اثناء متابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم وتحديدا مباشرة قبل نقل المباراة الشهيرة بين المانيا واورجواي والتي جرت للفوز بالترتيب الثالث, اجرت كاميرات احدي الفضائيات العالمية احاديث والتقطت صورا لعدد من مواطني ومواطنات الجمهور الالماني. كان الجميع متحمسا للمنتخب الالماني, بالطبع قولا ومظهرا وفعلا ارتدوا التي شيرت ولونوا وجوههم ووضعوا القبعات علي رؤوسهم ورفعوا الاعلام الالمانية علي متاجرهم وعلي منازلهم ثم استمروا يتحدثون عن بول الاخطبوط العجيب. الذي لفت نظري كان احد الاحاديث مع احد المواطنين الالمان, كان هذا المواطن رافعا علم المانيا من أعلي البناية التي يعيش فيها حتي طابقها السفلي وكانت البناية من اربعة ادوار وبالتالي كان العلم يمر بنوافذ الادوار الاربع, علي كل نافذة يمر عليها العلم الالماني لصق المواطن الذي يحاوره المراسل, علما صغرا احمر اللون عليه الهلال الابيض بنجومه, علم تركيا. وفي سياق الحديث قال المواطن انه الماني من اصل تركي وانه جاء إلي المانيا مهاجرا وباحثا عن العمل, وكان يخطط للعودة إلي تركيا بعد ان يدخر بعض المال, ولكنه حول هجرته المؤقتة إلي هجرة دائمة ثم استوطن البلد الأوروبي الكبير وحصل علي جنسيته. وعندما سأله المراسل عن سر حماسه الشديد هذا للفريق الالماني اجاب المواطن الفريق الالماني هو الفريق الأوروبي الذي يمثل وطنه بالفعل لانه أكثر الفرق الأوروبية تنوعا وتمثيلا للاعراق وللاديان المكونة للشعب الالماني الآن, دون ان يشتري هذا الفريق اي لاعب من لاعبيه او يستورده من خارج حدوده. سأل المراسل عن سبب وضع العلم التركي بجانب العلم الالماني, اجاب المواطن انا من جذور تركية واردت ان يعرف الجميع ان الاقلية التركية تشارك كل الالمان مشاعرهم الوطنية لانها الآن المانية. اثناء المباراة تردد اسمان مسلمان ضمن الفريق الالماني, وكانت المصادفة انهما احرزا اهدافا فتذكرت الفريق الفرنسي عندما كان يضم زين الدين زيدان. تستفيد أوروبا من التنوع العرقي والديني الحادث الآن في مجتمعها, تضم عناصر متعصبة فاشية ولكنها تضم كذلك عناصر اخري ديمقراطية. اتصور ان العناصر الديمقراطية تكتسب ارضا جديدة كل يوم.