ظلت شبه جزيرة سيناء لعقود طويلة تعاني الحروب لأنها بوابة مصر الشرقية, وكل طامع أو غاز لمصر يأتي عبر سيناء, وشهدت تلك المنطقة حروبا عديدة وعاني أهلها تلك الحروب كثيرا. وفي تاريخ مصر الحديث احتلت شبه الجزيرة مكانة استراتيجية في الفكر العسكري المصري, واعتبرها العسكريون ساحة حرب سواء لانطلاق جيوش مصر إلي الخارج, أو لصد كل من تسول له نفسه المجئ إلي مصر, وهكذا أصروا علي أن تبقي غير مأهولة قدر الامكان حتي لا تعوق تحرك آليات الحرب, أو وضع خطط تلك الحرب. ولكن الآن وقد عادت سيناء إلي الوطن الأم, ماذا فعلنا من أجل تنميتها.. ومن أجل أهلها؟ فالحكومة تلو الأخري تعلن عن خطط لتنمية وتطوير سيناء تقدر بالملايين بل المليارات غير أن تلك الخطط ظلت حبرا علي ورق, ولم يتحقق شئ لأهالي تلك البقعة الغالية من الوطن, ويطرح الخبراء العديد من الاقتراحات والحلول لكن آلية ورغبة التنفيذ غير قائمة. وها هو تقرير القافلة التعليمية والدعوية للأزهر الشريف الذي نشره الأهرام أمس يدق ناقوس الخطر من جديد, ويؤكد أن أحداث العنف والإرهاب, التي تشهدها سيناء سببها الأساسي سنوات التجاهل والحرمان التي عاشها أهالي سيناء, فضلا عن وجود العناصر الجهادية والتكفيرية في ظل وجود أطراف خارجية تعبث بالأمن, في تلك المنطقة. إنها لمبادرة طيبة تستحق الشكر والتقدير للأزهر ودوره, فقد انطلقت قافلته إلي سيناء عقب لقاء الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مع وفد من شيوخ قبائل سيناء بينهم علي راشد شيخ قبيلة الأحيوات والشيخ ابراهيم أبو عليان شيخ قبيلة السواركة والشيخ عطية أبو جرير شيخ قبيلة المساعيد. وزارت القافلة التعليمية الدعوية الأزهرية العديد من المناطق والتقت الكثير من أهالي سيناء الذين طالبوا بفتح فرع لجامعة الأزهر في سيناء, والتوسع في انشاء المعاهد الأزهرية لتكون نواه لنشر الفكر الوسطي للأزهر الشريف. وتلك هي الطريقة المثلي لمواجهة وللقضاء علي الفكر الهدام الذي يسعي إلي تقسيم مصر من خلال إقامة ما يزعمون إمارة إسلامية في سيناء نعم إن المواجهة الأمنية والعسكرية مع تلك الجماعات مهمة, ولكن المواجهات الفكرية والتعليم هما الأهم والأكثر نفعا علي مدي الأمان!