تأثير الموسيقي علي الإنسان تبدأ وهو في رحم الأم.. حيث أكدت الدراسات أن الجنين يستطيع سماع الأصوات وتمييز النغمات, وهو الأمر الذي يزيد قدرته علي الاستيعاب والتعلم في المستقبل. تقول د. رشا الجندي مدرس علم النفس بجامعة بني سويف أن تأثير الوسيقي علي الطفل يبدأ مع بداية الحمل وليس فقط بعد الولادة, وبالتالي علي الأم إنتقاء نوعية هادئة من الموسيقي وذلك من أجل إنجاب طفل غير عصبي.. كما أنه يمكن للأمهات إستخدام الموسيقي التي تكون علي وتيرة واحدة من اللحن لأنها تعمل علي تهدئه الطفل كما يحدث عندما يكون بين يديها وتقوم بهزهزته بحركات ثابتة حتي ينام. ولأن الموسيقي وسيلة من وسائل التعليم و توصيل المعلومة للأطفال بشكل سلس بعيدا عن الحفظ والتلقين, تنصح د.رشا كل أم باختيار ألحان موسيقية غير مزعجة لأبنائها لأن اللحن الصاخب يأتي بنتيجة عكسية علي الطفل فيصاب بالتوتر بدلا من الراحةالنفسية. و تشير د. هبه سامي شكري مدرس فسيولوجي بكلية طب قصر العيني إلي أن العديد من الأبحاث والدراسات أثبتت قدرة الجنين علي سماع الموسيقي والاستجابة لها, فالأذن الداخلية المسئولة عن السمع يكتمل نموها في الثلاثة شهور الأخيره من الحمل, وفي الأسبوع26 من الحمل يستجيب الجنين للموسيقي بزيادة عدد ضربات قلبه. وتضيف أن استماع الجنين للموسيقي الهادئة يكون له تأثير كبير عليه عندما يولد, فهي تساعد علي نموه العقلي وتنمية ذاكرته, بالإضافة إلي أنها تعمل علي استيعابه للمعلومات وتقلل من عصبيته وتحسن من مناعته وتنمي مهاراته. ومن المفضل أن يستمع الطفل للموسيقي التي كان يسمعها وهو جنين لأنه يستطيع بعد سنوات من ولادته تمييز الألحان والأغاني التي كان ينصت إليها وهو داخل الرحم, لذلك فهو يتوقف عن البكاء عند سماعها. ومن ناحية أخري فللموسيقي دور لا يستهان به في تنمية حالة الطفل الجسدية وشخصيته, فهي تؤدي إلي تنمية التوافق الحركي والعضلي للجسم, وتدريب الأذن علي التمييز بين الأصوات المختلفة بل يمكن أيضا أن تكسبه القدرة علي التذوق الموسيقي والغناء والعزف علي الآلات. هذا بالاضافة إلي تأثيرها علي تنمية الإدراك الحسي والقدرة علي الملاحظة والتنظيم وتنمية الذاكرة السمعية, إضافة إلي مساهمتها في تيسير التعلم. أما فيمايتعلق بانفعالات الطفل فللموسيقي تأثير لا يستهان به علي شخصيته وقدرته علي التخلص من التوتر والقلق فهي تجعله أكثر توازنا, إضافة إلي أنها تستثير فيه إنفعالات عديدة كالفرح والحزن والشجاعة والقوة والتعاطف وغيرها. وأكدت د.هبه إن التربية الموسيقية تساهم في تنمية الجوانب الاجتماعية لدي الطفل, موضحة أنه في أثناء الغناء والألعاب الموسيقية تشتد ثقته بنفسه ويعبر عن أحاسيسه بلا خجل ويوطد علاقته بأقرانه, إضافة إلي الجانب الترفيهي في حياته, فضلا عن أن الموسيقي تنقل التراث الثقافي والفني