بعد قضية سرقة بعض الاجزاء التاريخية من مسجد الحلوجي بالاسكندرية منذ عدة أشهر.. تعود من جديد مافيا سرقة المساجد الاثرية بحجة الترميم للظهور في مساجد الاسكندرية. مستغلة التخبط الدائر بين وزارة الثقافة والاوقاف وتهميش دور لجنة المحافظة علي تراث الاسكندرية حول ما هو اثر تاريخي أو تراث معماري.. فالاثر محرم الاقتراب منه اما التراث المعماري فيجوز التهليب منه ولا حرمانية فيه.. فتوي استغلها بعض الاشخاص ليحللوا بها استباحة آثار الاسكندرية الاسلامية فمنهم من بدأ بازالة الاضرحة وتهريب الرخام الخاص بها ومنهم من اقتصرها علي الاعمدة الرخامية في بعض المساجد ومنهم من استخدمها في نهب وحدات الاضاءة من مشكاوات وقناديل ونجف يرجع تاريخه الي اكثر من مائة وخمسين عاما ومنهم من استغل مواسم التجديد والترميم فأخذ المنبر كاملا. وسط صمت الجميع من جديد عادت الي الاسكندرية سرقة مقتنيات المساجد التاريخية بحجة الترميم بعد اشهر قليلة من سرقة بعض مفردات جامع الحلوجي والضريح الاثري, كما يقول الدكتور محمد عوض استاذ العمارة بجامعة الاسكندرية ورئيس لجنة الحفاظ علي تراث الاسكندرية.. واضاف أن من ابرز هذه السرقات والتعديات علي هذه المساجد هو جامع الأرضي, ومسجد سيدي بشر ومسجد ميير.. فمن جامع الأرضي تمت سرقة منبر اثري مزخرف عليه باللغة التركية كما تمت سرقة مجموعة من الاعمدة الرخامية ذات القيمة التاريخية من مساجد أخري بالاضافة الي اختفاء العديد من وحدات الاضاءة والمشكاوات والنجف من تلك المساجد وتمت ازالة الاضرحة من بعض المساجد وتهريب الرخام الخاص بها بالاضافة الي اختفاء اللوحات التأسيسية لهذه المساجد.. كل هذه المخالفات تمت من بعض الهيئات مثل الاوقاف والمحليات دون الرجوع الي الجهات المختصة واستصدار التراخيص اللازمة لذلك. فمسجد الأرضي الذي تدعي الأوقاف انه مجرد تراث معماري يرجع تاريخ انشائه الي النصف الأول من القرن التاسع عشر وهو يمثل قيمة دينية ورمزية و المبني يمثل الحقبة التاريخية للاسكندرية في العصر العثماني المبني ذو طابع معماري فريد لكونه مبنيا من دور أرضي مغايرا في ذلك معظم مساجد نفس الفترة والتي عادة تبني في دور أول فوق دور من المحلات. فمسقطه الافقي ذو فراغ واسع مكون من أربع بواكي وهذا من الأمثلة القليلة في مساجد الاسكندرية القديمة ويضم المبني عناصر ومفردات معمارية أصيلة علي سبيل المثال الأسقف الخشبية الأصيلة الشخشيخة والنص التأسيسي المكتوب باللغة التركية علي يمين باب المسجد والمنبر الأصلي والذي كان يضم نصا تأسيسيا باللغة التركية بالاضافة الي الاعمدة الرخامية الأصيلة والعقود نصف الدائرية الأصيلة المميزة لطابع المساجد الاسكندرية في العصر العثماني وهي كلها عناصر مهددة بالضياع نتيجة عدم اشراف لجنة حماية اثار الاسكندرية عليها وعدم ابلاغنا كجهة مسئولة عن حماية اثار الاسكندرية للمشاركة والاشراف علي تلك العمليات. اما مسجد ميير فيرجع تاريخ انشائه إلي النصف الثاني من القرن التاسع عشر وهو يمثل قيمة دينية من العصر العثماني ويعد مثالا للتصميم المعماري لمساجد الإسكندرية المعلقة ذات الثلاث بواكي وذات التفاصيل المعمارية العالية القيمة بالإضافة إلي أن المسجد يمثل مجموعة معمارية فريدة حيث لا يحتوي فقط علي مسجد وإنما يضم كتابا لتحفيظ القرآن. مسقطه الأفقي ذو فراغ واسع بالرغم من أنه يحتوي علي ثلاث بواكي فقط. يضم المبني عناصر