تتصدي السلطات المصرية لمحاولات التسلل والتهريب عبر الحدود الشرقية مع قطاع غزة إلا أن محاولات خفافيش الظلام تتواصل لحفر أنفاق التهريب في باطن الأرض. والتي اصبحت تجارة رابحة لمافيا المهربين تفوق أرباح تجارة المخدرات حتي بلغ عدد هذه الأنفاق تحت الشريط الحدودي نحو1200 نفق.. ولكن هذه الأنفاق اصبحت وبالا ومعاناة مستمرة لسكان رفح قرب الشريط الحدودي والذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف من أبناء شمال سيناء.. حيث أصبحت منازلهم مهددة بالانهيار فوق رءوسهم مما أحال حياتهم إلي جحيم. ما بين ميناء رفح وساحل البحر خاصة بمنطقة صلاح الدين والدهنية نتيجة تعرض منازلهم لتصدعات خطيرة مع انتشار شبكة واسعة من الأنفاق تشكل الخطر الأكبر والمباشر علي حياة عشرات الآلاف من المقيمين هناك, فضلا عن المعاناة اليومية لهؤلاء المواطنين التي تتراوح بين النقص الشديد في السلع والاحتياجات اليومية والتضييق الأمني في إطار القضاء علي أعمال التهريب والاقتصاد السري الذي ينعكس سلبيا علي الجوانب الأساسية للأمن القومي المصري. ومن بين هؤلاء تقول مني برهوم عضو مجلس محلي المحافظة شمال سيناء... إن حياتنا أصبحت رهن الخطر وباتت بيوتنا عرضة للانهيار في أي لحظة ولم يعد بمقدورنا أن نحيا بشكل طبيعي فما إن تتوقف الحرب علي الجانب الآخر حتي نفاجأ بما هو أسوأ بالنسبة لنا... لم تعد الحياة تطاق هنا وأصبح حلمنا أن نترك هذه المنطقة شريطة أن تقدم لنا منازل أو تعويضات تتناسب وحجم الضرر الواقع علينا ودون إبعادنا عن المدينة التي اعتدنا الحياة بها. أما سعد أبو حميد, وهو تاجر مفترش الأرض أمام محل خلا من أية بضائع فيقول... لم يعد بإمكاننا أن نجلب بضائعنا... وأصبحنا ضحية المهربين وأصبح الدخول إلي شوارع رفح أصعب من العثور علي إبرة في كومة قش.... أما المهربون فلهم طرقهم في الوصول بسلعهم للأنفاق ولديهم القدرة والاستعداد لدفع مبالغ طائلة نظير ذلك, أما نحن فلا سبيل أمامنا إلا الجلوس وانتظار الأمل الذي لا يظهر في الأفق, وأضاف أن كل المسئولين يعلمون ما نعانيه ولكن أحدا لا يتحرك. وفي نفس السوق بشارع صلاح الدين وقف موسي أبوحسين تاجر أدوات كهربائية أمام محل نصف فارع ثم صاح تعالوا شوفوا حالنا الذي لا يسر أحدا... أرجوكم... وصلوا صوتنا... كوبري السلام أكبر مشكلة فبضائعنا تمكث أياما وأحيانا أسابيع دون أن نتمكن من الدخول بها واحيانا كثيرة تحتجز بدائرة جمارك الإسماعيلية وندفع أرضية وكأننا نستوردها من دولة أخري... لا ذنب لنا سوي أننا من أهالي رفح وندفع ثمن ما يرتكبه غيرنا.. فالثمن الذي يجب أن يتحمله المهربون يدفعه المواطن والتاجر المطحون الذي لا يجد وسيلة للعثور علي احتياجاته الضرورية علي بعد خطوات وأمام سوق الخضار وقفت سيدة تجاوزت الستين من العمر تنظر بحسرة لتاجر أسماك وضع أمامه كمية قليلة منه.. وفي نبرة ألم وأحساس بالحرمان راحت ام صبيح تحدثنا عن السمك الذي أصبح سعره نار فوق طاقة المواطن البسيطة بسبب تهريبه, وقالت إن كيلو الدنيس كنا نشتريه ب45 قرشا أصبح اليوم ب60 جنيها, والبوري ب35 جنيها وهو ما لا يتناسب ودخولنا, بالإضافة إلي صعوبة العثور عليه حتي السردينة أكل الغلابة صارت بعشرة جنيهات, ولم يعد أمامنا سوي المستورد أو المجمد... أنفاق للشاحنات وفيما يتداول بعض السكان عبر بلوتوث أجهزة المحمول صورا لأنفاق تسمح بعبور سيارات ملاكي وشاحنات صغيرة بكامل حمولتها رفض أكثر من مصدر أمني التعقيب علي تردي أوضاع السكان أو غرائب التهريب مكتفيا بالإشارة إلي تكثيف الجهود لمكافحة أعمال التهريب, وحول النية في نقل سكان الحدود وإخلاء المنطقة لم تؤكد أو تنف نفس المصادر طبيعية الأعمال التي تنوي الجهات المعنية تنفيذها لتأمين الحدود مع قطاع غزة أو الاجراءات الكفيلة بحماية السكان الذين آلت منازلهم للانهيار وأصبحت حياتهم مأساة لا تنتهي, تحوطها أجواء الموت والحرمان..! فمن يرفع المعاناة عن أبناء مصر علي الحدود..؟