في محاولة للحوار ومد جسور التواصل بين المصريين في الخارج عقد أخيرا بقلب العاصمة الفرنسية باريس المؤتمرالأول لاتحاد الجاليات المصرية والذي يعد الاول من نوعه من حيث الهدف والمشاركة. حيث شارك فيه رؤساء روابط وجاليات وجمعيات مصرية من فرنسا واحدي عشر دولة أوروبية ووفود مصرية من تلك الدول الأوروبية, إلي جانب فرنسا بينها إنجلترا, هولندا, بلجيكا, ألمانيا, أيرلندا الشمالية, إيطاليا, السويد, النمسا, سويسرا, وإسبانيا. دعا للمؤتمر'الاتحاد العام للمصريين في فرنسا'برئاسة المهندس رشدي الشافعي بالتعاون مع اعضاء الاتحاد ورؤساء خمس عشرة جمعية واتحادا ورابطة مصرية من باريس ومرسيليا ونيس وإمارة موناكو. وكانت من اهم القضايا التي وضعت علي طاولة الحوار مناقشة حقوق المصريين في الخارج وأوضاع الجاليات المصرية بالدول الأوروبية فضلا عن التحديات التي تواجه مصر داخليا. رسالة باريس- نجاة عبد النعيم ومصطفي عبد الله: تجميد18 مليون يورو من أموال مبارك ودعوي أمام القضاء الأسباني لتجميد أموال حسين سالم المطالبة بقناة رسمية للتواصل بين المغتربين والدولة والتمثيل في المجالس النيابية ويقول رشدي الشافعي ان المؤتمر الذي يعقد خارج الاراضي المصرية ناقش دورالمغتربين المصريين في عملية التنمية في مصر بعد ثورة25 يناير, حيث اتاح الفرصة لتبادل وجهات النظر حول كيفية التوصل الي افضل اداء لخدمة المصريين في الخارج وخدمتهم للوطن وبغية تفعيل طاقاتهم لخدمته, مشيرا الي أن المؤتمر يرمي من بين أهدافه إلي تنظيم وتبادل الزيارات بين المصريين في جميع أنحاء أوروبا. وقدعقد المشاركون جلسات عمل مغلقة للتنسيق فيما بينهم ثم اقيم لقاء مفتوح حضره من السفارة المصرية المستشارة الإعلامية جيهان النجار والملحقة الإعلامية رانيا وجدي ومندوبون لبعض الصحف والاعلام وخرجت توصيات المؤتمر, واختتم اللقاء الذي اقيم في احد الفنادق بمنطقة' لاديفانس'علي الحدود الباريسية. وفي الكلمات الختامية طالب احمد سليمان نائب رئيس اتحاد المصريين بالنمسا بان تحافظ مصر علي حق أبناءها المغتربين في المواطنة قائلا ان حقوقنا كمصريين مهضومة, وطالب بان تكون هناك قناة رسمية للتواصل مابين المغتربين والدولة وان يكون للمهاجر تمثيل في المجالس النيابية..اما الأستاذة نادية رجب رئيسة الجالية المصرية في إمارة موناكو فقالت انها تمارس العمل العام منذ2007 فقط وان المصريين بموناكو20 عائلة تقريبا, واهم اولوياتها كرئيسة للجالية هو خدمة الشباب والعناية بمشاكلهم. مؤكدة ضرورة التعاون مع شباب الجاليات المصرية في أوروبا والاستماع إلي أفكارهم وتبادل الخبرات معهم, إذ انه لابد أن يجتمع الكل علي حب مصر. وفي لقاء خاص بالأهرام تم علي هامش المؤتمر قال الاستاذ ابراهيم أبوالرووس الرئيس السابق لاتحاد المصريين في اسبانيا قال: نعمل في الملف الخاص بتسليم رجل الاعمال حسين سالم وسبق لنا ان اخذنا حكما لتسليمه لمصر ذلك من المحكمة الابتدائية ثم محكمة النقض, وننتظر ان نحصل علي حكم مماثل من المحكمة الدستورية ونحن علي اتصال بالنيابة الاسبانية واود من خلال الاهرام ان اتوجه بالشكر للنيابة التي ساعدتنا كثيرا وكذلك القضاء الاسباني المحايد.واشير بالذكر انه قد تم تجميد18 مليون يورو الاسبوع الماضي وهي من أموال وعقارات وسيارات تخص أسرة مبارك.