اختتمت فعاليات الدورة35 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي يوم الخميس الماضي بمؤتمر صحفي تم خلاله توزيع الجوائز علي الفائزين. لكن ما لفت نظر الحاضرين وصناع المهرجان هو ما تلاه رئيس لجنة التحكيم الدولية المنتج الإيطالي' ماركو مولر' مدير مهرجان روما وعضو اللجنه خالد أبو النجا من توصيات بعيدة تماما عن عمل اللجنة حيث قرأ خالد أبو النجا بيانا استفز معظم الحاضرين لدرجة أن المخرج المغربي نبيل لحلو كاد أن يصعد علي المسرح ليرد علي هذا البيان الخارج عن اختصاص لجنة التحكيم, لكنه تراجع بعدما أمسك به زملاؤه حتي يمر مؤتمر الختام بسلام, فجلس يستمع لتلك التوصيات التي جاءت كالأتي: تود لجنة التحكيم الدولية أن تتقدم ببعض الاقتراحات لينمو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والمساهمة في تقوية اختيارات الأفلام في المستقبل. إنشاء صندوق للمساهمة في صناعة الأفلام في مرحلة التصوير ومرحلة ما بعد التصوير, وذلك امتدادا لملتقي القاهرة السينمائي الدولي, وبهذا يتمكن المهرجان من جذب المشاريع عالية الجودة في المنطقة في مراحلها الأولية. تمكين فريق عمل مستقل لاختيار الأفلام بوضوح وشفافية وبسيادة القرار وميزانية كافية, وهذا الفريق يجب أن يضم خبرات سينمائية دولية تتيح جذب أفضل الأفلام سينمائيا إلي مهرجان القاهرة السينمائي في الدورات القادمة. لجنة التحكيم تؤمن بأن مهرجان القاهرة بميلاده الجديد سيكون له دورا هاما في الحياة الثقافية لمصر الجديدة الملهمة والحرة, كما تثني لجنة التحكيم الدولية علي المستوي الفني المتميز لفيلم' الشتا اللي فات' إخراج إبراهيم البطوط. بركان الغضب هذه التوصيات قوبلت ببركان غضب من إدارة المهرجان عقب انتهاء المؤتمر الصحفي, حيث انفجرت الناقدة نعمة الله حسين عضو المكتب الفني ومسئولة الصحافة الأجنبية في وجه الإيطالي' ماركو مولر' رئيس لجنة التحكيم موبخة إياه قائلة: منذ متي تتقدم لجنة تحكيم بمقترحات تقرأ علي الجمهور في ختام المهرجان؟, وما هو عمل اللجنة من الأساس؟, هل تختص بمشاهدة وتقييم أفلام المسابقة الرسمية فقط أم تريد فرض رأيها علي إدارة المهرجان؟, لقد أسأت إلي تاريخك المهني في المنطقة العربية بأكملها, لماذا سمحت لنفسك أن تسير وراء آخرين وأنت تعرف حدود لجان التحكيم في المهرجانات الدولية؟, وكيف للجنة تحكيم دولية أن تثني علي فيلم من خارج المسابقة المكلفة بها, الأمر الذي جعل رئيس لجنة التحكيم لا ينطق بكلمة واحدة وانزوي بنفسه علي مائدة الغداء في الفندق وكان يبدو منكسرا رغم محاولة تمالك أعصابه. 100 عام أما سهير عبدالقادر نائب رئيس المهرجان فظهر الغضب علي وجهها وتحدثت بصعوبة بعد انتهاء المؤتمر الصحفي داخل المسرح الكبير قائلة: نحن بلد لديه صناعة سينمائية تتعدي عمرها ال100 عام, ولدينا معاهد لدراسة السينما يأتي إليها جميع محبي السينما في المنطقة, فضلا عن مجموعة من النقاد علي أفضل مستوي, ونحن أقدم مهرجان في المنطقة ونحمل الصفة الدولية, فلماذا هذا البيان الغريب الذي لم نكن نعلم عنه شيئا والبعيد تماما عن عمل اللجنة من الأساس. موقف مريب أما الناقدة خيرية البشلاوي عضو المكتب الفني للمهرجان فقالت: هذه الدورة انتهت بسلبياتها وإجابياتها, لكن علينا أن نتوقف أمام عدة ظواهر كانت بالنسبة لي مريبة, أولها: إصرار المخرجة ماريان خوري علي اختيار' ماركو مولر' لرئاسة لجنة التحكيم, ثانيا: دخول الفيلم الفرنسي' موعد غرام في كيرونا' للمسابقة الدولية, وفوزه بجائزة أفضل فيلم رغم مستواه المتواضع في ظل وجود عدد من الأفلام عالية الجودة تستحق الجوائز, لكن في اعتقادي أن لجنة التحكيم كانت مخترقة بشكل كبير في هذه الدورة, فمثلا الفنان خالد أبو النجا لم يكن في أفضل حالاته وعمل لصالح المؤسسة السابقة التي لم تكن تمتلك أي شيء وطلبت من وزارة الثقافة تمويل المهرجان بالكامل, رغم أن بها عدد من الكفاءات التي تعمل من أجل مصر فقد كنت نائبا لرئيس المهرجان في تلك المؤسسة, وعندما تأكد حكم القضاء فضلت مصلحة البلد, فالجميع يعمل في هذا الطريق, أما أن يتم الاختراق بهذا الشكل فهو مرفوض, فلمصلحة من تفرض علينا أفلام معينة وينساق رئيس لجنة التحكيم بهذا الشكل خلف أحد الأعضاء؟, ولماذا تخرج توصيات أقل ما يقال عنها أنها مهزلة وتبتعد تماما عن اختصاصات اللجنة؟, وكيف للجنة تحكيم محترمة أن تتحدث عن فيلم خارج إختصاصها, وهل هان علينا المهرجان لدرجة أن الكل يعمل لمصلحته؟, فرئيسة المكتب الفني تتحدث مع رئيس لجنة الفبريسي'لجنة الصحافة الدولية'عن قبولها للمنصب علي مضض, أو منحة منها للمهرجان في الوقت ذاته تعمل علي التخديم لمشروعها' ملتقي القاهرة السينمائي' داخل المهرجان وتفرض علينا أفلام متوسطة وترفع أفلام أخري جيدة. تشكيك بصعوبة بالغة تحدث الدكتور رفيق الصبان رئيس لجان المشاهدة وعضو المكتب الفني قائلا: لأول مرة في حياتي أصادف مثل هذا الموقف الغريب من عضو لجنة التحكيم فبأي حق يتم حجب ثلاث جوائز رغم وجود أفلام عالية المستوي مثل الفيلم البرازيلي'المحطة الأخيرة' والذي وقف الجمهور لمدة خمس دقائق يصفق له عقب انتهائه, وكذلك الفيلم المغربي' شوف الملك في القمر', والفيلم الأذربيجاني' رجل السهول', فلماذا يشكك في لجنة المشاهدة ويريد جلب نقاد من أوروبا للاختيار فمن صاحب المصلحة في ذلك؟, وفي الوقت نفسه يمنح الفيلم الفرنسي' كيرونا' الجائزة الأولي رغم مستواه المتواضع ووجود أفلام أفضل منه تستحق جوائز, أعتقد أن هذا تجاوز من عضو ورئيس اللجنة أن يصل بهم الأمر لهذا المستوي الهزيل.