أثار التقرير المبدئي للجنة الثلاثية للطب الشرعي والتي أجرت عملية إعادة التشريح لجثة شاب الإسكندرية خالد سعيد العديد من التساؤلات عقب الاعلان عن مضمون التقرير والذي شمل أربع نقاط رئيسية. وشملت تلك التساؤلات هل انتهي التحقيق في الواقعة بهذا التقرير؟ وماهي الاجراءات التي قام بها الطب الشرعي في عملية إعادة التشريح؟ وماهي أسباب هذا التقرير؟ نحاول الإجابة عن هذه الاسئلة التي تشغل الرأي العام في قضية شاب الإسكندرية. في البداية أوضح مصدر قضائي أن النيابة العامة تهدف في المقام الأول للوصول إلي الحقيقة في الواقعة, وأن تقرير الطب الشرعي هو إحدي أوراق القضية ويمثل رأي الجهة الفنية في الواقعة وهناك جوانب أخري يبني عليها التحقيق منها أقوال الشهود وأن التحقيقات مستمرة وأن النيابة ستسجيب لطلبات الدفاع سواء بإحضار شهود جدد أو تقديم تقارير استشارية موازية لتقرير الطب الشرعي بالإضافة لمناقشة النيابة لتقرير الطب الشرعي عند وصوله في شكله النهائي. النيابة تحقق وبعيدا عن التساؤلات تواصل نيابة استئناف الإسكندرية برئاسة المستشار ياسر رفاعي المحامي العام الأول التحقيق في قضية شاب الإسكندرية حيث استمعت النيابة إلي أقوال أحمد عبد الحكيم عبده الطالب بكلية الصيدلة في السنة الثالثة, والذي قال إنه قاس نبض الشاب خالد أثناء مروره في مكان الواقعة بمنطقة كليوباترا ووجد النبض شبه منعدم وذلك قبل وصول سيارة الإسعاف, كما يتقدم محمود عفيفي محامي أسرة المتوفي صباح اليوم بشاهد اثبات آخر هو طبيب أكد وفاة خالد قبل وصول سيارة الإسعاف إلي مكان الواقعة بالاضافة للتحقيقات التي أجراها أحمد عمر رئيس نيابة الاستئناف مع7 من شهود الإثبات أكدوا تعرض المتوفي للضرب مع تأكيد البعض منهم لرواية الشرطيين بأنهما كان يطالبان المتوفي بإخراج مافي فمه في حين أجلت النيابة استجواب أمين الشرطة محمود صلاح محمود والرقيب عوض إسماعيل سليمان لحين الانتهاء من سماع الشهود لمواجهتهم بأقوال الشهود وتقرير الطب الشرعي وفي النهاية فإن الواقعة مازالت قيد التحقيق وتصرف النيابة العامة فيها سيقوم علي يقين النيابة ومالديها من أوراق وهو ماستسفر عنه الأيام القليلة القادمة. وأوضح الدكتور السباعي أحمد السباعي رئيس قطاع الطب الشرعي بوزارة العدل ورئيس اللجنة الثلاثية المشكلة بقرار من المستشار عبد المجيد محمود النائب العام لاستخراج الجثة وإعادة التشريح أن الطب الشرعي هي جهة فنية حيادية وأنه سيتم تسليم النيابة العامة التقرير النهائي منتصف الأسبوع الحالي, الذي يتضمن تفاصيل فنية وحول النقاط الأربع التي شملها التقرير المبدئي وهي سبب الوفاة والاصابات والصور الخاصة بالمتوفي والتحليل الكيماوي للعينات الحشوية. وأضاف انه خلال إعادة التشريح تبين أن سبب الوفاة هو اسفكسيا الاختناق بانسداد المسالك الهوائية لجسم غريب ثبت من تحليل الجسم انه عبارة عن لفافة بلاستيكية تحوي نبات البانجو, وفي سؤال حول امكانية وضع اللفافة عقب الوفاة أوضح أن التشريح أكد عدم وجود اصابات بالفكين وهو يعني ابتلاع الشاب للفافة بارادته وأن مظاهر أسفكسيا الاختناق كانت واضحة وهي الزرقة الشديدة والاحتقان في الوجه والعنق. وحول الصورة المنشورة علي موقع الانترنت والمقدمة من أهل المتوفي والتي أثارت الرأي العام لأنها تعبر عن واقعة ضرب, أوضح أن تلك الصورة تم التقاطها عقب عملية التشريح الأولي التي قام بها الطبيب محمد عبد العزيز معد التقرير الأول للطب الشرعي, وأن عملية التشريح تتطلب ازالة الشعر من الرأس نهائيا وثبت من خلال إعادة التشريح عدم وجود اصابات في الرأس نهائيا, كما أن عملية التشريح تتطلب فصل أنسجة الشفتين والفم عن عظم الفكين للتأكد من الاصابات التي لم تظهر في عملية التشريح وجود اصابات ثم تم إجراء الخياطة الخاصة بالتشريح وهو ماظهر في تلك الصورة, وأكد أن أسنان المتوفي كاملة وانه قام بتصوير المتوفي عند إعادة التشريح بأكثر من مائة صورة فوتوغرافية تثبت أن الأسنان كاملة وثبت من خلال تحقيقات النيابة العامة من أقوال شهود الاثبات الذين تقدم بهم دفاع المتوفي أن تلك الصور عقب عملية التشريح وأن إجراء التطوير كان في حضور شقيق المتوفي ومحام عن والدته وعمه وأن تلك الصور سترفق بالتقرير النهائي وحول الاصابات التي وصفها التقرير المبدئي للجنة الثلاثية بأنها تتفق مع ماهو مثبت بتقرير الطب الشرعي الأول. وأرجع الدكتور السباعي أحمد السباعي كبير الأطباء الشرعيين تلك الاصابات نتيجة المصادمة بجسم أو أجسام راضة ولايوجد مايمنع من جواز حدوثها نتيجة الضرب في أثناء محاولة السيطرة علي المجني عليه, وأوضح لالأهرام انه يجوز وجود تلك الاصابات من لكمات في الوجه وإن تلك الاصابات لم تتسبب في حدوث الوفاة. وأوضح د.السباعي أن البعض أعتقد أن عينات الأحشاء أو العينات الحشوية هي عينات من البطن فقط وهذا غير صحيح موضحا أن تلك العينات قام بأخذها الطبيب الذي أعد التقرير الأول وتضمنت عينات من الدم والبول وأجزاء من الكبد والكليتين والكبد وثبت من تحليل كل تلك العينات وجود مادة الترامادول المدرجة بجدول المخدرات وكذلك آثار لأيض الحشيش مؤكدا أن التقرير النهائي سيوضح بصورة تفصيلية بجميع النقاط التي وردت بالتقرير المبدئي.