تشير الملابسات الراهنة التي تحيط بالثانوية العامة إلي ضرورة المبادرة باصلاح النظام التعليمي,. ولسنا في حاجة إلي القول إن التعليم هو الاساس الحقيقي الذي ترتكز عليه الأمم في تحقيق التقدم والنهضة.. وهنا قد يتعين التذكير بأن مجلة الايكونوميست البريطانية قد اشارت في منتصف التسعينيات من القرن العشرين إلي حقيقة ينبغي تأملها وهي أن الدول الكبري يتم صنعها في فصول الدراسة.. وتدرك مصر أهمية التعليم الحديث منذ بدايات القرن التاسع عشر. ووضح هذا في مقدمات النهضة التعليمية والثقافية التي شهدها عصر محمد علي, عبر اهتمامه بالبعثات التعليمية, واضطلع رفاعة رافع الطهطاوي بدور رائد في مضمار هذه النهضة, وسار علي خطي الطهطاوي نخبة ممتازة من المثقفين والمفكرين المصريين منهم الدكتور طه حسين.غير أن النظام التعليمي المصري قد أصابه الوهن, وحل به الخلل, ومن هنا كان إجماع الرأي علي ضرورة إصلاحه, وليس أدل علي ذلك من وجود دراسات تشير إلي مواطن الخلل في منظومة التعليم, وتطرح مقترحات وتوصيات تستهدف تحقيق نهضة تعليمية جديدة.وما يتعين التأكيد عليه هنا ان مشكلات منظومة التعليم الثانوي هي عرض للأزمة التي يعاني منها النظام التعليمي.. ومن ثم فإن الأمر يتطلب حلولا موضوعية وشاملة لإصلاح النظام التعليمي. ولم يعد ممكنا تأجيل هذا الاصلاح.