أعود اليوم للكتابة مرة أخري في قضية الدراما التاريخية ولا أتردد في الكتابة عنها مرة ثالثة ورابعة دون كلل أو ملل, لإيماني الراسخ بأهميتها في دعم الترابط العربي. وتذكير الأجيال العربية المتعاقبة بتاريخ أمتهم العربية والإسلامية وقوتها وتضامنها كخير أمة أخرجت للناس, وسأستمر في الكتابة حتي تتغير نظرة القائمين علي الإنتاج الدرامي التليفزيوني عن كتابها باعتبارهم كتابا من الدرجة الثانية, كما جاء في الحوار الساخن والصريح الذي قدمته قناة النيل للدراما الشهر الماضي, واستضافت فيه عددا من كبار الكتاب والمخرجين والنجوم المتخصصين في هذا المجال, الذين أوضحوا التعامل غير اللائق الذي تلقاه أعمالهم بوضعها في ذيل الخريطة الرمضانية في الثالثة والنصف ظهرا في أثناء عودة الموظفين الي بيوتهم وهم في شدة الارهاق أو قرب مدفع الإمساك واستعداد الناس للسحور وانتظار صلاة الفجر, ويعلل بعض المسئولين بأن ذلك له أسباب, منها تلبية رغبات المعلنين الذين يصرون علي أن تكون اعلاناتهم داخل المسلسل الاجتماعي أو الكوميدي وليس التاريخي أو الديني, وهي نظرة أثبت ضيوف البرنامج خطأها. وقد أحدث مقالنا قبل السابق الدراما التاريخية جسر التواصل العربي, ردود فعل واسعة في الأوساط الثقافية وأساتذة التاريخ والعلماء وكبار رجال الدين, وكذلك المتخصصون في هذه النوعية من الكتابة نختار من بينها رسالة مهمة بعث بها إلينا أحد كبار هؤلاء الكتاب د. بهاء الدين إبراهيم صاحب الأعمال التاريخية والدينية الرائدة التي جمعت حولها ملايين المشاهدين في مصر والوطن العربي, ومنها أبوحنيفة النعمان وعصر الأئمة وابن حزم وعقبة بن نافع والشعراوي أمير الدعاة وغيرها يقول فيها: السيد الكاتب الصحفي والشاعر.. أشكركم علي اهتمامكم بالدراما التاريخية وجهودكم الإعلامية والثقافية المخلصة, ومحاولاتكم الدءوبة من أجل انتشالها من الاهمال والافتعال الذي تلقاه سواء في العملية الإنتاجية أو العرض علي الشاشة برغم ما تنفرد به هذه الدراما من خصائص وميزات, أولاها القيمة الفنية العالية, فالدراما نعلم أساسها الصدق الذي يقنع المتلقي ويجعله يتمسك بها, وليس أصدق من الدراما التاريخية التي لا تبتكر ولا تتخيل ولكنها تستعيد ما وقع وحدث بالفعل وتنقله كما هو للمشاهد المصري والعربي, كذلك فإن الدراما التاريخية تستخدم عادة اللغة العربية الفصحي وهي ضرورية للتواصل بين الشعوب العربية, حيث تسود لهجات عامية يصعب فهمها خارج نطاقها المحلي, وفضلا عن ذلك فإن الدراما التاريخية هي المجال الأنسب لتقديم التوعية الدينية بمفهومها الرشيد, ونحن في مصر وفي المنطقة العربية أشد ما نكون اقتناعا بالأديان السماوية وأكثر ما نكون تأثرا بمفاهيمها التي تستطيع بالتأكيد أن تلعب دورا فاعلا في التنمية والتطوير. وفيما يتعلق بقضية الإعلانات يقول د. بهاء الدين ابراهيم في رسالته, ليس صحيحا ما يتعلل به المسئولون من قلة عائد هذه الدراما التاريخية من ايرادات الاعلانات, فعنصرا التشويق والوقت المناسب هما أساس كثافة الإعلان ودليلنا علي ذلك البرامج الدينية لعمرو خالد وغيره من الدعاة البارزين الذين تتسابق إليها الاعلانات, ويضيف: نحن علي كل حال لا يجوز أن نترك العنصر المادي وحده ليملي علينا ما نفعل وما لا نفعل والا ضاعت منا قيم رفيعة لا تعوضها كنوز الأرض.. والي هنا تنتهي الرسالة التي نرفع ما جاء فيها الي الإعلامي الكبير أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون الذي يكن كل تقدير واعزاز لهذه النخبة من كتاب الدراما التاريخية, وانه كما قال لي بعد قراءته لمقالنا السابق سيلتقي بهم قريبا للاستماع إليهم وحل مشكلاتهم سواء المتعلقة بانتاج أعمالهم أو بعرضها علي الشاشة, مؤكدا أنهم موضع تقدير إعلامهم المصري, بوجه خاص والإعلام العربي بوجه عام. وقفات سريعة مدينة الإنتاج الإعلامي.. المواطن المصري المهاجر الإعلامي فوزي مرقس يتساءل في رسالة من مدينة بيرث باستراليا وأصدقاؤه من الجالية المصرية: متي يظهر مسلسل مداح القمر قصة الفنان العبقري بليغ حمدي الذي غنت له أم كلثوم حب إيه وهو في سن الثامنة والعشرين, وأول ملحن مصري زف إلينا في استراليا أجمل أغاني نصر اكتوبر73, خاصة وقد قرأنا أن الموسيقار العبقري أيضا صديق عمره ميشيل المصري انتهي من تلحين وتسجيل موسيقي المسلسل التصويرية.. هذه الرسالة وغيرها نرفعها بدورنا الي الاعلامي المحاسب سيد حلمي رئيس المدينة أحد عشاق بليغ حمدي أيضا. كوكب الأرض: إحدي الفضائيات العربية تعلن هذه الأيام عن سهرات غنائية جديدة في مقدمتها سهرة مع سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم, وقد ابتدعت القناة اسما جديدا لأم كلثوم, هو كوكب الأرض, بدلا من كوكب الشرق ونحن نتساءل: لماذا.. وما هو القصد؟! جائزة اليونسكو: اختيار برنامج واحد من الناس للإعلامي عمرو الليثي ليمثل مصر والدول العربية في التنافس علي جائزة اليونيسكو يوم16 فبراير المقبل تأكيد جديد أن الإعلامي الناجح هو الذي يصل فكره ورسالته الي قلوب البسطاء والفقراء, وينشغل بمشكلاتهم وهمومهم ويجاهد من أجلها فيكتسب حب الجميع.. ويتزايد انتشار برنامجه جماهيريا علي المستوي المصري والعربي. ثقافة العطاء: الحملة الاعلامية التي وافقت عليها انتصار شلبي رئيسة الإذاعة وتقدمت بها شبكة البرنامج العام برئاسة مجدي سليمان لتفعيل ثقافة العطاء وتشجيع العمل التطوعي وعدم الاعتماد علي الدولة وحدها في حل كثير من المشكلات, خطوة مهمة وموفقة وسيكون لها تأثيرها الإيجابي لدي قطاعات كبيرة من المواطنين المخلصين لبلدهم..