لاتزال الأحداث السياسية والأوضاع الأمنية المضطربة في مصر تلقي بظلالها علي ردود الفعل الرسمية في جميع انحاء العالم, فقد تحولت جلسة الاستماع الثانية للمرشح لمنصب وزير الدفاع الأمريكي السيناتور السابق تشاك هاتجل إلي ساحة للهجوم علي الحكومة المصرية والرئيس محمد مرسي. وسط مطالب متزايدة بوقف تسليم دفعة من طائرات إف 16 ودبابات أبرامز للجيش المصري, لكن هاجل دافع عن المساعدات الأمريكية لمصر, مؤكدا أن قرار وقف تسليح مصر في يد الرئيس الأمريكي باراك أوباما, معتبرا أن هذه المطالب ليست فكرة جيدة. كما استحوذت الأحداث في مصر علي اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية, وافردت مساحات كبيرة للتعليق عليها, حيث أكدت صحيفة واشنطن بوست في تقرير بعنوان أنقذوا مصر من الفوضي أن ما يحدث في مصر حاليا يختلف عما جري خلال ثورة 25 يناير 2011, وقالت ان الحكومة, التي يهيمن عليها الإسلاميون, والقوي العلمانية المعارضة, رغم استقطابهما في معسكرين متناحرين خلال الأشهر القليلة الماضية, فإن لديها مصلحة مشتركة في انهاء الفوضي قبل أن تلتهم الدولة. وواصلت الصحف الألمانية اهتمامها بزيارة الرئيس مرسي إلي برلين ونشرت تعليقات مختلفة تضمنت التأكيد علي أن الحوار مع مصر يدعم القوي الديمقراطية. جانب من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن الأسبوع الماضي (أ.ب) جلسة استماع لوزير الدفاع الأمريكي تتحول إلي هجوم علي الحكومة المصرية واشنطن- وكالات الأنباء: دافع تشاك هاجل المرشح لتولي وزارة الدفاع الأمريكية عن المساعدات الأمريكية لمصر, مؤكدا أن قرار وقف تسليح مصر في يد الرئيس الأمريكي باراك أوباما, وذلك خلال جلسة استماع عاصفة بمجلس الشيوخ للنظر في تعيين هاجل وزيرا للدفاع خلفا لليون بانيتا, وهي الجلسة التي تحولت إلي ساحة للهجوم علي الرئيس محمد مرسي والحكومة المصرية. وسعي هاجل للهروب من الهجوم الذي شنه عدد من أعضاء الشيوخ بشأن منح مصر مساعدات تقدر بنحو 1.5 مليار دولار سنويا, بالإضافة إلي صفقة الأسلحة الجديدة التي تتضمن إرسال02 طائرة إف-61 و002 دبابة أبرامز, ورمي الكرة في ملعب الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتأكيد علي أن أوباما هو صاحب القرار. وقال هاجل السناتور الجمهوري السابق إن المساعدات الأمريكية لمصر هي مساعدات مشروطة بالالتزام باتفاقية كامب ديفيد وأمن إسرائيل وتقديم الدعم الإقليمي في عدد من المجالات. وجاءت ردود هاجل بعد ساعات من دفاع زير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري عن تقديم المساعدات لمصر, والتي شدد فيها علي أن واشنطن لديها مصالح حيوية مع القاهرة تتعلق أساسا بأمن إسرائيل والمنطقة. وفي هجوم عنيف, وصف السيناتور الجمهوري جيميس انهوفي الرئيس مرسي بأنه عدو. وقال في سؤال لهاجل- خلال جلسة الاستماع-: أعتقد أن مرسي هو عدو وأن الجيش المصري صديق. حتي الآن فإن مرسي مازال ينأي بنفسه عن التدخل في الجيش.. وهي خطوة أولي إيجابية.. وأعتقد أننا يمكننا تكوين أصدقاء في هذا السياق. وجاء حديث إنهوفي ضمن مطالبته لهاجل بضرورة وضع شروط لبيع الأسلحة- وخاصة طائرات إف-16 والدبابات أبرامز إلي مصر حتي تطبق الشروط التي تضعها الولاياتالمتحدة, وعلي رأسها الالتزام الكامل باتفاقيات كامب ديفيد. وقال إنهوفي في مصر الآن حكومة إخوان مسلمين ولا يوجد إصلاحات ديمقراطية. ورد هاجل علي هذا السوال بالتأكيد علي أن التوقف عن إسال الأسلحة لمصر ليست فكرة جيدة وأنه من الأفضل الاستمرار في ارسال المعدات العسكرية واستخدامها كوسيلة للضغط, مشددا علي أنه إذا أوقفت إرسال الأسلحة فإنك تخسر وسيلة الضغط. أما السيناتور كريستن جيليبراند فقالت خلال جلسة الاستماع: كنت ضمن عدد من أعضاء مجلس الشيوخ في زيارة لمصر مؤخرا والتقينا مع الرئيس مرسي.. ومن الواضح أننا قلقون جدا بشأن أن سيناء أصبحت ممرا للأسلحة التي تأتي مباشرة من ليبيا وتذهب إلي الجماعات الإرهابية.. ومن الواضح أننا نشعر بقلق بالغ ازاء منح مصر معونات بمبلغ 1.5 أو1.2 مليار دولار ونريد أن نعرف ما إذا كانت هناك طريقة لتخصيص بعض من هذه الأموال لدعم المزيد من مهمات مكافحة الإرهاب, بدلا من التكنولوجيا التقليدية. ورد السناتور تشاك هاجل إن تجارة الأسلحة تمثل تحديا ضخما, ومن الواضح أنها تمثل جزءا مما يسمح للإرهابيين والمتطرفين بتعزيز موقفهم.. ويشكل مع قضايا الأمن البحري والقرصنة.. في أكبر وأغني دولة في العالم.. ولكننا سنحتاج إلي العمل مع حلفائنا. وسعي السيناتور الجمهوري راند بول أيضا إلي عرقلة تسليم مصر طائرات إف-16 ودبابات إبرامز, قائلا أعتقد أنه من غير الحكمة إرسال دبابات وطائرات مقاتلة متطورة إلي مصر في وقت يقول فيه الكثيرون إن الدولة ربما تتفكك. وأضاف بول, في تصريحات في مجلس الشيوخ, أن مصر يحكمها حاليا شخص متحمس دينيا, قال مؤخرا إن اليهود مصاص دماء وأحفاد القردة والخنازير. ونقلت وكالة بلومبيرج الإخبارية الأمريكية عن خالد الجندي الخبير بمؤسسة بروكينجز للأبحاث قوله إن الكونجرس اعتاد الضغط علي الرئيس المصري السابق حسني مبارك بوقف المساعدات ولكن الوضع الآن مختلف, حيث إن مرسي ليس في وضعية مبارك بالنسبة للجيش وقطع المساعدات العسكرية ليس عقابا للحكومة المصرية بل للمؤسسة العسكرية. وأضاف أنه رغم وجود علاقة اليوم بين الجيش المصري والإخوان المسلمين إلا أن المؤسسة العسكرية ليست تحت سيطرة الجماعة. وأوضح أن مرسي ليس لديه القدرة علي السيطرة بشكل كامل علي المؤسسة العسكرية وبالتوازي, فإن المؤسسة العسكرية ليست هي المسئولة عن قمع الناس في الشوارع. واشنطن بوست: الإخوان أشعلوا الأزمة والمعارضة تتخبط بين قبول الحوار والدعوة لإسقاط النظام واشنطن- وكالات الأنباء: حذرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من سيناريو الفوضي في مصر. وعنونت الصحيفة الأمريكية مقالها الافتتاحي ب انقاذ مصر من الفوضي. وأشارت الصحيفة إلي أن العنف الذي تشهده مصر حاليا يختلف بشكل جلي عن ما حدث قبل عامين في ثورة يناير.2011 وأوضحت أن الاختلاف يتمثل في أن من يقود العنف اليوم عصابات أو هوليجانز( الاولتراس) من الشباب الغاضب والمحبط والذي يميل للثأر من القوات الأمنية. واستخدمت الصحيفة في مقالها تحذير وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من انهيار الدولة. وأكدت الصحيفة الأمريكية أن كل من الحكومة والمعارضة في مصر لديهما مصالح مشتركة في وضع نهاية لمسلسل العنف والفوضي. وأن السوال يبقي في كيفية اقناع الطرفين في الجلوس معا والاتفاق علي أجندة واضحة. وقالت الصحيفة إن الرئيس محمد مرسي يتمتع بشرعية وشعبية واضحة مقارنة بالرئيس المخلوع حسني مبارك, ولكنه في المقابل ساعد مع جماعة الإخوان المسلمين في نشوب الأزمة الحالية بتبني عدد من تكتيكات النظام السابق عبر اتهام المعارضة ومحاولة قمع الحريات واستخدام الآليات القديمة لتنفيذ أجندته, مشيرة إلي الإعلان الدستوري المؤقت الذي اوقف فيه عمليا السلطة القضائية. في المقابل, أكدت الصحيفة أن المعارضة تتخبط عبر قبول البعض الحوار مع الرئيس ودعوة البعض الآخر صراحة إلي اسقاط النظام. وأوضحت الصحيفة أن التطورات الدرامية في مصر أفرزت علامات علي قبول السياسيين لفكرة العمل معا من أجل تجاوز الوضع الراهن, مشيرة إلي مبادرة محمد البرادعي زعيم حزب الدستور للحوار ومبادرة جبهة الإنقاذ وحزب النور الخاصة بتشكيل حكومة جديدة ونبذ العنف. ومن جانبها, استطلعت شبكة سي إن إن الأمريكية الإخبارية