في مقابل الاستقبال الحافل الذي حظي به الشيخ السعودي محمد العريفي, في مصر, ومن قبله الشيخ عائض القرني, والوقع الطيب لكلماتهما في النفوس, كانت هناك أنفس متوجسة أغضبها أن يقول الدعاة كلمات طيبة في حق مصر ويدعون لمساندتها وذلك نكاية في حكم الإسلاميين الذي لم يترجم بعد علي أرض الواقع, مما يشير إلي أن كراهيتهم تجاوزت نظام الحكم لتأكل الوطن. وتباهت ناشطة سياسية بشتم العريفي الإخواني, واصفة مجيئه إلي مصر بأنه مخطط جديد لجأ إليه النظام بعد ما وصفته بتهزئة المشايخ المصريين. أن يأتي شيوخ ودعاة عرب ومسلمون إلي مصر أمر طبيعي, مثلما يذهب المصريون إلي تلك الدول, فإسلامنا واحد ورسالتنا للعالمين. الأزهر الشريف منارة العلم الذي يحظي وشيوخه بالإجلال في كل بقاع العالم الإسلامي, تولي مشيخته يوما رجل من تونس وهو الشيخ محمد الخضر حسين خريج جامعة الزيتونة. جاء محمد الخضر الحسين القاهرة سنة0291, واشتغل بالبحث وكتابة المقالات, ثم عمل محررا بالقسم الأدبي بدار الكتب المصرية, واتصل بأعلام النهضة الإسلامية في مصر وتوثقت علاقته بهم وتقدم لامتحان شهادة العالمية بالأزهر, وحصل علي عضوية هيئة كبار العلماء برسالته القياس في اللغة العربية سنة0591, ثم اختير شيخا للأزهر في61 سبتمبر, واستقال في7 يناير4591 لاعتراضه علي دمج القضاء الشرعي في القضاء المدني, ومن بين مؤلفاته: أصول الفقه ورسائل الإصلاح, وبلاغة القرآن, ودراسات في العربية وتاريخها, والحرية في الإسلام, وآداب الحرب في الإسلام, وأديان العرب قبل الإسلام. قصة شيخ الأزهر محمد الخضر حسين ما هي إلا نموذج لعالمية علماء المسلمين, الذين تجاوزوا الحدود قبل أكثر من0041 سنة من تحول العالم إلي قرية صغيرة.. يرجي من الجاهلين دخول الكهوف. المزيد من مقالات محمد عثمان