ما أكثر الرسائل التي أتلقاها حاملة متاعب وآلاما لا حدود لها , فلقد بلغت الآلاف لمرضي عاجزين عن مواجهة تكاليف علاج أمراض العصر التي يئن منها غالبية الشعب المصري وأبرزها السرطان والكبد والكلي والقلب, ويأتيني يوميا من يريدون زرع كبد وكلي, لكن التكاليف الباهظة لهذه العمليات تفوق طاقاتهم بكثير, وهناك آخرون رضوا بالاستسلام للمرض, لأنهم لايملكون ثمن زرع الكلي أو الكبد, وكل ما يطلبونه ثمن الدواء الذي يخفف آلامهم, وثمن القوت الضروري الذي يسد جوعهم.. وأتلفت حولي فلا أجد إلا أهل الخير, الذين لاينقطعون أبدا عن بريد الأهرام, ويأتونه حاملين معهم مما أفاض به الله عليهم من خير, وهم يتلمسون رضاه عز وجل. وما أكثر أهل الخير الذين فتحوا منذ سنوات ودائع بأسمائهم في بريد الأهرام لكي يصرف عائدها في وجوه الخير, ولا يرغبون في الاشارة إليهم من قريب أو بعيد لأنهم لا يبتغون بما يفعلون سوي وجه الله عز وجل, ومنهم من يسهم في كفالة الأيتام, ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة, ومساعدة الأسر الفقيرة, وغير ذلك من أوجه الخير التي يتبناها البريد. ولكل من يخفف آلام البسطاء أقول: اعلم انك بأعمالك الخيرية تتاجر مع الله, وانه سبحانه وتعالي سوف يجزيك عما تقدمه للمحتاجين خير الجزاء.