رسالة إثيوبيا من: عادل شفيق علامة فارقة في تاريخ العلاقات المصرية الاثيوبية, هكذا كان تعليق معظم اعضاء وفد جمعية رجال الاعمال المصريين بعد الزيارة المهمة التي قام بها الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الي اثيوبيا ورافقه فيها وزراء التجارة والصناعة والتعاون الدولي والكهرباء والزراعة والصحة بجانب وفد كبير من رجال الاعمال يمثلون معظم القطاعات الاقتصادية في مصر, كما ضم الوفد البنوك المصرية الكبري وشركات المقاولات وشركات مصرية معروفة. بداية قد يكون من وجهة نظر رجال الاعمال ان اهم انجاز هو انشاء مجلس اعمال مصري اثيوبي وهو ما عبر عنه المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين وايضا تأكيده ان الاستثمارات المصرية تكون في معظمها استثمارات مشتركة وبالتالي تسهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة للجانب الاثيوبي, وقال السيد مصطفي الاحول وهو من رواد العمل الافريقي منذ اكثر من عقدين من الزمن ان الزيارة اكتسبت اهمية خاصة من وضعها آلية للتوجيه متمثلة في تكوين الشركة الافريقية للتنمية والاستثمار وتشكيل مجلس الاعمال المصري الافريقي وتشكيل اللجنة التأسيسية للشركة ليمثل جميع القطاعات الاقتصادية واهمها التجارة والصناعة وتمت تغطية نحو80% من رأس مالها وتركت النسبة الباقية لدخول شركات المقاولات والادوية والسياحة, وقال انه تم خلال الزيارة طرح المبادرات التي قام بها بعض اعضاء الجمعية ومنها انشاء اول شركة زراعية باسم' جناين' وشركة متخصصة في الانتاج الحيواني علي مساحة500 هكتار(1200) فدان وايضا تجربة لشركة طبية قامت بعلاج الملاريا في منطقة تعداد سكانها نصف مليون نسمة, وايضا قيام مكتب استشاري مصري متخصص في مشروعات الطاقة الكهربية من المساقط المائية بفتح فرع له في اثيوبيا, حيث تتميز اثيوبيا بأكبر نسبة انحدار للمساقط المائية مما يجعلها مؤهلة لإنتاج حاجاتها من الكهرباء وتصدير الفائض لكينيا والسودان وهو ما يحتاج الي استثمارات ضخمة لانتاج ونقل الكهرباء. وقد يكون من المهم استعراض بعض التجارب العملية في الاستثمار المصري في اثيوبيا ومنها المشروع الذي قام الدكتور نظيف بوضع حجر الاساس له في منطقة بحر دار وهي منطقة منابع النيل قرب بحيرة تانا لانتاج مواسير الري, حيث يقول السيد ايمن عيسي رئيس الجانب المصري في مجلس الاعمال المصري الاثيوبي ان بداية عمله في اثيوبيا كانت بدعم من وزارة الري المصرية لتوريد وتصنيع مواسير وانابيب الري في اثيوبيا في احد المشروعات المهمة بها, وكان هناك تخوف من العمل في اثيوبيا ولكن ضمان الوزارة كانت البداية ولكن بعد فترة اصبحنا لا نحتاج الي دعم من مصر وزادت استثماراتنا ثماني مرات خلال فترة6 سنوات فقط مما يعطي فكرة عن مدي الربحية التي حققناها والتشجيع الذي لاقيناه من الحكومة الاثيوبية. وكانت التجربة اللافتة للنظر ان يقول هاني قسيس احد اعضاء وفد جمعية رجال الاعمال المصريين المرافقة للدكتور احمد نظيف انه قام بعمل مسح للأسواق في اثيوبيا للمنتجات المماثلة لمنتجاته للتعرف علي اشكال المنافسة ووجد ان منتجاته موجودة في اسواق اثيوبيا ولكن عن طريق فرنسا وهو ما يعني وجود فرصة للدخول في اسواقها بقوة, ولكن المشكلة تتركز في النقل, حيث انها تمثل تقريبا عشرة امثال تكلفة النقل من مصر لاوروبا, وفي النهاية كان واضحا ان الفرصة موجودة بقوة امام التجارة والاستثمار خاصة ان مصر تتميز بأنها تبحث عن الاستثمار المشترك بدلا من ملكيتها للمشروعات بالكامل مما يعني نقل التكنولوجيا والمعرفة للجانب الاثيوبي واشتراكه في الارباح.