اطفال غزة ليسوا فقط ضحايا للقصف الاسرائيلي ولكنهم أيضا أسري داخل وطنهم, لكن هذا لايمنع استمتاعهم أحيانا ببعض الأنشطة في معسكرات الأونروا الصيفية للأطفال. التي تعرضت للحرق للمرة الثانية خلال شهرين علي يد مسلحين مجهولين, وذلك علي الرغم من أهمية الدور الذي تلعبه للتخفيف من الآثار النفسية للحرب والترفية عن أطفال غزة الذين يعانون من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية بسبب الحصار. فوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين تقدم لهم فرصة ممارسة أنشطة فنية, رياضية وثقافية في هذه المخيمات التي يقع الكثير منها علي الشاطيء. أنشطة مختلفة عما تقدمه حماس في مخيماتها: دروس دينية وقرآن, تدريب علي المقاومة والتدريبات شبه العسكرية مثل القناصة والصاعقة الأهرامزارت المعسكرين. رغم حالة الاختناق التي يسببها الحصار ورغم الإحساس الدائم بعدم الأمان بسبب تهديدات القصف الإسرائيلية, إلا أن سمر وميرا وريم تبدو عليهن مظاهر السعادة والبهجة, فتيات تتراوح أعمارهمن من11 إلي13 سنة يستمتعن بالرسم والسباحة, ورقص الدبكة داخل معسكرات العاب الصيف التي أنشأتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين قبل أربع سنوات. وقد سميت هذه المعسكرات بالألعاب الصيفية ردا علي الهجوم الإسرائيلي الذي سمي بالأمطار الصيفية في شهر يونيو2006 والذي خلف المئات من القتلي. ويقول حسام مناع, مدير برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية بالاونروا, إن الهدف هو منح الفرصة ل250 ألف طفل من7 إلي15 سنة للترفيه عن أنفسهم,4 ساعات يوميا لمدة12 يوما. داخل مدارس الوكالة وفي معسكرات علي البحر. فعلي الشاطيء مابين أمواج البحر ورماله, ترفرف أعلام الأممالمتحدة علي خيام متجاورة, تصدر عنها أصوات غناء وموسيقي تثير فضول المارين, في بلد تكسو وجهه معالم الحزن, تحت الحصار, خيام, بمجرد ولوجها, تستقبلك رسومات الأطفال بألوانها المتعددة, ومشاهد من استعراضات غنائية ورقصات فلكورية تبعث جوا من البهجة والمرح, يتحدي مشاعر الخوف والألم لدي الصغار. تقول سمر أتمني أن نستطيع أن نسافر إلي دول العالم المختلفة,لعرض الدبكة الفلسطينية التي أتعلم هنا خطوتها, وذلك حتي يتعرف الجميع علي تراثنا ونحافظ عليه. تضيف سمر مؤكدة أن الأنشطة في المعسكر تمنحهم الفرصة لنسيان أوجاعهم ومشكلاتهم اليومية, تحت الحصار, بشكل مؤقت. ورغم حالة المرح والانطلاق, تظهر من آن لآخر علامات الخوف علي الفتيات, خاصة حين يتعلق الأمر بالبحر, فالكثيرات يخشين الاقتراب ومنهن ريم التي تقول لن انسي ماحدث لصديقتي دلال, التي خرجت في نزهة بحرية مع عائلتها, وأثناء الاستمتاع بالسباحة, سمعت أصوات القصف الأسرائيلي لتفاجأ باغتيال جميع أفراد أسرتها. أوقات المتعة والفضفضة تنتهي في الثانية عشرة والنصف ظهرا, الوقت الذي يجب ان تخلي فيه الفتيات الموقع ليبدأ في الواحدة موعد الأولاد. ففي هذا العالم تم منع الاختلاط بشكل نهائي بعد أن لاقي الاختلاط داخل المعسكرات نقدا من بعض الأسر, وحرمت أخري أبناءها من الاستمتاع بالأنشطة لهذا السبب, وبما أن الوكالة لاتهدف إلي تحدي التقاليد والمعايير الاجتماعية, فقد تم الفصل التام بين الجنسين. قرار يبدو أنه لم يكن كافيا بالنسبة للجماعات الدينية المتشددة التي دائما ما تتعرض بالنقد لأنشطة معسكرات الانروا. فلقد تم حرق أحد المعسكرات فجر الإثنين الماضي وتخريب بعض أدواته مثل حمام السباحة عن طريق مسلحين مجهولين. وهو الحادث الثاني خلال شهرين. ولكن حسام مناع يؤكد أن هذه الأعمال التخريبية لن تؤثر علي نشاط الألعاب الصيفية الذي أصبح يجذب المئات من أطفال غزة. ويضيف نقوم سريعا بإصلاح التلفيات ليعود المعسكر لممارسة نشاطه في اليوم التالي. فالأونروا مستمرة في رسالتها, رغم التحديات, فهنا لا مجال لليأس والإحباط, فدورنا أن نرفعه عن الشعب المحاصرة. أنشطة دينية وتدريبات عسكرية في معسكرات حماس بينما يستمتع أطفال الأونروا بالرسم والسباحة والرقص علي أنغام الموسيقي التراثية, فهناك أطفال آخرون يسيرون في صفوف عسكرية لعدة كيلو مترات يقومون خلالها بحمل صور الأسري والشهداء من حركة حماس ويردون شعارات المقاومة. إنهم أطفال معسكرات الصيف التابعة لحركة الحماس أقصانا, أسرانا, الحرية موعدنا شعار يحمله ويردده الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين7 و12 سنة, في مسيرة عسكرية ولكن بدون أنشطة للهو والفجور كما يعلن أحد قادة المعسكرات محذرا الصغار من هذا النوع من النشاط. في غرب غزة التي تضم1450 طفلا في7 معسكرات, يسير الصغار في مسيرة يعرضهم الخروج من صفوفها الي الضرب والتوبيخ, وقبل الوصول الي المعسكر, التقطنا بصعوبة بعض الجمل منهم في ظل حالة من الرعب من المشرفين. نتدرب علي القنص وبعض تدريبات الصاعقةو النشاط الديني وحفظ القرآن هو الأساس, يحدثونا عن تاريخ المقاومة وأهم الشهداء, يقول معتز ومحمد زياد... جو من الشحن العسكري والاعداد للمقاومة يعيشة الاطفال في السلم والحرب. ففي احد المعسكرات التي تقع داخل احد المساجد بمنطقة الشيخ رضوان, يسهم الديكور والتدريب في تكريس حالة الحرب والمقاومة الدائمة. فصور الرجال الملثمين, الذين يحملون السلاح تزين المعسكر الذي يشبه الثكنة العسكرية. هم يعيشون في أجواء حرب دائمة.