كان عام1982 نقطة التحول الرئيسية في حياة اسامة انور عكاشة والتي غيرت مجري حياته تماما حيث قدم استقالته من العمل بالحكومة ليتفرغ للكتابة والتأليف. كتب اكثر من اربعين مسلسلا تليفزيونيا بالاضافة الي عدد من الافلام السينمائية والمسرحيات, جاءت شهرته الحقيقية كمؤلف مع مسلسل( الشهد والدموع) والذي حقق نجاحا كبيرا, ثم توالت بعد ذلك المسلسلات التي كتبها عكاشة, والتي نالت شهرة واسعة ونجحت في تغيير شكل الدراما التليفزيونية كان من اهمها( المشربية, ليالي الحلمية, ضمير ابلة حكمت, زييزينا, الراية البيضاء, عصفور النار, ارابيسك, رحلة ابوالعلا البشري, المصراوية وغيرها, و في مجال المسرح كتب بعض المسرحيات الناجحة منها مسرحية( القانون وسيادته) و(البحر بيضحك ليه) و(الناس اللي في التالت) وغيرها كما قدم اسامة انور عكاشة مجموعة من الاعمال الادبية من اهمها مجموعة قصصية بعنوان( خارج الدنيا) عام1967 ورواية(احلام في برج بابل) عام1973 ومجموعة قصصية بعنوان( مقاطع من اغنية قديمة) عام1985 ورواية( منخفض الهند الموسيمي) عام2000 ورواية( وهج الصيف) عام2001, كما قام بتأليف عدد من الكتب منها كتاب أوراق ساخر عام1985, همس البحر, وتباريح خريفية من العام نفسه.. عرف عنه ثباته علي الحق وقوله بما يؤمن به ويعتقده من آراء, وتمسكه بمبادئه الرافضة لكل أشكال التطرف. استطاع أسامة أنور عكاشة, الذي رحل عن دنيانا صباح الجمعة الماضي ان يكون واحدا من أهم المؤلفين وكتابي السيناريو للدراما المصرية والعربية وتعتبر اعماله التليفزيونية هي الاهم والاكثر متابعة في مصر والعالم العربي, فقد عرف طريقه إلي قلوب البشر بصدق الكلمة ورشاقة العبارة وجمال المعني, ونجحت اعماله في إيجاد جيل جديد من كتاب السيناريو القادرين علي الإبداع وامتاع المشاهد, وتظل ابداعاته شاهدة علي أكثر من عصر وأكثر من تحول, تجمع اعماله في براعة بين الأدبي والفلسفي والسياسي والتاريخي, كتب عن دراما الرأي والموقف والتأمل والتحليل وكتب عن الهوية التي باتت غير قادرة علي صد الاختراق, وكتب عن مافيا الفساد وعن الهم المصري والعربي, وعن الرأسمالية الجديدة, وصراع الأجيال وغير ذلك كثير. حصل عكاشة علي العديد من الاوسمة والجوائز, أهمها جائزة الدولة للتفوق في الفنون عام2002, وجائزة الدول التقديرية في الفنون عام2008. وصفحة دنيا الثقافة تنعي مبدعا شارك الناس احزانهم وافراحهم واثري مكتبة الدراما المصرية والعربية بأعماله الإبداعية.