وهناك دعوة قضائية تنظر امام القضاء الاسباني نطالب فيها بتجميد اموال حسين سالم في اسبانيا, ويقول أبوالروس لقد التقيت بوزير العدل الاسباني و طمأنني بخصوص قضية غسيل الاموال المتهم فيها حسين سالم. اما المهندس'محسن علي'-مهندس التخطيط العمراني ببلدية امستردام في هولندا- فيقول للاهرام ان المؤتمر نواة جيدة ومادار فيه من مناقشات تم باسلوب حضاري نأمل منه ان يكون بداية لعمل مثمر للجاليات المصرية في اوروبا. وأضاف: اعتقد ان المؤتمر قد ادي الهدف المنوط به وهو التعارف علي بعضنا البعض مهما كانت نقاط الاختلاف فيما بيننا...واشار الي انه من ضمن النقاط التي تحدثت فيها الجلسات المغلقة هي اوجاع الوطن الأم داخليا وكيفية مساعدته من الخارج.وان المؤتمر كان فرصة للتعرف علي مشاكل الجالية المصرية في غرب اوروبا. اما المهندس ابراهيم قنديل-يقيم منذ45 عاما في مرسيليا- فأبدي عن سعادته بتأسيس هذا الاتحاد في أوروبا, متمنيا ان يكون هذا اللقاء الذي جمعهم في باريس بصفة دورية حتي يستطيعوا عن طريق التواصل مساعدة الوطن, مشيرا الي انه سبق له ان ارسل ماكينات طبية لغسيل الكلي وارسلها لمصر, مشيرا الي ان الهدف الاول من الاتحاد وقبل كل شيء هو مساعدة مصر اقتصاديا ومعنويا واجتماعيا وسياسيا. وفي لقائنا بسلمان موسي من الجالية المصرية في هولندا قال أن مبادرة اقامة كيان ضخم يجمع الجاليات المصرية بمختلف تشكيلاتها شيء جيد للغاية ولكن علينا ان نستمر لانه من المعتاد ان يكون الحماس شديدا جدا في البداية وسرعان ما يخفت, وتعليقا علي بعض الاختلافات في الآراء بين المشاركين قال ان ما يعانيه الوطن في الداخل هو ما تعانيه الجالية المصرية في الخارج, فهناك سلبية شديدة من البعض وميراث شديد من عدم الثقة, وصراعات النخبة غالبا ما تكون علي الزعامة.ويقول سلمان موسي انه من اوائل المصريين الذين نادوا بتأسيس اتحاد للمصريين بهولندا في اكتوبر عام1986 وبالفعل تم تأسيسه بعد هذا التاريخ وجاء السفير المصري آنذاك لافتتاح المقر الخاص بأول جالية مصرية في هولندا. ولما كان ملف استرداد الاموال المنهوبة ضمن المحاور الرئيسية بالمؤتمر كان ايضا للاهرام اللقاء مع بعض رموز الجالية في أوروبا جاء بينهم السيد فريد محمد موسي نائب رئيس الجالية المصرية بجنيف والسيد امين مسيحة عضو الجالية المصرية بسويسرا-والمقيمان في سويسرا منذ40 عاما-. وهما يقومان بالتعاون مع اللجنة الخاصة المكونة من الجالية المصرية لمتابعة الاموال المنهوبة والموجودة علي شكل اموال سائلة في البنوك او عقارات وممتلكات ايا كانت للرئيس حسني مبارك وعائلته او لمسئولين مصريين من اتباع النظام السابق, ويشير امين مسيحة الي ان الحكومة السويسرية قد سبق لها أن اصدرت قرارا يعطي الصلاحية لمصر بالاطلاع علي ملف الاموال الموجودة لديها لمسئولين مصريين الا اننا فوجئنا بان سويسرا ألغت هذا القرار منذ اسبوع تحت ذريعة ان الحكومة الراهنة غير شرعية واستكمالا للحديث مع مسيحة يقول'ان مصر لن تتقدم حتي الآن رسميا بالمطالبة بالاموال المنهوبة' واختتم المتحدثان بان الحكومة السويسرية تشترط ان يكون لديهم تفويض رسمي كي يتوخي لهم متابعة القضية والعمل بالنيابة عن