كشفت الحكومة الأفغانية أمس أن خريطة الطريق التي وضعتها تعتمد بشكل أساسي علي تحويل طالبان من كيان عسكري إلي كيان سياسي وأن باكستان تتفق تماما مع ما تهدف إليه الحكومة الأفغانية. وذكر مسئول حكومي أفغاني, رفض الكشف عن هويته, أن باكستان صادقة في تأييدها لعملية السلام الأفغانية الناشئة وتشترك مع الرؤية الأفغانية لتحويل طالبان إلي كيان سياسي لتمكينهم من المشاركة في العملية السياسية الأفغانية والسعي للسلطة سلميا مثل أي كيان سياسي في أفغانستان. ووصف المسئول المشارك عن كثب في جهود المصالحة أن المحادثات المباشرة التي جرت في الآونة الأخيرة بين طالبان والمسئولين الأفغان في فرنسا بأنها مفيدة جدا لجهود السلام. وأعرب عن تفاؤل أفغانستان غير المسبوق فيما يتعلق بأن باكستان- التي اتهمت منذ زمن طويل بدعم جماعات أفغانية مسلحة- مستعدة الآن أن تلقي بثقلها وراء جهود المصالحة التي ما زالت في مراحلها الأولي. لكن المسئول الرفيع قال إنه من أجل الإبقاء علي ذلك التفاؤل ستحتاج باكستان لاتخاذ خطوات ملموسة أخري بعد الإفراج عن بعض أعضاء طالبان الأفغانية المحتجزين الذين ربما يكونون مفيدون في تشجيع السلام. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه أشفق كياني قائد الجيش الباكستاني والذي يوصف بأنه الرجل الأقوي أنه جعل من المصالحة بين الفصائل المتناحرة في أفغانستان أولوية كبري في أحدث مؤشر حتي الآن علي أن إسلام أباد تتبع نهجا عمليا في تشجيع السلام مع طالبان. من جانبه, كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية أن كابول لم تكن تتوقع أن تسفر مباحثات باريس بين ممثلي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان عن تقريب الفجوة القائمة بين الأطراف المتحاربة في أفغانستان. وقال إن الشروط المسبقة التي وضعتها حكومته لإجراء مباحثات مع طالبان لم يطرأ عليها أي تغيير والتي تتمثل في وقف إطلاق النار والاعتراف بالدستور الأفغاني وقطع العلاقات بين طالبان والعناصر الإرهابية الدولية واحترام حقوق المواطنين الأفغان, بما في ذلك النساء والأطفال. وكانت حركة طالبان قد أكدت في بيان أصدرته أمس الأول أن ممثلي الحركة في محادثات باريس لم يصروا علي ضرورة الحصول علي سلطة كاملة في افغانستان, كما أنهم تعهدوا أيضا بمنح الحقوق للنساء الأفغانيات. وعلي صعيد متصل, قتلت شرطية أفغانية مستشارا عسكريا أمريكيا بعد أن أطلقت الرصاص عليه في مقر قيادة شرطة العاصمة الأفغانية كابول, وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) إلي أن هذا الحادث يعد الأول من نوعه الذي يتعرض له أحد من قوات حلف شمال الأطلنطي( الناتو) في أفغانستان لهجوم من قبل شرطية أفغانية. ومن ناحية أخري, نفت دوائر بالحكومة البريطانية أمس الأول صحة ما أوردته تقارير صحفية في بريطانيا حول اشتراك الأمير هاري في عملية اغتيال لأحد قادة طالبان في أفغانستان. وكانت صحيفة ذا صن البريطانية ذكرت أن ابن ولي العهد البريطاني وحفيد الملكة اليزابيث تمكن من القضاء علي أحد قادة طالبان خلال عملية خاصة في ولاية هلمند جنوبافغانستان. وأوضحت الصحيفة أن الأمير هاري كان يقود مروحية اباتشي الهجومية في العملية وأطلق صاروخا من طراز هيلفاير الأمر الذي أسفر عن اغتيال القيادي بحركة طالبان.