أنا مصرية.. ابني مصري.. أحب وطني.. هذه الكلمات البسيطة هي المفتاح السحري لبوابة الحقوق السياسية لنساء الصعيد اللاتي حرمن من التعليم. فقد اتفق ثلاثة من أساتذة التربية هم د. فتحي عبدالرسول محم,د ود. عيد عبدالغني الديب من كلية التربية بقنا جامعة جنوبالوادي و د. خلف الدين عثمان من كلية التربية جامعة الازهر علي ان تكون هذه الكلمات هي مفردات الدرس الأول في منهج محو الأمية الذي تطبقه جمعية تنمية جنوب مصر, واختاروا لهذا المنهج عنوان تعلمي.. تثقفي.. شاركي سياسيا ويتضمن كلمات بسيطة في تكوينها ولكنها عميقة في مدلولها, فهي توضح مفهوم المشاركة في خدمة المجتمع وفهم المرأة لما يدور حولها ومفهوم المشاركة السياسية, وما يتعلق به من كلمات مثل الترشيح والانتخاب والاستفتاء وتعريف المجالس النيابية والتشريعية واختصاصاتها ومعني الاحزاب والجمعيات الأهلية وادوارها ومعني تنمية المجتمع ودور المرأة فيها.. وعند الوصول للدرس الخامس عشر تصبح الدارسات علي قدر من المعرفة التي تؤهلهن للاجابة علي مجموعة من الاسئلة وتعكس مدي ماحصلن عليه من معرفة عن المشاركة السياسية والاجابة عليها بالورقة والقلم بعد ان تخطين حاجز الأمية. ولم يكتف المؤلفون بالتركيز علي مساعدة الدارسات علي فك الرموز الهجائية فقط بل خصصوا جزءا من الكتاب لتعريفهن بمبادئ الحساب من خلال امثلة تناسب انشطتهن اليومية مثل البيع والشراء وترتيب ميزانية الأسرة واحتياجات الأبناء. فالكتاب أعده خبراء مصريون دون أي تدخل من أي جهة رغم انه تم بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية, كما تؤكد أولي صفحاته, وقد لاقي هذا المنهج قبولا من الدارسات كما يؤكد عادل غزالي أحمد مدير عام جمعية تنمية جنوبالوادي التي ساهمت في اعداد المنهج الذي يتم استخدامه الآن في فصول محو الأمية بالجمعيات الأهلية بمحافظة قنا, فهو لا يقتصر علي تقديم المعلومة فقط بل جاء أيضا في صورة كتاب أنيق وغلاف أنيق يعكس صورة متحضرة للمرأة الريفية, ويمكن لأي جهة الاستعانة به كنموذج لمناهج محو الأمية الموجهة للمرأة المصرية.