المأساة الإنسانية التي عاشتها مدينة أكتوبر أخيرا بعد العثور علي جثتين لمسنين توفيا وتحللت جثتاهما نتيجة إصابتهما بالامراض المزمنة والمتعددة, بعد أن هجرهما الأبناء يؤكد جحود الأبناء في الواقعتين. ماذا أصابنا؟ هل هي علامات نهاية الزمان وقرب يوم الحساب؟ أم أنها نتيجة التربية الخاطئة من الآباء للأبناء بعدم تعليمهم الحب والحنان وصلة الرحم والبر بالوالدين, والبعد عن الأديان السماوية؟ هذه من أهم العوامل التي تجعل الأبناء يهجرون الآباء ويؤدي ذلك إلي الجحود والعقوق, وهي من المظاهر السلبية التي أصابت مجتمعنا, وعلي رأي المثل: قلبي علي ولدي انفطر وقلب ولدي علي حجر. ................. إنها لعنة ستصاحب الأبناء الذين ماتت قلوبهم وتحجرت نفوسهم وتخلوا عن والديهم الذين بذلوا الغالي والرخيص من أجلهم وسهروا الليالي, وأصبح كل هم الأبناء الآن هو البحث عن لقمة العيش, ونسوا الله فأنساهم أنفسهم وواجباتهم نحو اقرب الناس إليهم ونسوا أمر الله عز وجل:وبالوالدين إحسانا. ............... لقد أجمع الخبراء والمتخصصون واساتذة علم النفس التربوي والاجتماع علي أننا في وقتنا الحالي نحتاج إلي مشروع وطني لتماسك الأسرة, وهذا المشروع يستحق ان تتكاتف جهود الجميع من أجله, حيث تؤكد الدكتورة مديحة الصفتي أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية وجود خلل في النسق القيمي للمجتمع الذي تأثرت به الاسرة وطغت المادية علي الفكر وانستهم المبادئ والقيم مع فقدهم الإحساس بالأمان لعدم وجود المسئولية المشتركة للوالدين فالتنشئة مبتورة: الأب يلهث وراء المال من أجل توفير حياة كريمة والام تعمل والابناء في الدرجة العاشرة من اهتمامها, فلا تربية ولا قدوة, بل حرية منفلتة بلا رقابة وتقليد أعمي للغرب, وهذا لا يعني عودة المرأة للبيت وترك طموحاتها وإنما إعادة النظر في الأولويات التي أهمها تشكيل عقل ووجدان الأبناء وتصحيح مسارهم. ................... ولابد من تقوية الوازع الديني في مؤسسات المجتمع كلها وليس للفرد فقط, وتكاتف وسائل الإعلام في التربية العامة للمجتمع. وأخيرا أدعو:ربي لا تدعني إلي زمن أقول فيه لأحد خذ بيدي. [email protected]