مصر في قضية الأموال المجمدة بسويسرا. وردا علي سؤال حول ماقام به بعض المسئولين مؤخرا من جولة اوروبية وضمنها سويسرا لمتابعة قضية الأموال المجمدة قالا ان اي مسئول يأتي لن يستطيع التصرف مثلنا لما لنا من خبرة قديمة في البلاد وان المسئولين المصريين ياتوا لتوكيل محامي. بينما نحن متابعون للموضوع وبامكاننا ان نعمل افضل مما سيقوم به المحامي لما لنا من خبرة وعلاقات مع سياسيين وحقوقيين ومسئولين سويسريين ذات صلة بالملف. كما كان اللقاء مع' خالد البنا' من شباب الناشطين في باريس الذي يطلق عليه مطرب الثورة قال: ارجو من كل مصري ان ينظر للأمام, لمستقبل مصر لان الثورة قامت منذ عامين ونحن مازلنا نقصي في بعضنا البعض ونقسم انفسنا الي فلول وثوار واحزاب وطوائف, والبلد هي التي تضيع منا.. وطالب خالد البنا بان يكون الشباب مشاركين في مثل هذه الاجتماعات والمؤتمرات من اجل التواصل والاستماع الي افكارهم..كما قام البنا ومحمد الحوفي رئيس الجالية المصرية في مرسيليا بالغناء لمصر وردد المشاركون معهما ليعلو صوت مصر في قلب الفندق قبيل ان يلتف الجميع حول صورة تذكارية في نهاية المؤتمر. وإتفق المشاركون في ورقة توصيات المؤتمر علي تشكيل لجنة من بينهم تعمل علي التحرك بهدف استرداد الأموال المنهوبة في أوروبا وذلك من خلال الضغط الشعبي الذي تمثله الجاليات المصرية في الخارج إلي جانب الضغط السياسي اللازم من جانب السلطات المصرية..مشددين علي ضرورة التحرك من الجانب المصري في هذا الصدد. وأن يكون الاتحاد مفتوحا أمام جميع الجمعيات المصرية في جميع البلدان الأوروبية وتشكيل لجنة تأسيسية مخولة بإعداد اللائحة والنظام الأساسي للاتحاد, علي أن تقدم تقريرها الأول بحلول نهاية مارس المقبل. كما قرر المشاركين عقد مؤتمر نصف سنوي تستضيفه كل مرة دولة أوروبية علي غرار النظام المعمول به بجامعة الدول العربية علي أن يعقد المؤتمر القادم يومي الثامن والتاسع من يونيو المقبل بالسويد. ويذكر ان المشاركون في المؤتمر قرروا تكليف رئيس مكتب الاهرام الإعلامي مصطفي عبد الله في فيينا بأن يكون المستشار الرسمي والإعلامي لاتحاد الجاليات المصرية في غرب أوروبا.وهو الذي اشار في مداخلته الي ان لجنة متابعة الاموال تعمل بالتعاون مع منظمة الاممالمتحدة من اجل استرداد الاموال وانهم يتابعون عن كثب وينتظرون الاحكام النهائية من اجل الحصول عليها. اما عن المشاركين من فرنسا فهم محمد الحوفي رئيس الجالية المصرية في مرسيليا, ومختار العشري رئيس النادي المصري في باريس,و فتحي عبد الفتاح رئيس جمعية مصر اليوم ومحمود نصار رئيس الجمعية الفرنسية- المصرية للتعاون والتنمية, ونادية رجب رئيسة جمعية الجالية المصرية في إمارة موناكو, وأيمن راشد رئيس جمعية شباب المستقبل, ومحمد طايع رئيس جمعية شباب بلا حدود بمدينة نيس جنوبفرنسا,وسعيد صبيحة رئيس الجمعية الثقافية الإسلامية بين الرافدين,وخالد شقير رئيس جمعية مصر- فرنسا2000( مرسيليا), وكمال عازر نائب رئيس الجالية المصرية في مرسيليا, وسوزان مرسي رئيسة جمعية سيدات مصر في مرسيليا, وناصر هيكل ناشط في العمل العام وعضو فعال في الجالية, وسعد نسيم ناشط في أوساط الجالية في باريس, وأحمد طه تمام دكتوراه في القانون من جامعة باريس.