أثار قرار محكمة العدل الدولية بشأن شرعية تبني إقليم كوسوفو, إعلان الاستقلال عام2008 الكثير من ردود الأفعال الدولية, خاصة أن العديد من وسائل الإعلام العالمية تناولت الموضوع بشكل قد يتسبب في الكثير من اللبس. ويقول ديان فاسلفيتش سفير جمهورية الصرب بالقاهرة, إنه يجب توضيح معني أو نتيجة قرار محكمة العدل الدولية, والذي جاء في نحو44 صفحة تنتهي الي اعطاء الأحقية لإقليم كوسوفو لتبني إعلان للاستقلال, إلا أن ذلك لا يعني علي الاطلاق الاعتراف بأحقية الإقليم في الاستقلال, حيث تناولت محكمة العدل الدولية في تقريرها أمرا تقنيا أو فنيا فقط متعلقا بتبني كوسوفو لإعلان الاستقلال, أي مجرد حقها في تبني هذا الاعلان وليس أمر الاستقلال نفسه, وأعرب عن أسفه من أن محكمة العدل الدولية اكتفت بذلك ولم تبحث أمر استقلال كوسوفو عن جمهورية صربيا, وهو الأمر المهم الذي يجب أن تبذل كل الجهود الدولية لحله والانتهاء منه حيث ترفض صربيا أن تظل هذه القضية أزمة مجمدة أو معلقة دون حل واضح. وأكد سفير صربيا أن بلاده تعتزم خلال الفترة المقبلة اللجوء الي الجمعية العامة للأمم المتحدة, حيث ستعقد جلستها المقبلة في شهر سبتمبر المقبل, لطلب بحث القضية والوصول لحل سلمي, حيث إن قرار محكمة العدل الدولية ما هو إلا رأي استشاري يتم رفعه الي الجمعية العامة للأمم المتحدة دون التزام, والقرار المكون من44 صفحة تضمن بالفعل أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم1244 الصادر عام1999 باحترام القانون الدولي وعدم أحقية أي جانب منفرد بإعلان استقلاله عن أي دولة. وأضاف أن إعلان إقليم كوسوفو الاستقلال عن جمهورية صربيا التي تعتبر الوريث الشرعي لجمهورية يوجوسلافيا السابقة, لم يكن أمرا قانونيا حيث أنه لا يتماشي مع أي من القوانين الدولية, وبالرغم من إعلان صربيا التزامها باتباع كل الطرق السلمية والدبلوماسية لحل هذه الأزمة, فإنها لن تقبل إطلاقا باستقلال إقليم كوسوفو عن أراضيها, خاصة أن هذا الإقليم كان قد شهد قيام أول كيان للدولة في القرن ال12. وأكد فاسلفيتش ثقة بلاده في احترام المجتمع الدولي للقوانين الدولية, وحرص جميع الدول علي حل الأزمة بالطرق الشرعية, حتي لا يؤدي الأمر الي حدوث فوضي في جميع أنحاء العالم وتشجيع أي جهة انفصالية لإعلان استقلاليتها عن أي دولة, وهو الأمر الذي حتما سيؤدي الي حدوث فوضي عارمة علي مستوي العالم. وقال إنه خلال الفترة المقبلة سيقوم بوريس تانتش رئيس صربيا بإرسال رسالة خاصة ل55 دولة منها مصر يوضح فيها الخطوات التي ستتخذها جمهورية صربيا خلال الفترة المقبلة والتي يجب دعمها من أجل الحفاظ علي القانون الدولي والشرعية الدولية. وأشاد في هذا الصدد بموقف مصر من هذا النزاع, حيث لم تعترف مصر أبدا بشرعية تبني كوسوفو لإعلان من جهتها بالاستقلال, وطالبت مصر أكثر من مرة بضرورة احترام القانون الدولي وأحقية جمهورية صربيا في الحفاظ علي كيانها ووحدتها.