وجود برنامج نووي ايراني؟ { الشرق الأوسط منطقة معقدة للغاية وقد تحدث الرئيس أوباما في هذا الشأن حين قال إن الولاياتالمتحدة تقر بأحقية إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي ولكن نوايا إيران تشوبها الشكوك ولنتذكر كيف خدعت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم تعطها معلومات كافية وحقيقية حول قدراتها النووية مما أثار شكوك المجتمع الدولي. ولكن دعني أؤكد مجددا أن الحل السلمي لا يزال قائما إلا أن واشنطن لن تنتظر إلي الأبد. ودعني أطمئن الجميع علي أن إيران لم ولن تتمكن من تطوير سلاح نووي. * هل هناك أية ضمانات يمكن أن يقدمها الرئيس أوباما من أجل تسوية عادلة للقضية الفلسطينية؟ { الولاياتالمتحدة لا يمكنها تقديم أية ضمانات لهذه المفاوضات لأنها ثنائية ولكن يمكن أن نوفر المناخ الملائم لإنجاحها من خلال تقديم المقترحات بحلول وسط.