في مفاجأة صادمة, كشفت دراسة حديثة اجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عن غلبة السمات السلبية للشخصية المصرية, وظهور قيم جديدة افرزها الواقع الاجتماعي مثل الفردية والانانية والمنفعةالخاصة. وذلك فضلا عن اعتماد اسلوب الفهلوة في شتي مناحي الحياة. جاء ذلك خلال مناقشات المؤتمر السنوي للمركز وحمل عنوان الشخصية المصرية في عالم متغير. المؤتمر اطلق اشارات تحذيرية بشأن الظواهر والقيم السلبية التي بدأت تجتاح مجتمعاتنا منذرا بضرورة تدارك الأمر قبل فوات الأوان بحسب ما قالت د. نجوي خليل مديرة المركز التي اكدت انه برغم السمات الايجابية التي طالما انفردت بها الشخصية المصرية علي مر التاريخ الانساني فإن الامر فيما يبدو اختلف في الوقت الراهن. في هذا الصدد اشار د. علي الجبلي إلي وجود تناقض في بنية الشخصية المصرية بين نمطين يعيشان في نفس السياق المصري احدهما ايجابي متمثلا في النموذج الفاعل, والنمط الآخر سلبي متمثلا في الشخصية الفهلوية. فيما اعتبرت د. نادية حليم أن خروج المرأة للعمل لم يغير من وضعها في المجتمع بسبب الثقافة التقليدية السائدة, أما الراحل د. عبدالباسط عبدالمعطي, فيري أنه برغم انتشار مظاهر التدين فقد ازداد الغش والرشوة والتعصب وعدم التسامح, واقترح ضرورة تحييد الدين عن التدخل في السياسة والعلم. وفيما يتعلق بالشخصية المصرية والقانون كما تناوله د. هاني خميس فقد انتهي إلي تعدد صور التحايل علي القانون في محاولة لتحقيق منافع خاصة بالفرد. من ناحية أخري, اشار د. خضر ابوقورة باصابع الاتهام إلي العولمة باعتبارها المسئولة عن حدوث دوامة من التغيير السريع المنفلت الشبيه بالاعصار وما يخلفه من ازمات وكوارث اجتماعية واقتصادية وكذلك رفض د. علي بركات اطلاق سمات مثل الخضوع والذل صدرت عن بعض المؤرخين لافتا إلي ان المصريين قدموا نماذج حقيقية للتوارث علي مر التاريخ. اما الدكتور علي مصيلحي فقد بدا أكثر ايمانا وثقة بالشخصية المصرية مؤكدا أن الجينات المصرية المميزة وهي التي ستتولي دفعها نحو الايجابية.