ذهبت لزيارة صديق بقريته في مركز أولاد صقر شرقية.. وعند نزولي أمام المنزل لاحظت أن الأرض تروي بمياه الصرف الصحي.. فسألته ما سبب ذلك. فقال: إن الأرض لا تصلها المياه النقية إلا مرة كل عام, وباقي العام تروي المساحة التي تبلغ ثلاثين ألف فدان من مصرف هادوس القادم من محافظة الدقهلية, وكما قيل لي إن إنتاجية الفدان عالية, ولكن المرض ينهش الجميع, وكما صرح الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة, فإن الأمراض المزمنة تكلف الدولة مليونا ومائتين وخمسين ألف جنيه يوميا, وما يحدث في أولاد صقر وجدته في مركز الحسينية, حيث يعتمد شباب الخريجين في15 قرية مساحتها تصل إلي20 ألف فدان في ري أراضيهم علي مصرف بحر البقر القادم من القاهرة, فماذا يفعل الشباب ولا توجد مياه إلا مصرف بحر البقر, رغم معرفتهم بأن مياه الصرف تنهش أكباد وأجساد الأهالي في القري المطلة علي هذا المصرف لما يحمله من مخلفات صناعية وزراعية وصرف غير معالج.. فأين تذهب مياه النيل.. وما الحل, فصحة المصريين ليست أمرا يمكن التغاضي عنه, فهؤلاء هم شباب الخريجين وزوجاتهم وأولادهم ويجب إيجاد حل لهؤلاء المنسيين من قبل وزارة الري.. أم أن استيراد القمح الفاسد أفضل من وصول مياه الري لأراضي أبناء مصر في الشرقية؟!