ولادة متعثرة للتعديل الوزاري الأخير.. هذا ما يمكن أن يقال عن الوزراء الجدد الذين أدوا اليمين أمام الرئيس أمس.. فعلي مدي أكثر من عشرة أيام,ظل البحث متواصلات عن أسماء تقبل حمل الحقائب الوزارية خلال هذه الفترة الحرجة وحتي انتخابات مجلس النواب المقبل, بعد أن كانت الطوابير تنتظر أن يشملها أي تغيير وزاري. فهل يستطيع الوزراء الجدد تغيير نظرة المواطن لوزارة يطاردها الاتهام بالضعف والفشل وعدم النجاح في مهمتها.. أم يظل الأمر كما هو مجرد تغيير أسماء؟ والسؤال الذي يتردد: ما المعايير التي وضعها رئيس مجلس الوزراء في وزرائه الجدد؟.. وما الذي طالبهم به؟.. وهل هم علي معرفة بالملفات العاجلة داخل الوزارات؟ وهل يصبر المواطن علي هذه الوزارة حتي تظهر كرامة في حل مشكلاته؟.. وهل تنجح وزارات النقل والكهرباء والتموين في تحسين صورتها لدي الرأي العام؟.. هذه الأسئلة ستظهر إجاباتها خلال الفترة المقبلة. مشكلات مزمنة محمد أنور السادات, رئيس حزب الإصلاح والتنمية, اعتبر أن التعديل الوزاري الأخير لا يجب التعويل عليه كثيرا, فالجميع يعلم أن هذه الوزارة مؤقتة وتسيير الأعمال حتي انتخابات مجلس النواب المقبل, وعلي الوزراء الجدد خلال هذه الفترة أن يتعاملوا مع المشكلات المزمنة التي يعاني منها رجل الشارع منذ فترة, مثل عودة الأمن والقمامة والمرور.. وهذا سيكون له دور كبير إذا تحقق في نجاح الحكومة المقبلة. أضاف السادات: أتقدم بالشكل لكل الوزراء الجدد الذين قبلوا المهمة في مثل هذه الظروف الصعبة, فهم يعرفون جيدا أن قبولهم الوزارة هو اختبار حقيقي لهم, وكان يجب علي رئيس مجلس الوزراء أن يوضح للشعب المعايير التي يجب توافرها في الوزراء الجدد وما هي خبرتهم وتجاربهم في الحياة السياسية بدلا من اختيار وزراء لم نسمع عنهم قبل ذلك, فأنا لم أتوقف أمام اسم أحد من الوزراء الجدد ونتمني لهم التوفيق. خطة الوزراء الجدد عبدالله بدران, رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشوري, أكد أن أول شيء يجب أن يفعله الوزراء الجدد أن يعلنوا خطة الوزارات الخاصة بهم علي الرأي العام, حتي يعرف الجميع طريقة تفكيرهم وكيفية مواجهة المشكلات التي يعاني منها المواطن المصري, والتي لم تنجح الحكومة السابقة والوزراء الذين تم تغييرهم في حلها, فوزارة التموين لم تقدم شيئا للمواطن البسيط الذي يعاني تراجع الوضع الاقتصادي. وأضاف بدران: من الصعب أن تقدم هذه الوزارة أي انجاز, حيث إن مهمتها مؤقتة, وكان يجب علي رئيس مجلس الوزراء أن يقدم خطة عاجلة لحل المشكلات المتراكمة منذ بداية توليه الوزارة بدلا من تغيير عدد من الوزراء لن ينجحوا في تنفيذ شيء ملموس. وعن اختيار عدد من الوزراء الجدد من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وغياب الأحزاب الأخري عن المشاركة في التعديل الوزاري, قال عبدالله بدران: لم يعرض علينا أحد من الرئاسة ومجلس الوزراء المشاركة في التعديل الوزاري, ولم نطلب هذا, فحزب النور لا يبحث عن الحقائب الوزارية