رشيد كانت إسما على حجر يبوح باسرار مصر الفرعونية فى الماضى .. ولكنها الان تستعد لحجز اسم مرموق لها على خريطة السياحة العالمية لتحكى ما فى جعبتها من أسرار تاريخية. لتتحول الي أكبر متحف مفتوح تساير فيه عديدا من التجارب العالمية, وفي مقدمتها التجربة الدانماركية الشهيرة!! هذا مايفكر فيه بالفعل محافظ البحيرة اللواء محمد الشعراوي, وبدأ في تنفيذه فعلا حينما وجد أن كنوز هذه المدينة يجب أن تظهر الي النور, وأن تاريخها يجب أن يروي الي الاجيال, وأن معالمها لا تقل أبدا عن أرقي المدن السياحية في العالم.. ويكفي انها المدينة التي تحتضن نهر النيل في رحلته بمحطته الأخيرة قبل أن يلتقي بمياه البحر المتوسط!! سألت اللواء شعراوي عن أسرار اهتمامه بهذه المدينة التي كنا نعرفها في الماضي بأنها مصيف الغلابة؟ يرد المحافظ قائلا: إن هذه المدينة لها طابع خاص جدا, حيث تنتشر بها صناعة اليخوت والحرف التقليدية, وتضم نحو14 مسجدا أثريا و22 منزلا تاريخيا شهدت أحداثا مهمة في تاريخ مصر اضافة الي قلعة قايتباي ولها بوابة أثرية شهيرة وبعض المعالم مثل حمام عزوز, وطاحونة أبوشاهين, كما تتميز بثراء طبيعي من ناحية موقعها الفريد وشواطئها الخلابة علي فرع نهر النيل والبحر المتوسط, وخضرتها التي تكتسبها من بزوغ مليون نخلة عبر جنباتها اضافة لإمكانية الوصول لها من عدة طرق أهمها الطريق الساحلي الدولي, وطريق ادفينا دمنهور, وطريق ادكو الاسكندرية, ومطار برج العرب, ويزورها حاليا نحو20 ألف زائر سنويا. وماهي حكاية التجربة الدانماركية؟ أعمال التطوير يجب أن تحاكي النماذج الناجحة في العالم, وقد وجدنا أن خطة التنمية الشاملة لمدينة رشيد يجب ان تكشف عن المفهوم التراثي والاثري لمدينة رشيد من خلال تحويل المنطقة الأثرية الي متحف مفتوح, وايجاد أنشطة اقتصادية متعددة تساعد علي توفير فرص عمالة في مجالات التنمية المختلفة. ووجدنا أن طبيعة المدينة تتشابه مع خليج دن جامل بمدينة أو هوس الدانماركية ولذلك فإننا حاولنا الاستفادة من التجربة الدانماركية في احياء البيوت والأسواق الريفية والتراث الثقافي المندثر. ولذلك والكلام للمحافظ حرصنا علي ان تتضمن محاور التنمية لرشيد تنمية منطقة قلعة قايتباي وتنمية مسار كورنيش النيل, وتنمية منطقة البوغاز التي تحتل موقعا فريدا غير مستغل سياحيا, وتبلغ مساحة مثلث البوغاز900 فدان تقريبا بحيث تتضمن الأعمال إنشاء ممشي سياحي ومنطقة خدمات ترفيهية ومناطق خضراء علي امتداد350 فدانا ومرسي سياحي ومنطقة سكنية علي80 فدانا. واسأل اللواء محمد شعراوي عن الفئات الأولي بالرعاية من أصحاب الدخول المحدودة والبسطاء من أبناء رشيد.؟ فيرد قائلا بعدم امكانية تنفيذ أي تطوير بأي مجتمع دون أن يمتد التطوير لجميع قطاعاته لأن التطوير لن يتم إلا بالجميع, ولذلك فإن أول أهداف خطة التنمية التي نفذناها بالمدينة كانت ترتكز علي ايجاد أنشطة اقتصادية متعددة توفر فرص عمالة في جميع مجالات التنمية سواء سياحية أو في صناعة اليخوت أو الحرف التقليدية أو الصيد, كما اعتمدت الخطة في جميع مراحلها علي المشاركة المجتمعية. ولذلك فقد ارتكزت خطة التنمية الشاملة لرشيد علي الارتقاء بالمناطق العشوائية ومد الخدمات اللازمة لها والتركيز علي البعد البيئي, حيث تم تدبير الأراضي اللازمة لنقل الأنشطة الملوثة للبيئة من داخل المدينة مثل الوكالات والورش وحلقات السمك والخضار الي اماكن صحية بأراض من أملاك الدولة, كما تم نقل موقف النقل الاقليمي الي خارج المنطقة التراثية. ولكن كيف يتم تمويل هذه المشروعات الطموحة لوضع رشيد علي خريطة السياحة العالمية؟ يري اللواء الشعراوي ان تنوع الأنشطة السياحية لرشيد يوفر الآلاف من الفرص الاستثمارية الجاذبة لرءوس الأموال المحلية والعربية والدولية, وخاصة بعد ان تم تطوير منطقة قلب مدينة رشيد مما يتيح معايشة تاريخ مدينة رشيد القديمة واعادة بناء المباني الاثرية المتهالكة واعادة تأهيل مجموعة الأمصيلي( بيت الموسيقي) وشارع دهليز الملك.