تسبب سوء الأحوال الجوية وشدة البرودة والتوافق علي وثيقة الأزهر ومبادرة حزب النور لنبذ العنف وتشكيل لجنة للحوار الوطني في تخفيف حدة التظاهرات والاحتجاجات أمس في جمعة الخلاص بالاسكندرية. ولأول مرة شهدت المظاهرات اختفاء العديد من الأحزاب المدنية حيث تجمع المئات من شباب الائتلافات والحركات الثورية بساحة القائد ابراهيم بمحطة الرمل بعد صلاة الجمعة التي غاب عنها الشيخ أحمد المحلاوي للمرة الثالثة علي التوالي وبدأت الهتافات في اتجاه واحد تندد بحكم الإخوان المسلمين وتطالب بسقوط حكم المرشد وغاب عن المشهد وجود منصات وغياب معظم الرموز السياسية السكندرية عن المشاركة من جهة أخري تناولت معظم مساجد الاسكندرية في خطبة الجمعة الاشادة بوثيقة الأزهر حيث أكد الدكتور عبدالرحمن نصار في خطبته بالمصلين بمسجد القائد ابراهيم أن وثيقة الأزهر تعتبر من أهم المبادرات التي طرحت للمصالحة الوطنية والحوار البناء لنبذ العنف الذي سيؤدي إلي انهيار البلاد موضحا أن التناحر والاختلاف الذي يشهده الشارع السياسي المصري حاليا بين القوي السياسية سيؤدي إلي مزيد من الفجوة بين أبناء الشعب وهو ما يضر بالبلاد مشيرا إلي أنه آن الأوان لتوحيد الكلمة والصف وإعلاء مصلحة الوطن فوق المكاسب الشخصية لاجهاض محاولات الفتنة وشل أيادي التخريب سواء كانت من الداخل أو الخارج. كما أكد كل من المهندس عصام عبدالمنعم منسق التيار الشعبي والدكتور جلال زناتي منسق اتحاد شباب الثورة ومؤسس شباب بيحب مصر أن وثيقة الأزهر قد لقيت ترحيبا واسعا من شباب الثورة كونها تضع خريطة طريق وتحدد مسارا صحيا لتحقيق أهداف الثورة مشيرين إلي أن المسيرات طالبت بإقالة حكومة هشام قنديل وتعيين نائيا عام جديد وتشكيل حكومة انقاذ وطني وسرعة تقديم قتلة الشهداء التي شهدتها المحافظات في الأيام الاخيرة إلي محاكمات عادلة وتقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين واخضاعها للرقابة المالية من الدولة وتعديل المواد الخلافية بالدستور وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة. ولقد قرر الثوار تأجيل النظر في اقامة اعتصامات وإضرابات شاملة انتظارا لنتائج وثيقة الأزهر ومبادرة حزب النور والحوار الوطني وتحقيق المطالب. وبدأ المتظاهرون في الثالثة من عصر أمس التصعيد خلال المسيرات التي انطلقت من ساحة القائد إبراهيم وضمت الآلاف في جمعة الحسم, حيث قام مئات من المتظاهرين بقطع نفق قناة السويس الذي يمثل مدخل المحافظة للقادمين من الطريق الصحراوي مما اصاب وسط المدينة وحركة السير بالشلل التام, فيما أنقسم المتظاهرون مع وصول المسيرات إلي ميدان سعد زغلول بمحطة الرمل حول وجهتها, فبعضهم اراد التوجه بالمسيرات إلي المجلس المحلي بكوم الدكة المقر المؤقت لمحافظة الإسكندرية, فيما اراد آخرون التوجه إلي القصر الرئاسي برأس التين. وفي السياق نفسه, عززت مدينة أمن الإسكندرية من وجود قواتها بمحيط المجلس المحلي ومديرية الأمن الإسكندرية, ودفعت بعدد كبير من قوات الأمن المركزي والشرطة لتأمين المجلس والمديرية تحسبا لاندلاع أعمال عنف.