بعد مبادرة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف للم الشمل والتلاقي بين جميع القوي السياسية لما فيه مصلحة البلاد ولمساعدة مصر للخروج من أزمتها. وتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري, التي خرج من أجلها في ثورة25 يناير المجيدة, وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة التي يكون المواطنون جميعا فيها سواء أمام القانون دون تمييز بينهم لأي سبب كان, أطلقت نقابة الأشراف, والمشيخة العامة للطرق الصوفية, بالتعاون مع رموز الدعوة السلفية والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية, والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والجمعية الشرعية مبادرة مماثلة تحت شعار:( وإنك لعلي خلق عظيم) لوقف التراشق الإعلامي والاستقطاب السياسي وجمع كلمة المصريين ونشر منظومة القيم الأخلاقية في المجتمع. وأكد علماء الدين ورموز المؤسسات الإسلامية حاجة المجتمع الي تلك المبادرات ونحن نعيش الذكري العطرة لمولد الرسول صلي الله عليه وسلم, وقال السيد محمود الشريف نقيب الأشراف إن هذه المبادرة أطلقت في شهر ربيع الأول وهو شهر ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم, لدعوة الإعلاميين وجميع القوي السياسية أن يبتعدوا في يوم ذكري المولد النبوي الشريف عن القدح أو الذم في بعضنا وحث الدعاة في المساجد ومن علي منابرهم بتوضيح نهج الرسول صلي الله عليه وسلم, والاقتداء بأخلاقه, وأن تكون تلك المبادرة سلوكا عاما طيلة الوقت وليس في هذه المناسبة فقط. وحول أهمية تلك المبادرة يقول السيد محمود الشريف, نقيب الأشراف, إن الأمة الإسلامية والمصريين جميعا أحوج ما يكونون هذه الأيام لتجميع كلمتهم ووحدة صفهم ولم شملهم التي تمثل عين محبة النبي, صلي الله عليه وسلم, من خلال لقاءات نورانية لتحقيق رفعة وعظمة راية الإسلام, وعلي قدر إخلاص النيات وصدقها وتجردها سيبلغنا الله المقاصد وتحقيق الأهداف من أجل مستقبل أفضل لا يستثني من كل المصريين أحدا. من جانبه يقول الدكتور الأحمدي أبو النور عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف, ووزير الأوقاف الأسبق إننا دائما نشجع علي منهجية الحوار في كل توجهاتنا ونعتبر أن الحوار فرصة لاستخراج الآراء الناضجة بشرط أن يحترم كل محاور الآخر, وألا يكون هناك دوافع تعصبية للرأي لأن ذلك يفسد جو الحوار, وبالتالي يحول دون أن نصل للحقيقة, وقد كان الإمام الشافعي رحمه الله إذا حاور أحد الأشخاص يدعو الله أن يظهر الحق علي لسان خصمه الذي يحاوره, فقد كان لا ينزع إلا لإبراز الحقيقة بيده أو بيد الآخر, ولذلك فيجب علينا أن نستغل تلك المناسبة العظيمة وهي مولد المصطفي صلي الله عليه وسلم في التعاون للوصول لما فيه مصلحة البلاد, ووقف السباب والتراشق الإعلامي بين مختلف القوي السياسية, وأن نجعلها فرصة لدراسة أجمل مواقف السيرة النبوية الملائمة للمشكلات الحالية للبلد, وعلي رأسها الالتزام بأدب الحوار,وأن نجزي السيئة بالحسنة, فحتي لو أساء الغير إلينا نرد الإساءة بالحسني حتي لا نضيع وقتنا ومجهودنا في ما لا يفيد وأن نعمل جميعا علي مساعدة بلدنا الغالية علي التقدم في كل المجالات. نشر الأخلاق المحمدية وأشاد الشيخ محمود عاشور, عضو مجمع البحوث الإسلامية, بهذه الفكرة لأنها ستجمع الشمل وتؤلف القلوب, متمنيا أن يستمر ذلك دائما, وليس في ذكري المولد النبوي الشريف فقط, ويجب علي الجميع الالتزام بتلك المبادرة لأن ديننا يدعو إلي ذلك, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم:( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء), ويقول صلي الله عليه وسلم أيضا:( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده), فيجب أن تكون ألسنتنا طيبة لا نؤذي أحدا وإنما نستمر مصدر سعادة وسرور للناس, فكما علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم أن الكلمة الطيبة صدقة, فينبغي علي الجميع العيش في هدي رسول الله وفي ذكري ميلاده لتستقيم أمورنا وحياتنا ونستمر علي نفس المنهج طوال الوقت. ووجه كلمة لكل الإعلاميين والقوي والأحزاب السياسية المختلفة أن يجتمعوا علي كلمة سواء, وأن ينحوا الخلافات والمصالح الشخصية جانبا, ليجعلوا الوطن دائما هدفهم الوحيد وأن يعملوا علي تقدمه وازدهاره في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية