واحدة من أهم مسرحيات هنريك إبسن الكاتب النرويجي الكبير وهي عدو الشعب التي قدمت لنا هذا الأسبوع بمسرح الهوسابير. العرض قدمه لنا وأخرجه وأيضا مثله الفنان الشاب طارق الدويري الذي قدم لنا العديد من الأعمال التي تتسم معظمها بتلك التي تحرك العقل وتثير التساؤلات بل العديد من التساؤلات. يهتم الدويري بالذات بتلك الأعمال التي تقدم علاقات أحيانا معقدة وأحيانا بسيطة ولكنها تحرك العقل مع العرض. هنريك إبسن الكاتب النرويجي الذي قدم لنا من قبل أكثر من عمل مسرحي ولعل واحدا من أهم تلك العروض كان مسرحية بيت الدمية التي قدمها المسرح القومي منذ سنوات وقامت ببطولتها الفنانة بوسي. ويعد هنريك إبسن من أوائل الكتاب المسرحيين في أوروبا الذي دافع عن حقوق المرأة وكانت الذروة في مسرحية بيت الدمية. أيضا هنا يقدم لنا هنريك إبسن مسرحية عدو الشعب وهي عن شخصية العالم المثقف د. توماس الذي يتطلع إلي أن يرتفع بأبناء بلده من خلال نبذ الأفكار القديمة البالية التي قد ترجع بالمواطنين إلي الخلف بينما يحمل هو الفكر الجديد المتقدم الذي يرتفع بالمجتمع. يحاول باستماته أن يشرح لهم آراءه ولكن الكتلة التي لا تملك الفكر الحديث وعددها كبير يقفون جميعا ضده بمعني أن الكتلة غير الواعية هي التي تقف أمام الفكر الحديث الذي يرتفع بهم شخصيا ولكن بالطبع السبب لنقل إنه الجهل أو الالتزام بما اعتقدوه منذ الأزل. النص هنا ترجمة رنده الحكيم وشيرين عبدالوهاب. والغريب أنه ليس فقط الكتلة متمسكة بهذه الأفكار البالية التي لا تساعد علي تقدمهم شخصيا ولكن الصحافة أيضا تندفع وراء هذه الكتلة المتعصبة وأيضا المحافظ وكبار المسئولين. إنه بالضبط حال أي مجتمع لا يريد أن يتطور ويقف في خصام مع الصديق الحقيقي للشعب الذي يلقبونه بعدو الشعب. عدو الشعب في العرض هو د. توماس الذي قام بدوره طارق الدويري مخرج العرض والذي قدم لنا من خلال هذا العمل رؤية اخراجية جديدة تماما حيث أن عددا من أبطال العرض يجلسون بجوارنا في مقاعد المتفرجين وننتهي كما لو كنا بالضبط في اجتماع حاشد بين د.توماس والمحافظ والاعلامي مع جموع الشعب. معنا موسيقي حية معبرة ولكن مع الموسيقي والصوت المرتفع خاصة بيننا من الجمهور المشارك في المسرحية أصابت المتفرج بالصداع!!.