كان الرسام قد شد قطعة قماش بيضاء حول إطار خشبي, فأصبحت لوحة بيضاء تحلم بأن تملأها ريشته وألوانه , ولكن وبعد أن طال انتظار اللوحة البيضاء وكذلك الريشة والألوان, حدث ما لم يكن في الحسبان.. لقد تسارع لون من الألوان للاستحواذ لملء أكبر مساحة من اللوحة البيضاء باعتبار أنه سيد الألوان بلا منازع وعنده يبدأ وينتهي كل شيء, وهنا نشب عتاب وشجار كبير بين لون الاستحواذ والألوان الأخري, وتحول الي معركة أدت الي تقسيم اللوحة البيضاء, وعند ذلك أحست اللوحة بأنها سوف تخسر أحلامها الجميلة وسوف تبقي بيضاء الي الأبد,, فحزنت كثيرا ولما سمعت الريشة بذلك أصابها حزن شديد. فلا معني ولا قيمة لأي لون بمفرده, والجمال في مزج الألوان حتي تكتمل اللوحة بكل الألوان معا. قصة قوس قزح قصة رمزية تفاؤلية ذات أهداف ايجابية تحذرنا من الغرور والأنانية وتحثنا علي الاتحاد ففيه كل الجمال والحب والمصالحة مع الآخرين, وتخبرنا بأنه يجب أن نكون عقلاء حتي في الأوقات الحرجة لوقف أي عراك أو شجار بين الأطياف السياسية المتنازعة, وأيضا داعية لنبذ الخلافات وعدم الصاق النعوت بالآخرين, وعلي الجانب الآخر فإن القصة تفاؤلية, حيث يبني الوطن في النهاية بفضل حماس أبنائه, والرمزية واضحة في القصة فقد قصد باللوحة البيضاء الوطن وبالألوان الأطياف السياسية المتنازعة علي الساحة الآن وقصد بالريشة الأشخاص الوطنيون الذين تهمهم مصلحة الوطن قبل مصلحة مجموعاتهم, ولو أسقطنا هذه القصة علي حالة الاحتقان السياسي التي نعيشها الآن لقلنا إن هذه القصة تدعو الي فتح باب الحوار البناء للوصول الي اتفاق بين ألوان الأطياف السياسية, التي تشكل بتوحدها قوس قزح أو قوس النصر علي الأهواء والمكاسب الانانية أو الحزبية الضيقة.. فهل تصل ايجابيات هذه القصة الي أسماع الغيورين أم انها صرخة في واد؟ د. عوض حنا سعد سموحة الإسكندرية