أراء خبراء أمريكيين بشأن تصريحات السيسي حول انهيار الدولة. وقال ستيفن إية كوك, خبير دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية, إن هذا يتوقف علي معني الانهيار الذي يقصده وزير الدفاع المصري, فبالنسبة للاقتصاد الوضع فعلا مرعب وخطير. أما جيمس كولي, مدير الدراسات الدولية في جامعة شابمان في ولاية كاليفورنيا, فيري أن تصريحات السيسي جاءت كرد فعل لما يجري في مصر الآن, وقال بعد ستة أيام من الاضطرابات والاحتجاجات التي خلفت عشرات القتلي وآلاف الجرحي, ووجود الآلاف في الشارع يهتفون ضد النظام, فأنا متفهم للغاية أسباب تصريحات السيسي وسر قلقه, مشيرا إلي أنها- رغم هذا- حملت مبالغة. وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية المنتهية ولايتها, أكدت أنها لا تأمل انهيار مصر, وقالت انهيار مرسي سيقود إلي فوضي عارمة في منطقة الشرق الأوسط, وسيكون بمثابة كارثة للولايات المتحدة أيضا. وأضافت كلينتون حكومة الرئيس مرسي يجب أن تفهم أنه يجب التعامل مع أهداف الثورة وآمالها بمنتهي الجدية, كما أن القانون يجب أن يطبق علي الجميع بلا استثناء. وحثت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة جميع المسئولين والزعماء في مصر علي اتخاذ الخطوات التي تشعر الناس بالثقة وأن مصر علي الطريق الصحيح, وأضافت أعتقد أن ما يقوله أو يفعله المسئولون المصريون يجب أن يمنح الناس الثقة في أنهم يفعلون الصواب ويسيرون علي الطريق الصحيح. الصحف الألمانية: الحوار مع مصر يدعم القوي الديمقراطية برلين- وكالات الأنباء: تحولت الصحف الألمانية الصادرة أمس إلي ساحة جدل حول زيارة الرئيس محمد مرسي إلي برلين ومباحثاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وانتقدت صحيفة' دي فيليت' الألمانية استقبال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للرئيس محمد مرسي, مشددة علي أن' الرئيس المصري لم يتخل بعد عن عضويته في جماعة الإخوان' ولكن صحيفة' ستدويتشه تسايتونج' اعتبرت أن' الحوار مع مصر يساعد في دعم القوي الديمقراطية', وردت الصحيفة علي الدعوات لرفض استقبال مرسي فب برلين بأنه' كان سيترك مصر والقوي المعتدلة تواجه مصيرها بمفردها وهو ما كانت عواقبه ستكون وخيمة'. من جانبها, اعتبرت صحيفة' تاجستسايتونج' أن ميركل حرصت علي ألا تظهر بمظهر' المعلم' الذي يلقن الدروس خلال اجتماعها مع مرسي. وذكرت الصحيفة أن' زيارة مرسي في هذا التوقيت كانت مهمة أن ميركل تتذكر ثلاثة عقود من الدعم الألماني المتواصل للديكتاتور مبارك باسم الحفاظ علي الاستقرار'. وأضافت الصحيفة أن' ميركل لم تقع في خطأ التحيز لطرف في خضم الصراع الداخلي الذي تشهده مصر حاليا', مشيرة إلي أن' الطريق الذي ستسلكه مصر في المستقبل ينبغي أن يقرره المصريون وحدهم'. وقفة تأييد للثورة بجوار السفارة المصرية في باريس باريس- نجاة عبد النعيم: نظم مجموعة من الشباب المصريين في باريس وقفة احتجاجية بجوار السفارة المصرية في قلب العاصمة الفرنسية, وذلك للتضامن مع مظاهرات الجمعة التي اجتاحت مصر. بدأت الوقفة في الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس وحتي الثامنة مساء. وقال المنظمون إن المظاهرة تأتي من أجل مساندة شباب الثورة في مصر ومن أجل الدماء المصرية الذكية التي اعتادت الأنظمة علي إراقتها بغير وجه حق. وكانت نفس المجموعة من ائتلاف مصر الثورة في باريس قد نظموا يوم ذكري الثورة في52 يناير الماضي, مسيرة حاشدة تحت عنوان' الثورة مستمرة بكفاح أولادها'جابت شوارع باريس بدأتها من ميدان البلفيل حتي ميدان الباستيل بوسط العاصمة الفرنسية, وطالبوا فيها بتحقيق أهداف الثورة, ورفعوا لافتات كتب عليها' عيش.. عدالة اجتماعية.. القصاص لدماء شهداء الحرية'.