يتوجة المصريون يرم السبت لصناديق الإقتراع من أجل الإستفتاء علي الدستور ويصاحب ذلك إهتمام إعلامي غير مسبوق سواء الحكومي أو الخاص ومع سخونة الأحداث في الأونة الاخيرة مابين مؤيد ومعارض للدستور ومن تراشق وإتهامات بعدم الحيادية والشد والجذب الذي أصبح السمة السائدة مؤخرا بين أصحاب الرأي والرأي الأخر والشحن الزائد بين كل الأطراف كل هذا يجعلنا نستطلع أراء بعض الإعلاميين والمفكرين عن أهمية دور الإعلام قبل وأثناء الإستفاء وماهو الدور المطلوب منه لعبور الأيام القليلة المقبلة بسلام. يقول د.عدلي رضا أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: أصبح الوقت متأخرا جدا ليقوم الاعلام بدوره المهم والمنطقي في التعريف بمواد الدستور ولكن يمكنه إنقاذ ما يمكن إنقاذه حيث ساهم الإضطراب في المرحلة الماضية لتأخر وسائل الإعلام التي لم يسعفها الوقت لطرح وشرح الدستور والتعريف بعناصره وللأسف الشديد سيذهب المواطنون للتصويت علي دستور لا يعلمون مضمونه بدقة, وإن كان التليفزيون المصري قد اجتهد وحاول أن يقدم قراءة ولكنها لا تكفي للتوعية وكان لابد من التعريف بالحقوق والواجبات وكان ذلك يحتاج لوقت أطول بكثير ولكن يمكن في عجالة في الوقت المتبقي أن يقدم الإعلام ندوات مكثفة ويشارك فيها الجمهور علي الهواء ليستطيع أن يخرج بنفسه بنعم أو لا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الذهاب لصناديق الإستفتاء. يقول الناقد د.صلاح فضل المطلوب من الإعلام هذه الأيام الدقة والموضوعية والأمانة وأن يترك التحيز جانبا وعدم التعصب لوجهات النظر الأحادية وذلك للحفاظ علي عدم الإثارة وتجنيب الوطن الصدامات الدموية خاصة مع تصاعد حدة الخلافات بين معظم الأطراف في الأيام الماضية. فالإعلام المصري الحكومي والخاص يبذل جهدا هائلا ولكنه يخطيئ في أشياء فاضحة بإستضافة شخصيات تنتمي للتيارات الجديدة تدلي بتصريحات نارية تؤدي الي إثارة المشاهدين ولابد من الإحتكام أيضا الي أصحاب العقل وتجنت الضيوف المهاويس سواء كانوا من الدينيين أو الثوريين وأطالب بعد تسليط الضوء علي المظاهرات بشكل متواصل ويقول د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام بكلة الأداب جامعة بنها أن معظم وسائل الإعلام المصرية خاصة القنوات الفضائية إما تشجع إبراز الإتجاة المعارض للدستور تماما وإما التأيد الأعمي وهذا خطأ في الأمريين وكان يجب التناول بحياد ولايكون الإنحياز والتسخين من أجل جذب المعلن والمشاهد علي حساب مصلحة الوطن كما أطالب بأن تفسج الفضائيات مساحات أوسع لمناقشة بنود الدستور من ضيوف محايدين لاينتمون لأي تيار وعلي الإعلام أن يبرز الأراء المستنيرة ويبتعد عن الأراء المتطرفة التي تتغافل مصلحة الوطن فالوقت الحالي لايتحمل أي شطط علي الشاشة خاصة يوم الإستفتاء الذي تتصاعد فيه نبرات الإختلاف والشائعات والأخبار الكاذبة ولذلك أطالب بالدقة في هذا اليوم حتي لاتحدث بلبة لدي المشاهدين. وتقول الكاتبة فريدة النقاش المطلوب من الإعلام أن يناقش ويحلل كل مايدور قبل وأثناء وبعد الإستفتاء من خلال حوارات مع شخصيات محايدة ومشهود لها بالكفاءة والموضوعية أن مايثير المشاكل هم أصحاب المصالح الحزبية الضيقة كما أطالب الإعلام بألا يلتفت أو يخاف من الضغوط التي تمارس عليه من تيارات بعينها وان يعطي لكل الأطراف الوقت المناسب في الظهور علي الشاشة وأن يوجه رسالته بكل جرأة ودون رهبة من أحد لأن أي تهديد سيجرنا الي التعتيم وإخفاء الحقائق أما دور الإعلام سيكون مهما خلال الإستفتاء علي الدستور من أي وقت مضي فعليه أن يثبت قدرته علي النجاح والتوازن وعرض كل الأراء المختلفة.س ويقول د.عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام والرأي العام بجامعة القاهرة: إن الإعلام مظلوم حيث ان المدة الزمنية التي أتيحت للتعريف بالدستور وشرح مواده لا تكفي ليقوم بدوره كما ينبغي ففي ظل وجود تيارين والإنقسام بين مؤيد ومعارض في المجتمع المصري خاصة أن الآراء التي تكونت للمواطنين حول الدستور والاستفتاء عليه كانت انطباعية سواء بالتأييد أو المعارضة وليست موضوعية فمعظم الناس لم تقرأ الدستور ولكنها اتخذت رأيها طبقا للتيار الذي ينتمي اليه والمطلوب وبشكل سريع تقسيم أبواب الدستور ويقوم الإعلام بطرحها في قراءات سريعة ورسائل مختصرة وتوضيح أهم النقاط الرئيسية التي تهم قطاعات مختلفة من الشعب والتعرض بشكل مكثف للمواد الخلافية والتي لابد أن يعلن عنها بوضوح ويطرحها الإعلام للمواطنين