بيروت من إيمان عراقي: من المتوقع أن تشهد العلاقات الاقتصادية المصرية اللبنانية تطورا كبيرا خلال الفترة المقبلة, خاصة بعد زيارة الدكتورأحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء للبنان أخيرا. حيث بحث خلال لقائه مع المسئولين اللبنانيين تفعيل العلاقات الاقتصادية واستثمار الفرص الحقيقية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين, التي لا يتعدي500 مليون دولار ولايزال أقل مما يجب أن يكون عليه, وحرصا علي مضاعفة هذا الرقم اتفق د. نظيف مع سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني علي تحقيق هدف مهم خلال المرحلة المقبلة وهو الوصول بحجم التبادل الي ملياري دولار خلال السنوات القليلة المقبلة, وذلك من خلال فتح الأسواق بين البلدين وزيادة الاستثمارات المصرية في لبنان واللبنانية في مصر. وعلي الصعيد السياسي, أكد نظيف خلال زيارته للبنان, أن مصر تضع دائما كل امكاناتها كشقيقة كبري للدول العربية جميعا للمساعدة في أي جهد مطلوب لتحقيق توافق بين الفصائل المختلفة دون التدخل بشكل مباشر في الشئون الداخلية, سواء للبنان أو أي دولة أخري, خاصة أن لبنان تعيش حاليا حالة من الاستقرار السياسي بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري التي تضم عناصر سياسية مختلفة ترضي جميع الطوائف. وتأتي الاستثمارات العقارية في كلا البلدين علي رأس قائمة الاستثمارات المقترحة بين البلدين, خلال المرحلة الحالية, حيث أشاد الخبراء العقاريون اللبنانيون بسوق العقارات المصرية ومناخ الاستثمار بوجه عام وما يوفره من مزايا ومحفزات للمستثمرين المصريين والأجانب علي حد سواء, خاصة في مجال الاستثمار العقاري الذي حقق معدل نمو ايجابي بلغ14,7% خلال الربع الثالث من العام الحالي وهو أعلي من متوسط معدل النمو العام الذي بلغ5,1%. وأكد الخبراء اللبنانيون, أن سوق العقارات المصرية مصدر جذب للكثير من المستثمرين لأنه بحاجة دائما للمزيد لسد الفجوة بين حجم الطلب علي العقارات والمعروض, التي تتعدي المليوني وحدة سنويا. وخلال جولة بمدينة بيروت بلبنان للاطلاع علي حركة التطوير العمراني والعقاري الذي تشهده وسط المدينة حاليا والتي نجحت في إزالة آثار الدمار الناجم عن الحروب المتتالية علي منطقة وسط المدينة الجميلة وتحويلها الي مركز سكني وتجاري حضاري, أكد منير حمودي المدير التنفيذي لشركة سولدير العالمية, أن الشركة اختارت مصر للمشاركة في بعض المشروعات العقارية والتجارية لعدة أسباب, أهمها تشابه خصائص السوق المصرية مع السوق اللبنانية, أيضا كثرة الطلب المحلي علي العقارات حيث إن هناك دائما فجوة بين المعروض والمطلوب وكذلك حالة الاستقرار الأمني والسياسي التي تشهدها السوق المصرية والمزايا العديدة التي تمنحها الدولة للمستثمرين, خاصة في المدن الجديدة سواء للمصريين أو غيرهم. وأوضح أنه تم الاتفاق بين كل من شركة سولدير العالمية واحدي الشركات المصرية الكبري العاملة في مجال الاستثمار العقاري سوديك, علي بناء مدينتين أحدهما بمنطقة الشيخ زايد بمدينة6 اكتوبر والثانية بالقطامية بالقاهرةالجديدة, ويهدف المشروعان الي إنشاء وسط مدينة جديد كبديل لوسط القاهرة المكدس بالمواطنين والمصالح الحكومية والخدمية والتجارية, حيث تتضمن المدن الجديدة السكن والمكاتب والمحلات التجارية ومراكز التسوق والترفيه, بالإضافة الي الساحات العامة والحدائق وفقا للتنظيم المديني المستدام ومعايير البيئة الجديدة وأهمها توافر المساحات الخضراء والمحافظة علي الطاقة وهذا بالفعل ما يتم تنفيذه عند إعادة إعمار وسط بيروت, أيضا توفير كل الأماكن الخدمية لسكان هذه المدن الجديدة. وأضاف حمودي أن حجم الاستثمارات في المشروعين يصل الي25 مليار جنيه والمدة الزمنية للانتهاء منه تتراوح بين5 و8 سنوات وتوفر أكثر من46 ألف فرصة عمل دائمة و42 ألف فرصة مؤقتة لأعمال الانشاء. وأوضح نبيل راشد المسئول الإعلامي لشركة سولدير بيروت, أنه تم انجاز أكثر من25% من مشروع تطوير وسط مدينة بيروت والذي بدأ منذ عام1995 ومن المقرر أن ينتهي عام2025 ويهدف المشروع الي إعادة وسط بيروت لمنطقة حيوية متعددة الأنشطة مثل ما كانت عليه في الماضي, والحفاظ علي تراثها المعماري والأثري وتزويد المنطقة ببنية أساسية متطورة. وأشار الي أن مدينة بيروت سبق تدميرها سبع مرات منذ عصر الفينيقيين وأعيد بناؤها سبع مرات سابقة, وهذه المرة نسعي للحفاظ علي التواصل بين تاريخها ومستقبلها حيث تم اكتشاف أربع مناطق أثرية في أثناء إعادة الإعمار نقوم الآن بعمليات الترميم الخاصة بها, كما راعت الشركة في أثناء إعادة بناء وسط بيروت عمل حماية للشواطيء لحماية المدينة في المستقبل ضد تسونامي لأنه في عام551 حدث زلزال كبير دمر معظم لبنان. ومن جانبه, أكد أحمد الدمرداش بدراوي مدير تنمية الأعمال بشركة السادس من اكتوبر للتنمية العقارية, أن المشروعين اللذين سيتم بناؤهما بالشيخ زايد والقطامية بالتعاون مع شركة سولدير يعتبر كل مشروع منهما مركزا حضاريا مستقلا وقد تم تصميمه ليتضمن عددا أكبر من الأحياء وليصبح مركزا يضم كلا من السكان والزائرين علي حد سواء, وقد تم وضع استثمارات للمشروعين تبلغ قيمتها25 مليار جنيه وقد روعي عمل الدراسات المتوافقة مع البيئة فيما يخص إدارة الموارد المائية وحركة الرياح ووسائل الطاقة المتجددة للمنازل وذلك للحد من التلوث والانبعاث الحراري الذي يعاني منه العالم حاليا.