مدينة العلمين المشهورة بكونها مدينة الرمال البيضاء مدينة واعدة إذ يمكنها استيعاب أكثر من مليون مواطن, برغم أنه يقطنها حاليا نحو40 ألفا فقط. كما أنها تتمتع بإمكانات هائلة للتنمية السياحية والزراعية والتعدينية والعمرانية, وتصل قيمة الاستثمارات المقدرة بها إلي نحو20 مليار جنيه. في الوقت نفسه تعاني المدينة, وأهلها, من بعض الصعوبات المتعلقة بتوفير مياه الشرب والري, وتقنين وضع اليد, وهو ما تحاول الجهات المسئولة مواجهته بإنشاء محطة العلمين للمياه بمراحلها المختلفة, ومد مهلة تقنين وضع اليد علي أراضيها, وغيرها من الاجراءات التي يطالب المواطنون بتسريعها, من أجل راحتهم. تعتبر مدينة العلمين من أشهر مدن محافظة مرسي مطروح, نظرا لما تتمتع به من شواطيء خلابة, وشهرتها العالمية نظرا لوقوع معركة العلمين الشهيرة إبان الحرب العالمية الثانية بها مما جعل منها مزارا سياحيا نظرا لوجود مقابر الكومنولث التي تحوي جثث ورفات جنود الحلفاء والمحور. الآن تشهد المدينة طفرة عمرانية كبيرة, في إطار زيادة الطلب علي الاستثمار في الساحل الشمالي عموما, ونظرا لما تتمتع به العلمين من إمكانات هائلة للتنمية. في البداية يقول اللواء عبدالمنعم سعيد أبو زيد رئيس مركز ومدينة العلمين إن القيادة السياسية والحكومة بدأت تنظر لمدينة العلمين نظرة استثمارية وتبدأ في تأسيسها كمدينة مليونية يمكن أن يقطنها مليون نسمة إذ يصل تعداد سكان المدينة حاليا إلي10 آلاف نسمة فقط لكن النهضة السياحية والتنمية في شتي المجالات وازدياد عدد الوافدين للعمل بها رفع عدد سكان المدينة إلي40 ألف نسمة. ويوضح أن مدينة العلمين التي تبدأ حدودها من الكيلو94 حتي الكيلو138,5 منطقة استثمار سياحي بمشروعات تقدر بنحو20 مليار جنيه, وأن الأنشطة التنموية المتنوعة موجودة بالمدينة من سياحة علي الشاطيء أو استثمار زراعي جنوبا أو التعدين والبترول حيث يوجد عشرات من حقول البترول والغاز التي تسهم في الدخل القومي بالتصدير. محطة للمياه وعن مشكلة المياه التي يعاني منها سكان مدينة العلمين يقول اللواء عبدالمنعم سعيد إنه تم إنشاء محطة مياه جنوب العلمين وهي محطة رئيسية تقوم بتغذية محافظة مرسي مطروح بالمياه بما فيها مدينة العلمين والضبعة ومرسي مطروح والنجيلة وبراني أما بقية المراكز فهناك تحلية من البحر سواء في البراني أو السلوم. وتنتج المرحلة الأولي من محطة مياه جنوب العلمين167 ألف متر مكعب يوميا بينما تضاعف المرحلة الثانية من المحطة الكمية لتصل إلي234 ألف متر مكعب يوميا وسيتم الانتهاء من المرحلة الثانية وبدء تشغيلها في يوليو2011. وتتكلف المرحلة الثانية248 مليون جنيه حيث تم عمل عنبر طلمبات المياه العكرة والكيماويات و4 خزانات في المرحلة الأولي. أما في المرحلة الثانية فتم عمل16 مرشحا/5 ملي و16 مرشحا كربونيا و4 أحواض ترويق و2 وحدة تركيز مياه و4 طلمبات مياه عكرة بقدرة668 لترا في الثانية, و5 طلمبات مياه نقية وقدرة الطلمبة600 لتر في الثانية ويتم إعدادها بخطي كهرباء جهد متوسط لتأمين وتغذية المحطة بالكامل. وسوف تقوم المحطة بإنهاء معاناة سكان مطروح بصفة عامة والعلمين بصفة خاصة حيث كانت المياه توزع بالجراكن منذ6 سنوات وتوزع بالقطار أما الآن وبعد الانتهاء من المرحلة الثانية من محطة مياه جنوب العلمين فإنها سوف تلبي الاحتياجات الجديدة التي زادت من جراء عشرات المشروعات الاستثمارية وتضاعف عدد السكان. مشكلتان للسكان يوضح اللواء عبدالمنعم سعيد أن هناك مشكلتين تواجهان سكان مدينة العلمين أولاهما تقنين وضع اليد فالسكان الذين يقطنون المدينة منذ مئات السنين وكانوا يستخدمون الأرض إما للزراعة أو الرعي او السكن لم يهتموا بتسجيل هذه الأرض, كما كانت الارض منقسمة بين