ما أطلق عليه إنفلونزا الماعز ليست إصابته مقصورة علي الماعز, لكنها تصيب أيا من الماشية مثل البقر, والغنم, وحتي الحيوانات الأليفة وتشمل القطط, والكلاب, والتسمية العلمية لها(QFever). أي الحمي مجهولة الهوية, وكان أول ظهور لها في أستراليا, ولم يتم التعرف علي سبب حدوثها إلا في العام التالي عام1938, حيث تم عزل الميكروب الذي يسبب المرض, وأطلق عليه اسم كوكسييلا برنيتيCoxieelaburnetii, واستمرت تسميتها بالمجهولة. ويختلف هذا الميكروب عن ميكروب الريكتسيا, وتنتقل هذه الحمي للإنسان عن طريق استنشاق هواء ملوث بهذا الميكروب, كما تنتقل عن طريق لبن الحيوانات المصابة وجميع إفرازاتها من بول وروث, وإفرازاتها المهبلية, وحيواناتها المنوية, ومدة الحضانة, أي الفترة بين الإصابة وظهور المرض, تتراوح بين أسبوع وأسبوعين, وقد تمتد إلي40 يوما, ويعتبر هذا الميكروب من أشد الأنواع المسببة للحمي, حيث إن ميكروبا واحدا منه قد يؤدي إلي المرض. وتشبه أعراضه أعراض الإنفلونزا العادية من حمي, وضعف عام, وعرق غزير, وصداع, وآلام بالعضلات والمفاصل, وفقد للشهية, ومضاعفات في الجهاز التنفسي قد تصل إلي الالتهاب الرئوي. وأيضا إصابة الجهاز الهضمي التي قد تصل إلي الكبد, وتكمن الخطورة في هذه المضاعفات ما لم تعالج فورا بالمضادات الحيوية وهي كثيرة وناجحة مثل التتراسيكلين, أو الكلورامفينيكول وغيرهما. وعندما ظهر المرض في هولندا بين الحيوانات تخصلوا من أربعة وثلاثين ألف رأس من إناث الماعز الحوامل, وكذا ألف ومائتان من ذكور الماعز, وأذكر ذلك للذين اعترضوا علي التخلص من الخنازير للوقاية من إنفلونزا الخنازير(H1N1). ومن أساليب الوقاية من الحمي المجهولة التركيز علي التثقيف الصحي للجماهير, والتخلص من نتاج ولادة هذه الحيوانات, والمشيمة بالوسائل الصحية, والحد من التعرض لأماكن تربية الماشية, والمعامل التي تتعامل مع هذه الميكروبات, مع تعقيم أدوات المعامل وملابس العاملين, واستخدام التطعيمات للمخالطين للماشية والعاملين بالمعامل, وإجراء اختبار دوري للماشية بالوسائل المعملية. كما يجب التأكد من استخدام اللبن المبستر أو غلي اللبن جيدا قبل شربه, وقبل تصنيعه لمنتجات الألبان, كما نشير إلي أن هذا الميكروب هو ضمن الميكروبات التي تستخدم في الحروب البيولوجية, ونحمد الله أن أجهزة الرقابة لدينا تقوم بواجبها, فمازلنا في مأمن. د. محمد عمرو حسين