جنوب سيناء من هاني الأسمر: الاسلام دين التسامح حيث شرع المولي عز وجل في كتابه الحكيم حرية العبادات واحترام جميع العقائد السماوية وهناك ظاهرة فريدة من نوعها الجامع الفاطمي داخل سانت كاترين.. علامة بارزة لتسامح الأديان جنوبسيناء من هاني الأسمر: الاسلام دين التسامح حيث شرع المولي عز وجل في كتابه الحكيم حرية العبادات واحترام جميع العقائد السماوية وهناك ظاهرة فريدة من نوعها ربما لم تحدث في أي مكان بالعالم سوي مصر نظر اليها مؤرخو الغرب بشيء من الدهشة والاستغراب حيث سجلوها في كتاباتهم وهي وجود جامع أثري داخل دير مسيحي بمحافظة جنوبسيناء وهو الجامع الفاطمي والمقام داخل دير سانت كاترين, مما يؤكد روح التسامح بين المسلمين والمسيحيين ويعد علامة بارزة لتسامح الأديان, فحرية العبادات في مصر مكفولة للجميع دون قيد أو شرط ووجود هذا الجامع دليل قاطع لا يقبل الشك في ذلك. وعن هذا الجامع أكد الاثري عبدالرحيم ريحان مدير منطقة آثار نويبع أن هناك العديد من مؤرخي الغرب قد زاروا دير سانت كاترين ومن شدة انبهارهم بهذا الجامع نسجوا روايات خرافية ليقللوا من شأن هذا التسامح والدليل علي ذلك أن الجامع لم يقم اساسا في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي بل بني في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله في500 هجرية 1106 ميلادية والدليل الأثري الأول هو وجود كرسي شمعدان مصنوع من الخشب داخل الجامع مدون عليه نص كتابي من عهد الانشاء يضم اسم منشيء الجامع وهو إبي المنصور أنوشتكين الامري نسبة الي الخليفة الأمر باحكام الله الذي بني هذا الجامع وثلاثة جوامع أخري أحدهم فوق جبل موسي والآخران بقرية وادي فيران التابعة لمدينة أبورديس وقد كشفت عنهم الحفائر بسيناء ومن داخل دير سانت كاترين ومن خارجه تظهر مئذنة الجامع وكأنها تعانق برج كنيسة الدير في لوحة فنية تدل علي تسامح الأديان وحرية العبادات واحترام العقائد. أما الدليل الاثري الثاني فهو وجود نص أخر محفور علي واجهه منبر الجامع بالخط الكوفي يؤكد ان بناء الجامع كان في عهد الامر باحكام الله حيث أن وجود اسمه بهذا النص وتاريخ الانشاء واسم منشيء هذا المنبر المخصص للجامع وهو الأفضل بن بدر الجمالي عام500 هجرية. وقد بني الجامع داخل الدير ثمرة من العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين حيث بلغت ذروتها خلال العصر الفاطمي ليؤدي فيه قبائل سيناء الصلاة من القائمين علي خدمة الدير ابناء قبيلة الجبالية نسبة الي جبل موسي وكذلك القبائل خارج الدير. كما أن حب الفاطميين لإنشاء المساجد في الاماكن المباركة والمقدسة دفعهم لإنشاء هذا الجامع بمنطقة الوادي المقدس الذي كان يمر به الحجاج المسلمون في طريقهم خلال رحلتهم الي مكةالمكرمة لآداء مناسك العمرة والحة وتركوا كتابات تذكارية عديدة مازالت موجودة علي محراب الجامع الي الان. وأوضح ريحان أن الجامع يقع في الجزء الشمالي الغربي داخل الدير ويواجه الكنيسه الرئيسية حيث تتعانق مئذنته مع برج الكنيسة.