القبائل وكل قبيلة لها منطقتها. واخيرا صدرت قوانين عدة بتقنين وضع اليد علي تلك الأراضي يضيف: وبدأ الناس يشعرون بأهمية هذا التقنين ومن ثم تقدموا لطلب التقنين ولكن واجهتنا مشكلة هي أن هناك عددا من المواطنين لم يتقدموا بهذا الطلب حتي انتهت فترة السماح طبعا للقانون رقم148 لسنة2006 الخاص بتقنين وضع اليد, لكن صدر أخيرا قرار رئيس الوزراء رقم2843 لسنة2009 وقرار محافظ مرسي مطروح رقم14 لسنة2010 الذي منح فرصة ثانية حتي نهاية الشهر القادم. وضع اليد بشرط إحضار المواطن ما يثبت وجوده علي الأرض قبل2006 سواء كان وصل كهرباء, أو ضرائب عقارية. وإذا كانت الأرض زراعية فلابد من وجود ما يثبت حيازته للأرض قبل عام2006 مثل أن يكون قد قام بزراعة محاصيل مثمرة مر عليها ثلاث سنوات قبل2006 مثل زراعة التين أو الزيتون وتقوم لجنة من وزارة الزراعة بتحديد عمر الشجر وعدد الشجر الموجود في الفدان الواحد, وبالتالي يتم تحديد ما إذا كان هذا المواطن يستحق عملية التقنين أم لا! ومن خلال عملية التقنين يضيف نحقق الحفاظ علي الأرض للاستثمار في المشروعات الجديدة التي تحقق المنفعة من خلال زيادة الدخل القومي. وعن المشكلة الثانية التي يواجهها سكان مدينة العلمين يقول اللواء عبدالمنعم سعيد إنه للاسف الشديد تعاني محافظة مرسي مطروح بصفة عامة ومدينة العلمين بصفة خاصة من ندرة المياه حيث لم تهطل الأمطار منذ سنوات في الوقت الذي تحتاج فيه المحاصيل الزراعية للمياه بصورة مستمرة, لذا يقوم المزارعون بالمخالفة والري من مياه الشرب الموجودة بترعة الشيخ زايد أو ترعة الحمام وهي المياه المخصصة لتغذية محطة مياه جنوب العلمين حتي يشرب منها أهالي مطروح وليس للزراعة. وبسبب لجوء المزارعين لري الأراضي من مياه ترعة الحمام تضاعف العجز في المياه علي مستوي المحافظة بسبب عدم وصولها للمواطنين. لذا منح اللواء أحمد حسين محافظ مطروح مهلة للمزارعين يتابع للتحويل من نظام الري بالغمر إلي الري بالتنقيط من خط المياه العكرة للحفاظ علي المياه وزيادة مساحة الرقعة الزراعية. وسيرجع استخدام الري بالتنقيط في الجزء الخاص بترعة الحمام لسببين أولهما أن الأرض صحراوية لايجدي معها نظام الغمر, لأنه لو تم غمرها مرة واحدة فلن تحتفظ الأرض بالمياه, كما أن الزرع لن يستفيد منها لذا فلا بد من الري بالتنقيط حتي يأخذ الزرع حصته من المياه يوميا. مقاومة التصحر من جهته يؤكد اللواء مهندس عيسوي أحمد عيسوي رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالي الغربي أن الجهاز يقوم حاليا بتنفيذ مشروع مقاومة التصحر حيث يقوم بإنشاء آبار وسدود لصالح البدو منذ عام1978 حتي عام2003 حسب آخر خطة خمسية ستمتد لسنوات أخري قادمة, وذلك لامداد البدو بالماء للزراعة والشرب والحفاظ علي الثروة الحيوانيجةوزيادة الرقعة الزراعية حيث قام الجهاز بإقامة20 ألف بئر سعتها120 لترا بتكلفة نحو8 آلاف جنيه لكل بئر أي باجمالي25 مليون جنيه, كما تم إنشاء450 سدا وذلك من شرق مطروح حتي غربها ليخدم العلمين والضبعة والحمام ومطروح والنجيلة والبراني والسلوم. كما تم عمل شبكة مياه داخلية لتخدم مدينة العلمين بالكامل بتكلفة12 مليون جنيه حيث قضت هذه الشبكة علي مشكلة الانقطاع المستمر للمياه. كما قام جهاز تعمير الساحل الشمالي الغربي بإنشاء محطة جنوب العلمين بتكلفة52 مليون جنيه وطاقتها160 ألف متر مكعب يوميا لتخدم منطقة الساحل الشمالي الغربي من العلمين حتي مرسي مطروح. وتم الانتهاء يتابع من المرحلة الأولي لانشاء طريق سيوة الواحات البحرية الذي يبلغ طوله360 كيلو مترا وتكلفت المرحلة الأولي له160 مليون جنيه وذلك لانشاء170 كيلو مترا فقط علي أن يتم الانتهاء من بقية الطريق في المرحلة الثانية خلال العامين القادمين.