شاب اسكندراني صغير السن, برز في ناشئي الأهلي وخطف الأضواء سريعا بأهدافه المؤثرة مع فريق الناشئين.. حلمه الأكبر كان الانضمام للمنتخب الوطني الأول من بوابة الفريق الأول للأهلي, لكن ما بين الحلم والواقع حدثت أمور كثيرة غيرت من نظرة الشاب الصغير للعالم من حوله فقد انضم للمنتخب فعلا لكن ليس من بوابة الأهلي, بل من بوابة لم تخطر علي باله, فبعد نجاحه في تجربته الاحترافية بفنلندا فوجئ بخطاب الاستدعاء الذي أعاده لأحلامه من جديد ومنحه الأمل في إمكانية تحقيق ما تبقي منها. شريف أشرف.. تألق مع شباب الأهلي ثم مع كبار الزمالك, ثم بدأ رحلة عجيبة داخل مصر وخارجها لم يكن يتصور تفاصيلها, لكنها الأقدار ساقته في النهاية ليكون بجوار زملائه في المنتخب الأول الباحثين عن بطاقة التأهل لكأس العالم.. في هذا الحوار, يكشف شريف أمورا كثيرة كان قد قرر وضعها خلف ظهره, لكن ربما آن الأوان لفتح خزائن الأسرار لقراء رياضة الجمعة... ما هو النادي الذي ستلعب له بعد انتهاء تجربتك في فنلندا؟ هناك عروض وصلتني من عدة أندية في عدة دول أفضلها عروض وصلت من ثلاثة أندية بولندية, لكن الفيصل في الأمر هو مشاركتي بشكل جيد مع المنتخب في مبارياته الودية. هل تعتقد أن اللعب في الدوري البولندي سيحقق طموحاتك الكروية؟ الدوري البولندي قوي علي عكس ما يعتقد الكثيرون, كما أن أنديته تشارك في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي بانتظام, هذا بالإضافة إلي أن الأندية الألمانية تتابع الدوري البولندي وتنتقي منه أفضل العناصر, وهذه فرصة طيبة للانتقال لدوري أقوي. من الأهلي للزمالك للجونة لفنلندا, خطوات كبيرة لكنها غريبة, بماذا تفسرها؟ هناك قرارات اتخذتها في أوقات صعبة من حياتي وبعدها تبين لي أنها لم تكن سليمة, ومن بين هذه القرارات الانتقال للجونة, وأيضا بدء رحلة احتراف أوروبية دون أن أكون جاهزا من الناحية البدنية بنسبة100%, لكن في نهاية المطاف انتهت رحلتي في فنلندا بشكل جيد, فيحتسب لي الفوز بلقب الدوري هناك مع فريق(HJK هلسنكي), وأيضا المساعدة علي بقاء فريق يارو في دوري الأضواء, وتسجيل أسرع هدف في تاريخ الدوري الفنلندي عندما سجلت هدفا قبل مضي11 ثانية. حققت انطلاقة صاروخية في البداية, فماذا حدث بعد ذلك؟ عند هذا السؤال ظهرت المرارة والحزن في صوت شريف ويقول: تركت الأهلي لعدة أسباب, لكن السبب الرئيسي هو أن نادي ستاندر لييج البلجيكي أرسل مندوبين لمصر لمشاهدتي والحكم علي مستواي تمهيدا للتعاقد معي, وهذه كانت أول مرة يقوم فيها ناد أوروبي بإرسال مندوبين لمشاهدة ناشئ. ولأنني لم أكن مرتبطا بأية عقود مع الأهلي, ولأن مندوبي النادي البلجيكي اقتنعوا بمستواي لأنني هداف وقائد منتخب الشباب, فطلبوا مني السفر فورا لبلجيكا لتوقيع العقود, إلا أن موقف الأهلي كان غريبا للغاية, فقد فوجئت برفض السفارة البلجيكية منحي التأشيرة بعدما أبلغهم النادي الأهلي بخطاب رسمي بأنني متعاقد معه!!, لتنهار كل أحلامي فجأة وبدون مقدمات. لماذا لم تصبر حتي يتم تصعيدك للفريق الأول؟ مانويل جوزيه كانت له سياسة واضحة, وهي أنه يريد تحقيق البطولات, ولذلك لايعتمد إلا علي اللاعبين أصحاب الخبرة, وبالتالي فقد كانت فرصتي للتصعيد للفريق الأول صعبة طوال فترة وجوده, لذلك فقد كان العرض البلجيكي بالنسبة لي خياليا, لأنني كنت سألعب في الفريق الأول مباشرة, وبالتالي كنت سأشارك في دوري الأبطال الأوروبي, ووقتها كان عمري20 سنة, لكن كل شئ ضاع فلم أحترف ببلجيكا, ولم ألعب للفريق الأول للأهلي. ماذا كان رد فعلك؟ أصبت بإحباط شديد من موقف الأهلي تجاهي, لكن في الوقت نفسه تلقيت عرضين من الزمالك وانبي, ففضلت اللعب للزمالك الذي قدمت معه مباريات كبيرة علي الرغم من أنني لعبت وسط عمالقة أمثال عبدالحليم علي وعمرو زكي ومصطفي جعفر وجمال حمزة وغيرهم, ومع ذلك فقد أقنعت كرول مدرب الزمالك وقتها بإمكاناتي, وقدمت موسما رائعا بدأ بإحرازي هدف الفوز علي المصري ببورسعيد, ثم فزنا علي المحلة3-1 أحرزت منها هدفين, وهنا تحققت أكبر مخاوف الأهلي وهو نجاحي مع الزمالك. في ثاني موسم لي مع الزمالك أصبحت هداف الفريق, والأهم هو أن الجماهير تقبلتني وساندتني بقوة, لذلك أعتبر أن تجربتي في ميت عقبة كانت ناجحة تماما. لماذا تركت الفريق برغم كل هذا النجاح؟ عندما تولي حسام حسن مسئولية الفريق فوجئت بتجاهل غريب, فاحترمت وجهة نظرهم الفنية, ففضلت الرحيل للجونة الذي قدمت معه مباريات جيدة لأنني وجدت معه الاستقرار الإداري, لكن من الناحية الفنية لم أحقق فيه ما أريده, فمع تغيير الأجهزة الفنية فوجئت بتغيير المعاملة حتي إن بعض المدربين كانوا يحرمونني من المشاركة في عدد من المباريات, ومع ذلك فقد كنت هداف الفريق وأنا خارج التشكيل وهو وضع غريب لايوجد له مثيل في العالم!!. هل تعتقد أن المنتخب سيواصل رحلة التأهل للمونديال بنجاح؟ لدينا مدرب رائع هو بوب برادلي, وهو رجل صاحب فكر كروي راق للغاية, كما أنه يتمتع بشخصية قوية ومحبوب في الوقت نفسه من كل اللاعبين, والحقيقة أنا سعيد بأن أنضم للمنتخب تحت قيادته, وهو يبذل كل ما في وسعه لقيادة الفريق نحو التأهل للبرازيل برغم الظروف الكروية الصعبة. لكن ماذا عن حلمك أنت؟ الانضمام للمنتخب شرف كبير لأي لاعب, لكن مجرد الانضمام ليس هو طموحي, لأنني أتمني أن أساهم مع زملائي في تحقيق حلم اللعب في كأس العالم. لكنك لم تحصل علي فرصتك حتي الآن؟ هذا صحيح, فبرادلي شاهدني في مباريات مسجلة فقط, لكنني أعتقد أن فرصتي ستأتي في الوقت المناسب, لأن الرجل لايجامل أحدا, لكن علي أية حال فقد شاركت في20 دقيقة من مباراة جورجيا لكنني لعبت ناحية اليسار في حين أن خطورتي تظهر فقط داخل منطقة الجزاء وحولها, لكنني سألعب في أي مكان يختاره الجهاز الفني وسألتزم بالتعليمات مهما كانت.