كتب الشاعر الشيلي الكبير بابلو نيرودا في قصيدته عن مسئولية الشاعر, يقول: من خلالي, سوف تعطي الحرية والبحر إجاباتهما الي القلب السجين. من تلك الكلمات استلهمت مجموعة من الفنانين والأدباء من مختلف دول العالم فكرة اقامة مهرجان ادبي في الأراضي الفلسطينية, يهدف في الأساس الي اقامة التواصل بين الشعب الفلسطيني والعالم الخارجي من خلال لقاءات بين الفنانين والأدباء الاجانب وأبناء الشعب الفلسطيني, فيستطيع مفكرو العالم الاطلاع مباشرة علي الوضع داخل الأراضي المحتلة وملامسة الحياة اليومية التي يعيشها المواطن الفلسطيني ومعاناته في ابسط أمور الحياة, والأهم من ذلك, كان هدف منظمي المهرجان هو, كما تقول الأديبة المصرية/ البريطانية أهداف سويف رئيسة المهرجان: مواجهة ثقافة القوة بقوة الثقافة. وهكذا تحقق حلم تلك المجموعة فعقد المهرجان في عامي2008, و2009 وعقد للمرة الثالثة هذا العام في الفترة من1 الي6 مايو الحالي تحت رعاية كل من الصندوق العربي من أجل الفنون والثقافة والمعهد الثقافي البريطاني ومؤسسة أنا ليند ومشروع أمل, وبروسيبرو وورلد ليمتد, ومؤسسة قطان وصندوق سيجريد راوزينج وشركة انتاج يابوس. ونظرا للأوضاع الصعبة في الأراضي المحتلة, فكان أن قام المشاركون من كبار الأدباء والفنانين العالميين أمثال فيليب بولمان, والممثلة البريطانية إما تومسون, والأدباء مايكل وفيكتوريا بريتان مع الأدباء الفلسطينيين أمثال سعاد العمري وطه محمد علي بالتطوع والانتقال الي الأراضي المحتلة ليلتقوا بالجمهور المختلف من أدباء الي طلاب, وخلال الرحلة مر المشاركون الأجانب بنفس الطرق التي يمر بها الفلسطيني يوميا, ولمسوا بأنفسهم صعوبة الظروف والمعاناة اليومية لشعب بالكامل. وصفت أهداف سويف الحدث الأدبي الكبير بأنه يحمل طاقة ضخمة وكما هائلا من النوايا الحسنة التي تدفعه الي الأمام فان كان في عام2008 قد وصل الي الآلاف من المقيمين في القدس, ورام الله وبيت لحم, فقد توسع عام2009 ليضم مدنا أخري مثل جنين والخليل. بينما زاد عدد المدن المشاركة هذا العام, ليضم اريحا ونابلس, ومعسكر دهيشة للاجئين في بيت لحم, وفي كل من تلك المدن, زار المشاركون مدارس وجامعات التقوا فيهم بالطلاب والتلاميذ الذين ادهشوا الجميع بحماسهم وجديتهم في العمل, من أجل, حسب قول الممثل والأديب البريطاني مايكل بيلن: الابقاء علي فلسطين علي قيد الحياة. ويري فيليب بولمان, الأديب البريطاني واحد رعاة المهرجان, أن المهرجان يؤكد أهمية نقل الفكرة والكلمة من عقل الي عقل أخر, ومن أجل التعرف علي تفكير وحياة الشباب, طلبت الأديبة الامريكية نانسي كريكوريان منهم احضار صور ذات مغزي, فقدم احد الشباب الفلسطيني صورته وهو في الثامنة وقص كيف ضاعت طفولته في الانتفاضه الثانية, وقدمت شابة ثانية صورة لقبر شقيقها, وثالث قدم صورة لأصيص زرع فيه شجرة صغيرة. كما تقرر فتح قنوات جديدة هذا العام, لأنشطة مختلفة مثل تقديم افلام وعرض لوحات فنية وتنظيم امسيات قراءة يقوم بها الفنانون الفلسطينيون في مختلف المدن الفلسطينية. بالرغم من كل الآلام التي التقي بها الزوار الاجانب, لم يستطيعوا إخفاء دهشتهم واعجابهم بأبناء الشعب الفلسطيني الذي يعيش بعضه في معسكرات للاجئين في جنين, وبقوة عزيمته وتمتعه بالذكاء والموهبة وأكثر من هذا وذاك تمسكه بالأمل.