ومفردات معمارية أصيلة علي سبيل المثال الأسقف الخشبية الأصيلة للمسجد التي بني بها من حوالي200 عام والشخشيخة الأصيلة لم يتم العبث بها حتي الان ولكن يمكن أن تدمر بفعل الترميم المنبر الأصلي من الخشب الخرط. الأعمدة الرخامية الأصيلة. العقود نصف الدائرية الأصيلة المميزة لطابع المساجد السكندرية في العصر العثماني باب بيت الصلاة من الخشب الأصيل. ويضيف أن هذه كلها اجزاء مهددة بالاختفاء في ظل عدم اشراف اللجنة الفنية للحفاظ علي اثار الاسكندرية عليها لان من يقوم بعملية الترميم هي المحليات والاوقاف في ظل ضعف الرقابة من وزارة الثقافة علي ترميم تلك المساجد. وينبه المعماري محمد عوض الي ان هناك العديد من المساجد الاخري في الاسكندرية التي بها اضرحة وقطع أثرية تتعدي42 مسجدا مهددة باعمال النهب والسرقة والتدمير لمحتوياتها الاثرية بحجة الترميم, في ظل غياب الرقابة من وزارة الثقافة وعدم ابلاغ لجنة الحفاظ علي تراث الاسكندرية حيث تتعلل وزارة الثقافة بأن تلك المباني غير مسجلة كآثار وهي كارثة بمعني الكلمة, فكيف لمبان ومساجد وحمامات اثرية ترجع الي العصر العثماني لا تدون كآثار وتترك للسلب والنهب تماما مثلما حدث في مبني حمام الذهب والذي يرجع الي العصر المملوكي وكأن وزارة الثقافة لا تعلم عنه شيئا لأنها غير مسجلة لديها الا حينما اثرنا قضيته ليتم حمايته قبل هدمه من قبل الافراد او الشركة التي قامت بشرائه. قطع متهالكة كلام الدكتور محمد عوض غاية في الخطورة لأنه يتحدث عن تاريخ الاسكندرية الاسلامي الذي أوشك علي الاختفاء بحجة الترميم ولأنه يتم التعامل معه علي أنه مجرد خردة يجب التخلص منها ليظهر الجديد بنفس الاسم. الشيخ محمد أبوحطب وكيل وزارة الأوقاف بالاسكندرية يرد تقابلت شخصيا مع الدكتور محمد عوض وأخبرته انه لا توجد سرقات.. وهذه المساجد غير مسجلة في هيئة الآثار كاثار وان القطع التي يتحدث عنها قطع متهالكة لا تصلح للاستخدام.. وأنه يجب أن يفرق بين ما هو أثري وما هو تراث معماري.. فالاثار دي مصيبة لا يمكن لأحد ان يقترب منها.. والا تعرض للسجن.. وان في حالة المساجد فهذا حديث مختلف لانك تتحدث عن شيء تراثي وليس أثريا. واضاف الشيخ محمد أبوحطب اننا نسلم المساجد الي هيئة الآثار بسركي مكتوب ومدون فيه كل مفردات المسجد وهو ما يعرف بدفتر العهدة ونستلمه منهم ايضا بنفس الطريقة واي فقد او تلف تكون مسئولية هيئة الآثار وليس وزارة الأوقاف. بلاغ للداخلية اما الشيخ عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية فيستنكر تلك الهجمة علي الاضرحة الموجودة في الاسكندرية والتي تعد نحو42 ضريحا ويقول: هناك هجمة مقصودة علي المساجد الاثرية والاضرحة بحجة الترميم الذي غالبا ما يقف بعد هدم الضريح خاصة في الاماكن الشعبية في الاسكندرية وبعض مناطق القاهرة علي الرغم من ان هذه الاضرحة محمية بقوة القانون رقم118 وسوف نقوم باتخاذ اللازم بتحرير محاضر في اقسام الشرطة التي تقع تلك المساجد في نطاقها وكذلك ستقوم المشيخة بابلاغ وزارة الداخلية ووزارة الاوقاف لوقف التعديات علي الاضرحة لان هذا بغض النظر عن القيمة الاثرية يعتبر تعديا علي حرمة الموتي ويجب التصدي له.. ونحن كمشيخة الطرق الصوفية ندين تلك التعديات التي تحدث علي المساجد الاثرية في الاسكندرية ونطالب بفتح تحقيق واسع في تلك الاثار الاسلامية التي تعد شاهدا علي عبقرية العمارة والمعمار الاسلامي في مصر.