خلال هذه الفترة, فكيف يستطيع وزير أن يحقق نجاحا خلال شهرين فقط, هذا صعب للغاية, وكان من الأفضل أن تظل الأمور كما هي حتي انتخابات مجلس النواب وتعيين حكومة جديدة. وأضاف بدران: حزب النور ليس ضد وجود عدد من الوزراء الذين ينتمون للإخوان المسلمين, فهذا أفضل حتي تتم محاسبتهم بشكل حقيقي بدلا من عدم تحمل المسئولية بحجة عدم سيطرتهم علي الأوضاع.. ومشاركة الأحزاب في التعديل الأخير ليس إلزاما علي الرئيس, وعليه أن يبحث عن أهل الكفاءة بدلا من البحث عن أهل الولاء. ضحايا الظروف الحرجة الدكتور علي السلمي, نائب رئيس مجلس الوزراء السابق, اعتبر أن الوزراء الجدد الذين شملهم التعديل الأخير ضحايا الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد, وأنهم لن يتمكنوا من انجاز أي شيء ملموس إلا إذا كانت هناك مشروعات معدة مسبقا, وعليهم الموافقة عليها. وعن سر الاعتذارات الكثيرة عن قبول الحقائب الوزارية, قال علي السلمي: الروية غير واضحة والجميع يخشي أن يفقد بريقه في ظل هذه الظروف ويفضلون الاعتذار, ولو أحسن توجيه هذه الوزارة, لأنجزت شيئا جيدا, ولكنها للأسف لم تركز علي القضايا الاقتصادية وتعاملت مع المشكلات بدون خطة واضحة, فكان مصيرها الفشل. تفاءلوا بالخير اللواء عادل عفيفي, عضو الهيئة العليا لحزب الأصالة, طالب الجميع بالتفاؤل بالخير حتي يتحقق خلال الفترة المقبلة, وأن يساند الجميع الوزراء الجدد حتي يحققوا ما يتمناه المواطن المصري, فالعثور علي شخص يتحمل المسئولية بأمانة وتتوافر فيه المواصفات المطلوبة, كان سبب تأخير إعلان التعديل الوزاري, وإرضاء الجميع أمر صعب حدوثه خلال هذه الفترة. وأضاف عفيفي: يجب أن تتوقف القوي السياسية عن مهاجمة الوزراء الجدد وأن نشكرهم علي قبول هذه المهمة الصعبة. وزارة محايدة الناشط السياسي جورج إسحاق اعتبر أن التعديل الوزاري الأخير غير محايد وغلب عليه الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين, وكان يجب علي رئيس مجلس الوزراء والرئيس, أن يبحثا عن أسماء تمتلك خبرة حقيقية لحمل الحقائب الوزارية, وألا يكون الاختيار غير موضوعي ومبني علي معايير غير موضوعية. أنا حزين علي رحيل وزير المالية الذي كان يمتلك خبرة طويلة داخل الوزارة, ولماذا تم تغيير وزير الداخلية في ظل الإشادة به من جانب الحكومة والرئاسة علي نجاحه في عودة الأمن؟ الدكتور جمال سلامة, أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس, أكد أنه لا توجد معايير واضحة لاختيار الوزراء, ويجب ألا يقتصر الاختيار علي أصحاب اليد النظيفة فقط كما يردد البعض, فلابد أن يتمتع بالكفاءة والصلاحية ونظافة اليد والسمعة الطيبة وخبراته السابقة والمواقع التي نجح في إدارتها, وخلال الفترة الأخيرة, تم اختيار أسماء كثيرة لشغل مواقع قيادية لا يتمتعون بأي خبرة. أضاف سلامة: الظروف غير المستقرة التي تمر بها مصر دفعت الكثير من الأسماء الجيدة لحمل الحقائب الوزارية للاعتذار, فهذه المرحلة من الصعب تحقيق أي نجاح خلالها.