قديما قالوا الابناء عزوة ولمة العيال حواليك بالدنيا صحيح أن الزيادة في عدد الابناء قد تكون فرحة اجتماعية وبركة وقوة بشرط تشبع الأولاد بحنان الوالدين وسعيهم لتوظيف طاقات ابنائهم للأفضل والأحسن. ولكن هل هذه قاعدة ثابتة تسري علي الجميع؟ وهل كتر العيال سند حقيقي في خريف العمر وعند الشدة؟ فعندما ينعم الله علي الاسرة الصغيرة بالطفل تتوالي عبارات ربنا يفرحكم بالثاني وعقبال ماتخاووه واذا حدث المطلوب, تبدأ الاسرة في سماع عبارات من نوع آخر مثل العيال عزوة ويشتد بهم الظهر عند الكبر. ومن حق الوالدين المذكورة طاعتهم وبرهم في القرآن بعد تعب السنين ان يجدوا ابناءهم وفلذات أكبادهم حولهم في الشدة ولكن ليست هذه القاعدة. فدور المسنين تمتليء بآباء وأمهات قد يكون لهم أبناء يتعدي عددهم اصابع اليد الواحدة لكنهم لا يجدون احدا منهم. ناهيك عن الخلافات المريرة التي قد تنشأ بعد وفاة احد الآباء أو كليهما علي الميراث. وكثيرا ما نجد هؤلاء الابناء العزوة يفضحون أهلهم عندما يكبرون وينحرفون لان اباهم حرمهم من التعليم ومن المال بسبب دخله الذي كان اقل مما يحتاجه لاعالة ابنائه. وعلي النقيض. تجد الابن الوحيد أو البنت الوحيدة لاسرة صغيرة والمفترض انهم مدللون ولا يعتمد عليهم, يسلكون حياة جادة ويظلون الي جانب والديهم في كل الأزمات وكل المناسبات من الصغر وحتي الكبر وتجدهم في هذه الظروف بمفردهم بميت راجل وست مع بعض وإذا طلب منهم الآباء ما يصعب علي القيام به آخرون, تجدهم قادرين علي تحمل المسئولية في أصعب الظروف دون شكوي باعتبار انه ليس لديهم في الدنيا أي قيمة إلا في وجود آبائهم وأمهاتهم. هكذا بكل بساطة هي الحكاية بالنسبة لهم. وهكذا هي الفكرة التي ادعوكم للتأمل فيها. لان العبرة ليست بالعدد بل بالتربية السليمة والقيمة الاخلاقية والدينية والثقافية التي يتمتع بها الشخص وتدفعه الي التصرف المناسب في الوقت المناسب. فهل مازلتم ترون ان كتر العيال عزوة وسند؟