السفر عبر صحراء مصر كتاب جديد أصدرته الجامعة الأمريكية بالقاهرة مؤخرا لينضم لسلسلة كبيرة من المؤلفات. التي أولت اهتماما غير عادي بصحراء مصر.و التي كانت ومازالت محط أنظار المؤرخين ومحبي المغامرة علي اختلاف أجناسهم فقد استوحت كل من سارة عبدالحكيم وديبورا مانيلي محررتي هذا الكتاب فكرته من رحلات نحو75 كاتبا ومغامرا أحبوا الصحراء المصرية, فهو بمثابة تجميع لأفضل ما كتب عنها عبر عصور مختلفة بداية من عام450 قبل الميلاد, وحتي عام2008 ومحاولة لاستكشاف كيف بدت الصحراء في عيونهم, فمحبو الصحراء الذين عبروا وديانها, وناموا في كهوفها, وامتطوا جمالها رسموا صورا لها وحكوا تاريخا لم نكن لنعرفه لولاهم, لتبدو الصحراء وكأنها متعددة الهوية, ومصدر للإلهام بكل مافيها من جمال وغموض ونقاء. وتتضمن الكتاب مقاطع عديدة من كتابات من بينها ماجاء في كتاب الصحراء هناك للرحالة كريستوفر بيك الذي صدر عام1991, انه لا يمكن لأحد في مصر أن يتجاهل وجود الصحراء, فهي تلقي بظلالها ورمالها علي الحياة في شوارع الاسكندرية والقاهرة المتربة, وحتي القري التي تقع علي طول وادي النيل دائما ما تجد الظهير الصحراوي يذكرها بأنها هناك, ولكن لا تخلو تلك الصحراء من جمال, فالصحراء الشرقية مليئة بالصور الرملية الطبيعية التي ترسم ملامحها الصخور بترتيبها وأشكالها العفوية, فيما تتزين الصحراء الغربية بالواحات, ثم يأتي منخفض قطارة120 مترا تحت سطح البحر, ليرسم أكثر لوحاتها جاذبية. ثم تناول الكتاب أيضا الاستعدادات اللازمة لبدء رحلة في الصحراء, وكيف يكون قضاء يوم في دروبها ولياليها وطبيعة من يعيشون فيها, إلا أن أبرز ماجاء فيه ما كتب عن علاقة الصحراء بالحرية والموت والحرب والتاريخ والدين, فقد وصف هيرودوت المؤرخ الاغريقي بأن الصحراء المصرية كانت مقبرة الغزاة, كما أنها مهد الديانات القديمة ويحكي هيرودوت كيف أن الصحراء ابتلعت عام525 قبل الميلاد جيوش الفرس الذين كانوا في طريقهم الي الواحات الخارجة لمهاجمة الأمونيين ممن يؤمنون بالإله آمون, فالعواصف الرملية كانت وسيلة الصحراء للدفاع عن المؤمنين. بينما أثار انتباه أرثر ويجال عالم المصريات البريطاني في كتابه جمال الليل الصادر عام1913 أن ليل الصحراء لا يقل عن جمال نهارها علي الرغم من أنه شديد البرودة في الشتاء, ولكن النوم في العراء فيما تحدق الأعين في سماء تنيرها النجوم متعة ما بعدها متعة ولا مثيل لها إلا في الصحراء.