أكد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أن ما تشهده مصر حاليا من تحديات سياسية واقتصادية يدفع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلي تقديم مزيد من المساعدة والعون لتحقيق استقرارها, خاصة أنها تشكل محطة مهمة للسلام مع إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها. جاء ذلك في كلمة لكيري أمام العاملين بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مبني رونالد ريجان في واشنطن أكد فيها أهمية الدور الذي تلعبه الوكالة في السياسة الخارجية الأمريكية. وقال كيري: نشاهد في مصر اليوم تحديات هائلة من موارد متناقصة إلي عدم استقرار ونظام الحكم الجديد وتحديات ضخمة أمام الدعم الحكومي وكيفية انتقال الاقتصاد, ومن مصلحتنا محاولة المساعدة في تحقيق هذا بشكل أكثر استقرارا لأن مصر تمثل ربع العالم العربي وهي مهمة للسلام مع إسرائيل وفي الشرق الأوسط..وهي والأردن البلدان العربيان اللذان أبرما اتفاق سلام مع إسرائيل.. والمطلوب هو ربط كل هذه الأمور ببعضها البعض. وأضاف أن المساعدات الأمريكية تخدم مصالح الولاياتالمتحدة وأمنها واقتصادها وتعزز قيادتها حول العالم, وشدد علي ضرورة بناء القدرات في مجال الصحة والتعليم والإدارة العامة, والحكم من أجل هؤلاء حتي لا يقعوا فريسة للتشدد الديني ويندمجوا في جماعات إرهابية تضرهم لأنهم لا يملكون شيئا أفضل يقدمونه للعالم. وكان كيري قد حذر من أن التخفيضات المتوقعة في الإنفاق الحكومي بالولاياتالمتحدة التي سيبدأ سريانها تلقائيا مع بداية شهر مارس المقبل قد تتضمن تخفيضا يبلغ300 مليون دولار في برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية الخارجية الذي يوجه بالأساس إلي مصر وإسرائيل والأردن. وأوضح كيري أن مثل هذا التخفيض يقوض التزام الولاياتالمتحدة بأمن تلك الدول في هذا الوقت المضطرب. وأبلغ كيري الكونجرس أمس الأول أن التخفيضات في الانفاق الحكومي ستقوض الدبلوماسية والسياسات الامنية للولايات المتحدة في وقت تنتشر فيه الاضطرابات في أرجاء الشرق الأوسط وإفريقيا. حيث إن التخفيضات الواسعة في الانفاق التي من المقرر أن يبدأ سريانها في أول مارس ستقتطع2.6 مليار دولار من ميزانية وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وكتب كيري في رسالة إلي باربرة ميكولسكي رئيسة لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأمريكي تخفيضات بهذا الحجم ستضعف بشكل خطير قدرتنا علي تنفيذ مهامنا الحيوية للامن القومي والدبلوماسية والتنمية. ويأتي تحذير كيري الذي تولي منصبه خلفا لهيلاري كلينتون في اعقاب تحذيرات قوية من وزير الدفاع ليون بانيتا ومسئولين اخرين في ادارة باراك أوباما بشأن تخفيضات الانفاق التي ستدخل حيز التنفيذ ما لم يتوصل الكونجرس وأوباما إلي اتفاق لمنع سريانها.