حقق الفلسطينيون إنجازا تاريخيا مهما رفع تمثيلهم في الاممالمتحدة الي دولة عضو مراقب مثل الفاتيكان تتمتع بجميع حقوق الدول الاعضاء فيما عدا حق التصويت. ويحق لها الانضمام الي كافة المواثيق والمعاهدات الدولية وإلي جميع منظمات الاممالمتحدة التي تربو علي 30 منظمة, ورغم تأكيدات رئيس الوزراء الاسرائيلي نيتانياهو بان الوضع الجديد للدولة الفلسطينية لن يغير شيئا علي ارض الواقع, فإن الامر المؤكد ان الاطار القانوني للعلاقة بين فلسطين وإسرائيل وفقا لقواعد القانون الدولي قد تغير علي نحو شامل, احال الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية والكتل الاستيطانية داخل الضفة من اراض متنازع عليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين الي اراض فلسطينية محتلة, بما يعني ان مشكلات القدس والمستوطنات لا تصبح محل تفاوض او مساومة, كما يمنح الوضع الجديد فلسطين حق السيادة علي الارض والمجالين البحري والجوي, ويعني ذلك حق الفلسطينيين المؤكد في حقول الغاز الموجودة تحت مياه البحر شرق المتوسط داخل المياه الاقليمية لغزة, اضافة الي حقها في الانضمام الي المحكمة الجنائية الدولية وهو الامر الذي يسبب ازعاجا ضخما للإسرائيليين. لان الانضمام الي المحكمة الجنائية الدولية يعطي للفلسطينيين حق طلب محاكمة قادة اسرائيل العسكريين وسياسييها والمستوطنين لارتكابهم جرائم حرب تمثلت في عدوانهم المستمر علي الشعب الفلسطيني واستباحة اراضيهم لبناء مستوطنات ضخمة يسكنها الآن ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي. تسعة اصوات معارضة ابتلع الاسرائيليون تهديداتهم المباشرة للرئيس ابو مازن التي كانت تتوعده علي نحو شخصي, وتعد بانتهاء السلطة الوطنية الفلسطينية وتمزيق اتفاقات اوسلو وآثرت ان تأخذ موقف الترقب والانتظار, كما اعلنت عزمها علي بناء ثلاثة آلاف مسكن جديد في مستوطنات الضفة في خطوة استفزازية لتري ان كان ابو مازن سوف يهرع الي المحكمة الجنائية ام يؤثر التريث! ويجيء انتصار حكومة رام الله في الاممالمتحدة مكملا لانتصار غزة الذي أفشل خطط الغزو البري الاسرائيلي للقطاع, وأكد امتلاك الفلسطينيين لقدرة ردع صاروخي مؤثرة وصلت الي حدود مدن تل ابيب والقدس وديمونة وسط النقب حيث يوجد المفاعل النووي, كما يفتح الانجازان الكبيران الطريق واسعة امام استئناف جهود المصالحة الفلسطينية التي اصبحت مطلبا اساسيا لكل الفلسطينيين ولجميع تنظيماتهم السياسية والعسكرية وربما تكون اشاراتها الايجابية استقبال قطاع غزة للرئيس ابو مازن في اول زيارة له منذ انفصال غزة عن الضفة قبل7 سنوات. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد